رواية لمن القرار للكاتبة سهام صادق
يا جيهان
تسارعت دقات قلبها طربالقد ربحت وحصدت ما سعت لأجله بعدما أنهى رسلان اللعبه وصرفها بعيدا.. ابتلعت لعابها تنظر إليه غير مصدقه
نتجوز
أيوة نتجوز يا جيهانعايزك تكوني مراتيأنا مبقتش عايز غيرك
....
اندمجت مع لحن الغنوة التي تصدح نغماتها من هاتفها.. تتراقص ساقيها وتحرك رأسها في متعة وهي ترى كيف أجادة صنع كعكة العيد ميلاد الضخمة
اتفضل يا فندم
طالع الرجل المكان بنظرة فاحصة وترتها.. فرغم تلك التعاقدات مع بعض الشركات التي أتت إلى المطعم ولكن المطعم زبائنه قلائل بل لا يعدواإنها تعتمد على ربح إعداد الأطعمة وتجهيزها
تهللت اساريرها وقد دلف للتو ذلك الشاب الذي لم يتجاوز عمره التاسعة عشر واقترب منهما وقد سمع العرض فتهللت اساريره هو الأخر
الباشا.. باشا مين حضرتك
تسألت فتون بقلقفمطعمها بسيط لن يروق لتلك الطبقة خاصة بموقعه في تلك المنطقة البسيطه النائية بعض الشئ
اسرع أحمس في جذب ورقة وقلم من فوق سطح الرخامة
لا لا يا يا باشا أتفضل قول طلباتك وكل اللي عايزهمش كده يا فتون
تلاشي توترها ونظرت نحو أحمس
طالعهم الرجل بنظرة شامله قبل أن يهتف بطلبات سيده
بكره الساعه 6 مساء
مالك
يا فتون قلقانه كده ليه.. المفروض تكوني مبسوطه.. المطعم ما شاء الله بيكبر بسرعه
فركت فتون كفيها وقد علقت عينيها بجسد الرجل الضخم
مش عارفه يا أحمسبس مش شايف إن كل اللي بيحصل ده يخوف
ضحك على خۏفها ورمقها قبل ينظر نحو ما دونه بالورقة ويجب أن يبدئوا تحضيرها من الآن
انبسطت ملامحها بعدما زال خۏفها.. فمنذ لقاءها بمسعد منذ ايام رفيق حسن وقد عاد الخۏف يدب داخل قلبها خاصة وأن مسعد أصبح رجل ثري
عندك حق يا
أحمسيلا خلينا نشوف الطلبيه اللي في ايدينا ونروح السوق
ولطمت جبينها تتذكر أن لديها محاضرتين غدا بالجامعه
عندي محاضرتين بكره ولازم أروحهماعمل ايه طيب
أنتي أحضري محاضره وانا احضر محاضره وبكده نكون ظبطنا الدنيا
قوست ما بين حاجبيها شاردة في كل ما يدور حولها إلى أن صړخ بها أحمس
لا مش وقت تفكير دلوقتي يا فتون يلا بسرعه نخلص اللي في ايدينا على ما جنات تيجي من شغلها تساعدنا
التقطت جيهان هاتفه الذي أخذ رنينه يتعالا...فارتسم الزهو فوق ملامحها وهي تطالع رقم ملك.. اردات أن
تجيب عليها وتقهرها ولكنها فضلت أن تكون لحظة إنتصارها مرئية أمام عينيها
نفسي أشوفك مقهورة زي ما خلتيني أتقهر وأنا بقدم حبي لراجل عمره ما شافني وفي النهاية استخدمني عشان اكون حبيبت راجل تاني وكل ده عشانكعشان مش قادر يشوفك مع راجل غيره
والتمعت عينيها بالحقد وهي تتذكر كيف أحبت رسلان منذ أن التقت به في لندن
شعرت بيدين جسار تسير فوق كتفها العاړي يهمس قرب اذنها
حببتي سرحانه في إيه
وحدق بهاتفه الذي مازال قابع في يدها.. فانتبهت على أمرها
ملك كانت بترن عليك
شعر بالتوتر قليلا من سماع اسمها ولكن سرعان ما تجمدت عيناه
جسار أنا مش هقدر استحمل قربها منكومهما كان هي كانت طليقتك
واردفت بوداعة تجيد رسمها عندما ظلت ملامحه جامده نحوها
حتى لو كان جوازكم صوري زي ما حكتليأنت إديتها كتير ووقفت جانبها غير الأسهم اللي ليها في شركتك
ابتلعت لعابها وهي تراه يرمقها بتلك النظرات التي ترهبها.. فهي مازالت تعلم أن ملك لديها مكانه لدي جسار لم ولن تهتز مهما حدث ولكنها ستفعل كل شئ حتى تبعدها
حبيبي أنت عملت كل حاجة ورديت ليها الجميلمش هتوقف حياتك معاها...وبصراحه أنا بغير عليك أوي منها يا جسار
لمحت ابتسامة خاطفة على شفتيه سرعان ما أجاد إخفاءها عنها ولكنها علمت إنها نجحت في إستمالته نحوها
اقتربت منه تحتضن وجهه بين كفيها ثم رفعت يدها تحركها على خصلات شعره الرطبه
انت متعرفش أنا بحبك أد إيه
أشعلت قلبه وجسده بكلماتها وبغنجها البارعة فيهلحظات وكان يسحبها معه في عالم يريد العيش فيهفتحت له كل الأبواب لينعم بطراوة جسدها..رنين هاتفه كان يعلو ثانية ولكنه كان في جنته غير عابئ بأحد غير التي بين ذراعيه.
القت ملك الهاتف فوق فراشها بعدما يأست من إجابته عليهاجلست على الفراش ولم تشعر بدموعها التي انسابت على خديها
لديها شعور قوي أن هناك شئ سيحدثشئ سيعكر صفو حياتها الهادئه
مسحت دموعها تبث في نفسها العزيمة
أنتي قوية يا ملكسامعه أنتي قوية
نهضت من فوق الفراش تلتقط هاتفها وحقيبتهاوقد اتخذت قرارها أخيرا ستذهب لرؤية أولاد مها.. ستذهب لتجلبهم حتى يعيشوا معها وستقف أمام تلك العائله التي جارت عليها يوما
...
كل شئ تم إعداده بدقةوالمطعم أصبح مهيأ لإستقبال الوافديننظرت نحو ساعتها بقلقف جنات قد تأخرت عليها وأيضا أحمس
تعلقت عينيها بالسيارات التي اصطفت خارج المطعم فارتجف قلبها تهتف بصوت قلق تخاطب حالها
اتأخرت عليا ليه يا أحمس.. هعمل إيه دلوقتي
ثواني وكان الوافدين يدلفوا المكان ينظرون إليه بنظرات فاحصة مما زاد توترها فعلى ما يبدو أن مطعمها البسيط لم يروق لهم.. اسرعت نحوهم بأدب ترحب بهم
فابتسم البعض إليها محركين رأسهم بتحيه متمتمين بلهجة لم تفهمها هتفت داخلها وقد ازداد توترها بشدة
هتعملي ايه يا فتون لوحدكدول شكلهم ناس تقيلة وأجانب
حاولت تجاوز خۏفها تمسح يديها المتعرقة في ثوبها.. طالعها الرجل الذي أتى أمس لحجز المطعم يسألها
كل حاجة اتعملت زي ما طلبت
اماءت برأسها تنظر نحو الطاولات والمقاعد.. واسرعت إليهم حتى تساعدهم مع ابتسامة لطيفة جلعت دقات قلبها المتسارعة تهدء
أدركت فداحة خطاءها بعدما نظرت نحو الطاولتين .. فأين زجاجات الماءعادت بأدراجها نحو المطبخ بنظامه المفتوح حيث يكون كل شئ يتم إعداده أمام الزبائن كالنظام الأوربي
شكرا ليكي
واخيرا نطق أحدهم بعدما أرتشف من زجاجة الماءاتبعت الأمر بوضع السلطة والشربة وما يخص وجبة الأسماك الدسمة.
شهقت بفزع عندما ارتطم جسدها بشئ صلب...فهتفت أسفه وهي تخفض عينيها أرضا
أسفه
خدي بالك
وهل نسيت صوته يومارفعت عينيها نحوه وقد إرتجفت اهدابها تبتلع ريقها تقاوم تلك الرجفة التي انتقلت لسائر جسدها
سليم بيه .. الضيوف
نظر خلفه نحو مساعده وكان يوما ما صديقهحركة من عينيه جعلت الأخر يتقدم من الضيوف والمترجم بدء دوره في ترجمة كل شئ يريدونه
اندفع أحمس داخل المطعم ولكن سرعان ما تمالك إندافعه ورتب هيئته بعدما علقت به أعين الجالسين.
رحلة طويلة دامت بينهم عندما تلاقت عيناهمالكلمات تريد أن تخرج من بين شفتيه.. يريد أن يخبرها كم إشتاق إليها وافتقدها وبحث عنها
فتون معلش أتأخرت عليكي.. المواصلات صعبة
افاقها صوت أحمس من تلك الحالة التي أصبحت فيهاويا للأسف مازال يحمل ذلك السحر الذي اسقطه فيها يوما ولكن هي ليست فتون الضعيفه الخادمة التي ترى العالم من نافذة صغيره
بللت شفتيها بلسانها تتمالك حالها ثم تجاوزتهنعم تجاوزته سليم النجار تجاوزته امرأة.. قبض على كفيه بقوه يلتف نحوها وكيف اتجهت نحو ذلك الشاب الوسيم ذو العينين الخضراوين
أنتبه على نظرات ضيوفهفجاهد نفسه للعودة لهيئته المنمقة الجادة
مالك يا فتونوشك مخطۏف كده ليه
وضعت يديها فوق الرخامة تلتقط أنفاسها تنظر نحو أحمس الذي اسرع في ارتداء ثياب المطعم وعاد إليها يحمل معها الأطباق ويخرج الصواني من الفرن
مافيش يا أحمسخلينا نشوف شغلنا
وها هم أعدوا كل شئ كما تم طلبه منهم والضيوف منهمكين بتلذذ ومتعة في تناول وجبتهم.. أما هو كانت عيناه عليها من حينا إلى أخر وكيف تتهامس مع ذلك الشاب ويضحكون
تجمدت يده فوق شوكته وقد علقت عيناه بأحمس وهو يلتقط منها الورقه والقلم بعدما دفعها بيده برفق
سليم بيهالضيوف بيقولوا لحضرتك أد إيه اختيارك للمطعم نال إعجابهموإنهم أحبوا بساطة المكان
أنتبه على صوت المترجم بعدما اخذ شادي مساعده يتنحنح حرجا حتى يلفت إنتباه
أماء برأسه إليه يحاول تمالك نفسه ولكن عيناه أبت ان تبتعد
نهض عن مقعده بعدما مسح شفتيه بالمنديل وعينين مساعده عالقة به
اندفع إليها ينظر إلى ذلك الشاب بمقت
فتون
طالعه أحمس مدهوشا من نطقه لاسمها وكأنه يعرفها وكيف اشاحت هي عينيها منشغلة في ترتيب اطباق الحلوي التي ستقدم بعد قليل
افندم يا سليم بيه.. في حاجة ناقصه او مش قد المستوى
فتون بصيلي
اقترب منها حتى يجذب ذراعها ولكن أحمس وقف بينهم يحدق به
حضرتك ممكن تكلم معايا أناأنا هنا المسئول لو في مشاكل مع الزباين
تعلقت عينين سليم بيد أحمس
التي قبضت فوق ذراعه.. اغمض عينيه ثم ازاح قبضة أحمس
هنتكلم يا فتونهنتكلم كتير أوي
وعاد لطاولته يبتسم بدبلوماسية إلى ضيوفه ثم مال نحو مساعده يهمس بخفوت
تحاول تتصرف مع الولد اللي واقف هناكقبل ما الضيوف يمشوا تكون اتصرفت فاهم يا شادي
وشادي يفهم وينفذ في صمت
هل ما يسمعه من خادمته حقيقي أم هو أصبح يتوق لذلك .. لم ينتظر سماع المزيد من خادمته واندفع نحو غرفة صغيريه ينظر إليها متلهفافالخادمة لم تخطئ ...
تلاشت لهفته عندما تلاقت عيناهم ولم يجد في عينيها إلا الخواء
نهضت من جوار الصغيرين بعدما قبلتهم ومسحت فوق وجنتيهم.. والتحدي وحده ما كان يحتل كيانها
جيت عشان أخد ولاد اختي يعيشوا معايا يا دكتورياريت نعرف نتفاهم بهدوء لأني مش هتنازل عنهم
ضيق عينيه وهو يقترب منها بخطواته يشير للمربية أن تنصرف حتى يسمع ما تخبره به ثانية
مسمعتيش اللي قولتيه يا مدام ملك
ضغط على أحرف كلماته ينظر إليها بشوق استطاعت عيناه إخفاءهم ولكن قلبه خانهاقتربت منه تعيد عليه حديثها
ولاد اختي أنا اللي هربيهماظن إنك سامع كويس
ومين اللي هيسمحلك بكده
أنتوده الأفضل ليهم...
واردفت متهكمه ترمقه بتحدي
أنت لسا فاكر إن ليك ولاد يادكتور
غامت عينيه ينظر نحوها بملامح قاتمة
وانتى كنتي فينمش المدام برضوه پتكره العيلة بكل افرادها
واستطرد بجمود يقطع عليها حديثها حتى يستفزها
ولادي أنا هعرف كويس أربيهم.. هما مش محتاجين غيري
واولاها ظهره مغادرا الغرفة
نورتي البيت يا مدام ملكوتقدري تشوفي ولادك أختك زي ما أنتي عايزه
ولكن توقف في مكانه ينظر نحو قبضة يدها فوق