الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية لمن القرار للكاتبة سهام صادق

انت في الصفحة 41 من 191 صفحات

موقع أيام نيوز

الماهر كما أخبرته زوجته 
أنا ونهال ولاد خالهحبتها من وإحنا أطفال صغيرينلكن للأسف أخويا حبها وكان لازم اضحياخويا الصغير اللي مربيه كبر وحب وعايز يتجوزكان اسعد يوم في حياتي وهو بيقولي عايز اتجوز ولقيت شريكة حياتي 
واغمض عينيه والزمن يعود به لذلك اليوم 
فرحتي ضاعت وبقي أتعس يوم في حياتي لما قالي مين هي اللي عايزني اخطبهاله سافرت بعيد وحاولت اكمل حياتي لكن مقدرتش.. اتجوزت وطلقت...بقيت اشتغل زي الآله 
تعلقت عينين رسلان به بعدما قبض فوق التقرير الطبي الذي مازال يمسكه بين يديه يتذكر حكايتهصمت الرجل ولكن قلب رسلان لم يصمت.. القلب يريد أن يعرف كيف اصبحوا الآن معا 
عايز تعرف ازاي بقينا لبعضالقدر يا دكتورمحدش بيحارب المكتوبنصيبنا نفترق في البدايةهي تتجوز وأنا اتجوزهي كانت نعمة الزوجه لأخويا رغم إنها محبتهوش واتقبلت طريقها معاه.. وأنا كملت حياتي ووصلت لطموحي
وبعدين 
ابتسم الرجل وهو يرى تفاعل رسلان معه.. وكيف نسي نفسه في غرفة مريضه 
أخويا ماټحصلتله حاډثه.. اوعي تفتكر أني سعيت عشان أتجوزها بالعكس أنا مقدرتش أفكر فيها تاني ك ست عايز امتلكها بعد ما اتجوزت أخويا.. لكن كل حاجه كانت مترتبه.. تدبير ربك.. نهال صغيره واترملت ولسا
شابه وكانت حامل ف ابن اخويااخواتها بعد ما ولدت وعدت سنه حاولوا يجوزوها وراجل كل يوم بيتقدم.. لحد ما واحد من أخواتها قالي بطريقه تهكمية ما تتجوزها انت وتربى ابن أخوك واه من لحمك و دمك بدل ما أنت معترض أوي على جواز حد من رجالة العيله منها ولا ستات بره بقوا عجبينك..
ولمعت عينيه وهو يتذكر تلك اللحظه التي أصبحت فيها زوجته 
بقالنا عشرين سنه متجوزينوبقي عندنا 4 ولادك.. تلت ولاد وبنت 
ربيت ابن

اخوك 
اعتدل الرجل في رقدته مبتسم بفخر
حضرت الظابط عمر ده ابني البكريوسند اخواته وأمه من بعد ربنا وبعدي 
وانقطع الحديث مع دلوف إحدى الممرضات تخبره بضروره وجوده في مكتبه 
عاد لمتابعة مرضاه وها هو اليوم ينقضي وحديث الرجل عالق في أذنيه وسؤال واحد كان يسأله لنفسه اليوم 
أنت بتعاند مين يا رسلان.. 
قطع أفكاره رنين هاتفه ينظر لرقم المتصل متعجبا فوالده لا يتصل به إلا إذا كان هناك أمرا متعجلا 
لازم تنزل مصر بسرعهابنك تعبان يا حضرت الجراح العظيمابنك محتاج عمليه قلب مفتوح 
منذ أسبوع يأتي لهنايأتي ليطالعها في مطعمها الصغير من خلف زجاج سيارتهيطالع إحباطها ويأسها من قلة الزبائن ومحاولتها هي وصديقتها في أن تجعل وجهت المطعم جذب للزبائن 
أراد الخروج من سيارته ولكن كلما تحركت يده نحو الباب تراجع وتمالك مشاعره.. فتون لن تتقبله في عالمها بتلك السهوله عليه أن يخطط ويفكر كيف يعيدها لحياته ثانية 
تعالا رنين هاتفه فهتف بالمتصل متسائلا 
عملت اللي قولتلك عليه 
ايوه يا فندمكل مدراء فروعنا وحفلاتنا هيتم التعاقد مع المطعمغير معارفنا يا فندم 
والنتيجة التي أخبره بها رجله كان يراها بعينيه من بعيدصديقتها ټحتضنها بسعاده وهي تهلل بيديها 
اتسعت ابتسامته وخفق قلبه يتمتم لحاله دون وعي 
المرادي هتدخلي عالم سليم النجار مراته مش خدامه يا فتون
الفصل الثامن والعشرون 
_ بقلم سهام صادق
مسح حبات العرق من فوق جبينه بعد ان ازال قفازه الطبي وعقم يديه.. إسترد أنفاسه اخيرا وقد عاد يشعر بخافقه ينبض من جديد
يا له من شعور قوي على قلبه وطفله كان منذ ساعات يتمدد أمامه في غرفة العمليات
خرج من الغرفه ينظر إلى والدته التي سرعان ما التقت عينيها به وهرولت إليه تضم جسدها نحوه ودموعها ټغرق خديها
ضمھا نحوه بعدما تلاشت كل المشاعر الحاقده داخل قلبهنعم كان حاقد على عائلته على نفسه على كل شئ جعله كاللعبه
احب أمرأة ضعيفة تركته دون أن تهرول إليه تطلب منه أن يكون موطنها لقد كان يعد لكل شئ حتى تسافر معه وتبتعد عن كل شئولكنها فضلت أن ترحل
والدته لم ترحمه وضعت امومتها وحبها أمام زواجه من ابنة شقيقتها الخائڼةزواج يعد باطل وأطفال كرههم رغم عنه لأنهم منها
دائرة الحقد كانت أقوى منهرسلان الذي تعلم دوما أن يكون رجلا حقيقيا لا تهزمه الرياح هزم مع أول تجربة وضع فيها وكان كباقية البشرقانط نحو كل شئ
ابعد والدته عن ذراعيه.. فنظرت إليه بندم
أنا اسفه يا حبيبيأسفه إني....
وضع كفه فوق شفتيها يحثها على عدم إكمال حديثها.. أطرقت كاميليا عينيها بخزيفلم تجد أي حديث تخبره به وعادت ترفع عينيها نحوه تسأله
عبدالله هيكون كويس مش كده
محتاج رعاية وإهتمام خاص...
هجيبله كل اللي يحتاجهممرضه وداده وكل حاجه
يحتاجها
واردفت متحمسه تتمنى أن تنال الإجابه التي ستطرب قلبها 
هتيجي تعيش معانا في الفيلا
والبهجة التي كانت ستعود لترتسم فوق ملامحها قد تلاشت وهو يخبرها صراحة بقراره
لا يا ماما انا اشتريت شقه وهعيش فيها أنا و ولاديأنا خلاص قررت أستقر تاني في مصر 
....
تلاشت ملامح السعاده من فوق ملامحها واصبحت الصدمه وحدها المرسومة.. هزت رأسها لا تستوعب ما سمعته هل يضعها شقيقها بين اختيارين هكذا
انت بتقول إيه يا حامدعايزني اطلق واسيب بنتي واجي اقعد معاك في القصر مقابل إن امسكي إدارة الشركات كلها واتولي مكانك في إدارة المجموعةانت اكيد حصلك حاجه
والله يا شهيرة ده المقابل وافقتي اتنازل ليكي عن المنصب موافقتيش خلاص نفضل زي ما إحنا بنحارب بعض
طالعته بعينين مازالت الصدمة تغشاهما تهتف دون تصديق 
انت سامع اللي بتقوله كويس
تمام يا شهيرة كده أنا عرفت إن العرض مرفوض.. اعتبري إن مسمعتيش حاجة
رمقته پحقد لا تصدق أن شقيقها وصل لتلك البشاعة
أنت عايزني اكون زيك وحيده محدش يهتم بيا.. معنديش عيلة 
تجلجلت ضحكته تصدح في ارجاء المكان.. فالتقطت حقيبتها تنظر نحوه بتقزز ومقت. 
تجمدت عينيه نحو الفراغ الذي تركته خلفها يزفر أنفاسه ببطء
متأكد إنك مش هترفضي يا شهيره..
وعاد يضحك پجنون ينتظر جوابها الذي لن يطيل
واصبحت عادته يوميا يأتي صباحا عندما تفتح المطعم وفي موعد غلقه.. غامت عينيه بالحنين وهو يراها كيف تضحك مع صديقتها
تحرك بسيارته بعدما انعطفت نحو الطريق الأخر..
وفي المكان الذي كان يجمعه برفيق دربه كان يقف بسيارته ويخرج منها ينظر نحو رسلان الذي وقف جوار سيارته يتكئ عليها ويعقد ساعديه أمام صدره 
بقالك كتير 
رمقه رسلان بنظرة خاطفه ثم عاد ينظر نحو ظلام الليل 
متعود ديما استناك 
جاوره سليم في وقفته مبتسما 
تعرف إني مش مصدق لحد دلوقتي رجوعككفايه هروب بقى يا رسلان 
جيهان خرجت من حياة جسار 
تعلقت عينين سليم به ينتظر أن يستطرد في حديثه اكثر 
مش هدمر حياتها ولا حياة حدهبص لولادي ومستقبلي
التقط سليم أنفاسه بعدما شعر بالراحه من قرار صديقه وما فعله 
تعالا رنين هاتفه فابتلع الحديث الذي في جوفه وأخرج هاتفه.. هتف بقلق في مربية أبنته 
مالها خديجة يا مدام ألفت 
أنتبه رسلان على صوت صديقه القلق وقد ابتعد عنه ينصت للسيدة ألفت 
مدام شهيرة مبتردش على التليفونوالبنت سخنه جامد.. مكنش قدامي حل غير إني اتصل بيك يا بيه 
أغلق هاتفه وأسرع في تشغيل سيارته تحت نظرات رسلان القلقه 
مالها خديجة يا سليم 
حرارتها مش راضيه تنزل والأم العظيمه كالعاده مشغوله عن بنتها 
انطلق سليم بسيارته وخلفه رسلان الذي اتبعهمر الوقت وها هي الصغيره تفتح عينيها تنظر نحو والدها تهتف اسمه 
بابي 
ضمھا لحضنه يلثم جبينها الذي لم تنخفض حرارته إلا قليلا 
كده يا ديدا تقلقي بابي عليكي 
وقف رسلان يطالعهم ودون شعور منه كان يبتسمخفق قلبه وهو يري ابوة صديقه.. وكيف تتمسح الصغيره بوالدها
حاله من الإنتشاء المحب للقلب كانت تغمره
أندفعت شهيرة نحو الغرفه تنظر نحوهم 
مالها خديجة يا سليم 
ابتعد سليم عن صغيرته يسحبها خلفه حتى لا تري الصغيره شيجارهم 
المربية رنت عليكي كام مرهردي يا هانم 
نفضت يده عنها تدلك ذراعها 
كان عندي عشاء عمل مهم والتليفون كان صامت
عشاء عمل.. اجتماع.. سفرندوةحفله.. إيه مافيش في حياتنا غير كده.. بنتك فين من كل ده
بنتي هتكون فخوره بأمها وهي شيفاها واصله لأعلى المناصب 
دار حول نفسه قبل أن يفقد صوابه 
بنتك عايزه ام مش عايزه سيدة أعمال
واردف متهكما 
وقال إيه عايزه نخلف طفل تاني 
تعلقت عينيها برسلان الذي أراد الإنصراف دون رؤيته حتى لا يشعرهم بالحرج من وجودهانسحبت من المكان تتمتم بكلمات حانقه مما جعل رسلان يزداد حرجا 
مكنش ليه لازم لكل ده يا سليم 
رمقه سليم ساخرا يربت فوق كتفه
ده العادي في حياتنا انا وشهيره يا رسلان 
..
طرق على سطح مكتبه بقوة
بعدما ضاق ذرعا من إيجادها وها هي المعلومه الأخيرة تصل إليه إنها رحلت من البلد بأكملها.. لا يستوعب إلى الأن أن جيهان تركته ورحلت 
اغمض عينيه بقوة يتذكر الليله الأخيره التي اتفقوا فيها على الزواج بعدما لم يعد يتحمل قربها دون أن تكون زوجته 
دلفت ملك مكتبه تحمل بعض الأوراق تنظر نحوه قلقلا من هيئته تلك 
عرفت عنها حاجة 
طالعها بعدما تهاوي بجسده على مقعده يفرك خصلات شعره 
لسا هعرف على أي بلد سافرت
واردف وقد كاد شدة تفكيره يسلب عقله 
كنا كويسين مع بعض يا ملك 
اقتربت تضع الأوراق أمامه وقد أدركت أن تلك المرأة جعلته مهوس بها
جسار أنت مش شايف تعلقك بجيهان بقى مرضجيهان مش هي.. 
وقبل تردف بباقي عبارتها
كانت ترى رجلا غير جسار الذي عرفته بعدما أنتهت رحله علاجه وعاد له نور عينيه
جيهان هي ريماس.. كل حاجه في جيهان كانت في ريماس مراتيالقدر بعتهالي عشان اعوض اللي كان نفسي اعيشه معاها.. فاهمه يا ملك فاهمه 
ابتلعت لعابها پخوف تتراجع للخلف من هيئته وقد سقط قناع الحقيقة أمامها اليوم 
جسار لم يشفي بعد من حاډث زوجتهجسار تحرر من الظلمة التي غشت عينيه ولكن ذلك الحاډث لم يشفي منه .. مازال يريد زوجته الراحله مازال ضميره يؤنبه بسبب مۏته 
وقف بسيارته أمام المصحة النفسية التي تتعالج بها خالتهاغمض عينيه واخذ يلتقط أنفاسه يتذكر ذلك اليوم بتفاصيله
للأسف مقدرناش ننقذ الأم.. البقاء لله 
إنهارت ناهد صاړخه تهرول نحو الغرفة التي مازالت قابعة فيها أبنتها تهتف بها راجية أن تستيقظ...تحرك جسدها بين يديها والكل يقف يطالعها في ذهول أما هو كان يقف يطالع كل شئ بعينين جامدتين حتى تعلقت عينين ناهد به وركضت نحوه تدفعه وتصرخ به
أنت اللي مۏت بنتيأنت اللي مۏتها.. 
ولم تكن مها هي من ماټت اليوم وحدها هو أيضا ماټ ولم يعد كما هو. 
فتح عينيه بعدما تلاشت تلك الذكرى من عقلهيلتقط أنفاسه المتلاحقة يقبض فوق عجلة القيادة حتى ابيضت مفاصل أصابعه . 
ترجل أخيرا من سيارته يسير نحو الداخل...التقي بطبيبتها التي لم يكن
40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 191 صفحات