رواية لمن القرار للكاتبة سهام صادق
لديها ما تقوله إلا أن الحاله كما هي ولكن اسم واحد أصبحت تردده هذه الأيام ملك
ارتجف قلبه عند سماع اسمها إنه يصارع رغبته في نسيانها والبعد عنها وتركها في حياتها.. فما الذي جانته من عائلتهم
والحنين أخذه إلى أول ذكرى رأها فيها بعدما عاد من لندن بعد رحله دامت لسنوات ليحقق اسمهعاد ليري ابنة خالته ليست كالتي كانت قبل ذهابه نحو مستقبله خطفت قلبه وعيناه بضحكتها
اقترب من غرفة ناهد بعدما أشارت إليه ممرضتها بالدلوف واغلقت الباب خلفها لتتركه معها.. تقدم منها ينظر إليها كيف أصبحت وللحظه إهتز قلبه شفقة ولكن سرعان ما تلاشت شفقته ولم يبقى إلا الحقد داخله
تمتمت اسمه بصعوبه بعدما تمكنت تلك الجلطة منها
رسلانمها
ارتسمت السخريه على شفتيهيعلم من نظراتها له ماذا تريد أن تعلمواعطاها الجواب الذي اراحها
اغمضت ناهد عينيها وانسابت دموعها
مبسوطه دلوقتي
وعندما لم يجد منها إجابه التف بجسده وقد فضل الرحيل...فهو لا يريد تذكر ذلك اليوم و مها تخبره على فراش المشفى تلفظ أنفاسها الأخيرة إنها لم تكن عذراء واجهضت جنين كان في رحمها نتج عن تلك الليلة وإنه لم يقربها ضعفا منه ولكنها هي من وضعت له المخدر حتى يقترب منها وتحدث علاقه بينهم.. زيجة كانت باطله وضعته داخلها بل وجعلت أولاده ينتجون عنها
تجمد في حركته عندما أستمع لصوت ناهد الخاڤت...ف اكمل خطواته نحو الخارج
ولاد مها.. ملك بس اللي هتحبهم.. متخليش حد غيرها يربيهم..
ملك مش هتعمل فيهم زي ما عملت فيها.. ملك هتحبهم
قبض على مقبض الباب فلم يعد لديه قدرة لتحمل المزيد
اتجوز ملك
.
إستدعاء من السيد سليمتلك العبارة التي تلقتها من مديرها المباشر الذي رمقها بنظرة فاحصة قبل أن يعود لمكتبه.. ارتجف قلبها للحظات ولكن سرعان ما كان شعور الحقد يعود إليها.. وقفت
بثبات تفرد جسدها ترفع شفتيها إستنكارا تخبر حالها
وانتي خاېفه ليه منه يا جناتده هو المفروض ېخاف منك ويعملك الف حساب
وإستنتاج اخر كان يدور في خلدها فقضمت فوق شفتيها تفسر وتحلل لحالها
اكيد عرف علاقتي بفتونوعايز يهددني إني مفضحوش
ولم تكن تشعر بخطوات قدميها إلا عندما استمعت لصوت مديرة مكتبه تهتف بها
تراجعت جنات خطواتان تطالعها بإستغراب إلى أن تداركت الأمر
جنات من قسم الشئون الإداريه.. سليم بيه طالبني في مكتبه
أشارت إليها الجالسه بالدلوف وعادت تتابع الأوراق التي أمامهارمقتها جنات بمقت واطرقت فوق الباب ثم تقدمت تنظر لداخل الغرفة الفسيحة...
تعلقت عينيها به وهو يقف قرب مكتبه يعطيها ظهره ويتحدث في هاتفه.. التف إليها يشير نحوها بالجلوس حتى ينهي مكالمتهدقيقتان لا أكثر وكان ينظر لها يسألها بأدب
تشربي ايه يا انسه جناتقهوه ولا عصير
اتسعت عينين جنات ذهولا من مقابلته
لا يا فندم شكرا
واردفت بجديه بعدما زال ذهولها
حضرتك كنت مستدعيني
شملها بنظرة خاطفة عرف خلالها إنها تعلم
كل شئ عنه وعلى ما يبدو أن فتون أخبرتها عما فعله بهاذلك الذنب الذي لم يغفره لنفسه حتى اليوم
فتون
انتفضت جنات عن مقعدها تحدق به بقوة
عايز إيه من فتون تاني مش كفايه اللي عملته فيهااوعي تكون فاكر إن فتون العيلة الصغيرة اللي جوزها الواطي كان مشغلها خدامه عندك لسا زي ما هي
والتقطت أنفاسها وعاد الحديث ينبثق من بين شفتيها وسليم يطالعها بذهول
لولا إنها زمان رفضت تبلغ عنك وتفضحك كان زمانك مفضوح دلوقتي بين الناس
انسه جنات ممكن تديني فرصه اتكلم
ولكن جنات لم تصمتلم يتحمل سماع المزيد من إھانتها لها فضړب على سطح مكتبه بقوه فتراجعت للخلف تتمالك أنفاسها وتنظر إليه بترقب وهو يقترب منها بخطوات ثابته
أنا عارف كل الصفات الوحشه اللي فيا بس متحاوليش تخرجي سليم القديم
وجنات لم تصمت كعادتها فاندفعت هاتفه
أنت بتهددني
زفر أنفاسه بضيق فعلى ما يبدو إنه اختار الشخص الخطأ للحديث معه
إظاهر يا أستاذة إننا مش هنعرف نتكلم بهدوءكل اللي كنت عايزه منك إن اساعد فتون عشان تكبر في شغلها واكون بعيد عن الصوره لكن انتي واخده وضع الھجوم
اردف عبارته الأخيره متهكما.. فتجهمت ملامحها بإستياء ترمقه بمقت ثم غادرت مكتبه فوقف يطالع اثرها يزفر أنفاسه بضيق
.
مالك يا جنات سرحانه كده ليه
تسألت فتون وهي تلتقط منها المعلقة تقلب بها الطعام بدلا عنها
عنده بنت جميله مراته سيدة أعمال ناجحه
قطبت فتون حاجبيها تنظر لها دون فهم
هو مين ده
سليم يا فتون
بهتت ملامحها قليلا وسرعان ما عادت لطبيعتها.. اكملت تقليب الطعام في صمت ولكن جنات لم يكن
الصمت ما تريده منها
أنا بقولك إنه معاه بنت عشان تعرفي إنه كمل حياته وكنتي ولا حاجة يا فتون
أرادت جنات أن تجعلها تفقد أي مشاعر تقودها نحوهوقد أصابة الكلمه هدفها هي لا شئ وهي تعرف ذلك تماماوضعت جنات يدها على كتفها
اوعي يا فتون تنسى هو عمل فيكي ايه
...
انتفضت من غفوتها تنظر حولها تضع بيدها على قلبها حتى اخذت أنفاسها تهدء رويدا.. عادت لوسادتها ثانية تضع رأسها عليها تحدق في السقف بشرود
ليه جتيلي في الحلم يا مهاديه أول مره.. عايزه مني ايه
ورغما عنها سقطت دموعهالم تكره مها يومامن فرقتهما هي ناهد وحدهاشقيقتها كانت تسير خلفها تنفذ اوامرها وقد افسدها الدلال
عاد الحلم يقتحم مخيلتها في صحوتهافالحلم غريب.. مها تبكي لها ثم تسقط داخل البئر تصرخ بها أن تنفذها
وهكذا استمر تفكيرها بالحلم طيلة اليومحتى هاتفت أخيرا حالها
أنا هكلم ميادةواسأل عن ولادها
والإجابة كانت تحصل عليها من ميادة...عبدالله الصغير مريض ومنذ اسبوع اجري عملية بالقلب و رسلان عاد لأرض الوطن وانفصل عن العائلة بأطفاله
رسلان أخد الولاد يا ملك من ماماأنا مش عارفه ليه بيعاقبها كدهطب هما ذنبهم إيه يتبهدلوا كده والولد مريض والتاني مبقاش ياكل وكأنه حاسس بأخوه
وبعدما كان الحلم وحده ما يورق مضجها أصبح ما سمعته أيضا يحزن قلبها على الصغيرين
...
وقفت أمامه بعدما اتخذت قرارها الأخير بعد أيام عديدة
سليم إحنا لازم ننفصل
التف إليها وتوقفت يديه عند منتصف صدره ثم عاد يكمل إحلال ازرار قميصه...
اقتربت منه فتلاقت عيناهم لوهلة عبر مرآة الغرفة
سليم ده في مصلحتنا ومصلحة بنتنا
وعند تلك النقطه عاد ينظر إليها ينتظر سماع المزيد مما ستخبره به
حامد حط طلاقنا شرط قدام إني أكون رئيسة مجلس الإدارة.. إحنا ننفصل لحد ما كل حاجة تبقى في أيدي وبعدين
وبعدين إيه يا شهيرة
خرج صوته متهكمافتراجعت للخلف تنظر إليه تبحث عن رد منطقي تقنعه به
نرجع لبعض من تاني وهنكون إحنا الكسبانين
صدحت ضحكته حتى دمعت عيناه فشعرت وكأنه قد فقد عقله
سليم إحنا ناس بتوع بيزنس لازم ندور على اللي يكسبنا
واقتربت منه مجددا تتحسس صدره بأظافرها المطلية تنظر في عينيه تنتظر الإجابة....ابتسم إليها ومال برأسه نحو كتفها فاغمضت عينيها بإنتشاء
أنتي طالق يا شهيرة
رفع عينيه نحو ذلك المبنى بعدما تأكد من العنوان..
إنه هنا في فينيسيا من أجلهاصعد الدرجات القليلة الفاصلة بين المبنى والشارع ومن ثم صعد الدرج حتى الطابق الرابع ينظر للشقتين المقابلتين لبعضهم
إلتقط أنفاسه التي أخذت تتسارع وكأنها تشتاق ثواني مرت وهو يقف هكذا شئ يخبره أنه فعل الصواب وشئ يدفعه أن يتراجع
كاد أن يرفع يده حتى يدق جرس البابفانفتح الباب ببطء وتعلقت عيناه بها ينظر إلى تفاصيلها التي أشتاق إليها يهتف اسمها كما هتفت هي اسمه
جيهان
مراتك فين يا حامدمبقتش أشوفها ليه هي وابنها
تجمدت عينيه نحوها ثم عاد لأرتشاف قهوته
طلقتها!
شهقت شهيرة بخفوت تنظر إليه ببعض الدهشة ولكن سرعان ما زالت دهشتها وارتسمت السعادة فوق محياها فها هي تخلصت من دينا
فقد كانت تخشي أن ينجب شقيقها منها ويضيع كل شئ من يدها
اتخذت الأمر مزحة لم تعجب حامد الذي رمقها ساخرا
مكانتش لايقة عليك الصراحه يا حامد
ولا ابن النجار كان لايق عليكيأكيد أنتي عارفه السبب
تجهم وجهها وقد فهمت مقصده وقد چرح أنوثتها
سليم عمره ما فرق معاه فرق السن بينا يا حامد...صحيح هو محبنيش بس عمره ما جرحنيعشان كده سيبتله بنتي هو يربيها هيبقى احن عليها مني ومنك يا حامد
ارتفعت شفتيه مستنكرا تلك الخطبة العظيمة التي تمدح فيها شقيقته ابن النجار وحفيد رأفت
عارفه أنا طلقت دينا ليه
واردف منتشيا يرفع حاجبيه متهكما ينتظر رؤية ملامحها
كانت بتحب جوزك وعايزاه
اڼصدمت ملامح شهيرة تحدق به لعله ېكذب عليها
و سليم
وخرجت باقية الكلمات متعلثمة فابتلعت لعابها
كان بيحبها
تسألت وخشيت أن تسمع الإجابة ولكنه أعطاها ما أرادت ينظر إليها متشفيا ويلقى عليها إحدى الصور
إنحنت تلتقط الصوره تنظر نحو ملامح تلك الصغيرة وقد إرتجف قلبها
اسمها إيه
والإجابة اخذتها منه بعد ضحكة صدحت بالإرجاء
فتون
...
لم يتحمل رؤية المزيد من دموعها.. دموع أجادتها حقا.. فجعلته يصدق كل كلمة اخبرته بها عنها انسحب عقله وانسحبت كل ذكرى جميله كانت فيها خير من وقف جانبه ولم يفكر إلا إنها حاربت حبه وكادت أن تدمر سعادته
اقترب منها يضمها إليه أسفا
مكنتش فاكر إن ملك ممكن تطعني في ضهري وتعمل كده
دفنت رأسها بحضنه تتشبث به وصوت شهقاتها يعلو
أنا أسفه يا جساربس هي لما قالتلي كده أنا قولت لازم أبعد
وابتعدت عنه تنظر في عينيه ودموعها مازالت ټغرق خديها
كان صعب عليا يا جسار أعرف إنك مش بتحبني وإنك متعلق بيا بسبب إن فيا شبه من مراتك الله يرحمها
ازدادت شهقاتها واشاحت عينيها بعيدا تضع بكفها فوق فمها
قالتلي إن ولا حاجة في حياتك وإن بسهوله هتقدر تستغني عني وترميني
كانت بارعه في رسم دورها وكان هو أمامها كالمغيب.. إحداهن ماټت وكانت إمرأة لا تعوض وأخرى كانت أكثر النساء عطفا و وفاء وإخلاصحتى زوجة أبيه السيدة فاطمة كانت إمرأة عظيمة ربته وكأنها أمه أعطته حنانها وحبها دون بخلنساء مروا بحياته أثبتوا له كل المعاني الجميلة قدموا له كل شئ.. وهنا كان وقت السقوط
رفع كفيه نحو خديها يجفف دموعها بأنامله بعدما اجتذبها نحو وتلاقت عيناهم
جيهان أنا مبقتش قادر ابعد عنك خلينا نتجوز