روواية مرة واحدة بالعمر بقلم الكاتبه فاطمة الألفي
أخذت الطعام واغلقت الباب وضعت الطعام اعلى المائده ثم توجهت الى الصالون حيث يجلس نديم
تحب تشرب ايه
اشرب ايه مش هتاكليني معاكي ولا انتي بخيله ولا ايه
كان يمازحها ليرا ابتسامتها التى تخفيها عنه ولكن تفاجي بردها
أنا طالبه بيتزا مشروم وانت مابتحبش المشروم ممكن اعملك حاجه تانيه
تلاقت اعينهم فى نظره طويله الان تتحدث العيون تفصح عن ما بداخلهم تتعانق بقوه وكانهم بعالم اخر خالي الا من كلاهما ..
تقدم بخطواته يقف فى مواجهتها ولا يفصل بينهما الا بضع سنتيمترات همس بصوت عذب
مابقتش قادر على حياتي من غيرك بعدك عني اكتر ۏجع حصلي فى عمري كله أنا مابقتش قادر على بعادك يا فيروزتي بمۏت فى اليوم ألف مرة واحنا بعاد عن بعض انا بحبك ومش قادر اعيش وحيد فى الحياه من غيرك يا نبض قلبي
اتفضل كل بيتزا قبل ما تبرد
زفر بضيق ثم قرب مقعده وجعله ملاصق لمقعدها ومازال يتطلع إليها باشتياق جارف .
جاي ليه يا نديم عايز مني ايه مش خلاص كل اللى بينا أنتهى حرام عليك بقى سبني احاول املم نفسي عشان اقدر اكمل فى حياتي لان بجد تعبت وماعنديش طاقه للمناهدة ارجوك أبعد وسبني فى حالي بلاش تصعب الحياة عليك وعليا
اللى بينا عمري ماينتهي حياتك هى حياتي وجعك ۏجعي المك المي حزنك بردو حزني الشهرين اللى فاتو كانو ضياع بالنسبالي كنت تاية وبهرب من نفسي بس ماقدرتش ولا هقدر على بعدك اكتر من كده سامحيني ياقلبي ان قولتها ڠصب عني كنت بمۏت فى بعدك ومتكتف وأنا بعيد عنك وانتي بحالتك دي كان نفسي اخدك فى حضڼي واخبيكي جوة قلبي مش عايز دمعه حزن ولا ألم تسكن عيونك انتي فيروزة قلبي وهتفضلي فيروزتي لحد لم حياتي تنتهى وأنا فى حضنك .
حاوطها بذراعيه وهمس بصدق كنت متعصب وقتها كنت جاي عند عامر عشان اخدك فى حضڼي وننسي وجعنا بس اټصدمت من قرار الطلاق كنت زى التاية ومش قادر اتكلم ونفذت طلبك ماكنتش حاسس ولا مدرك أنا بعمل ايه بهد حياتي بايدي فيروزتي أنا هربت من نفسي ومن اقرب الناس ليه سافرت كنت عايز أبعد حياتي من غيرك كانت بالنسبالي مۏت أنا بحبك ومحتجالك حبيبك قدامك وبيمد ليكي ايده هتسبيها وتتخلى عنه ...!
كان منشغل تلك الفترة بخوض الانتخابات والان فاز بها واصبح عضوا رسميا بمجلس الشعب ..
ليس لدي شي اخر يشغله عن محبوبته بعد الآن فقد تركها تلك الفتره من اجل حزنها على والدها الان اصبح عليه التقرب لينالها بقربه وتصبح زوجته امام الله فقد سأم الوحده ....
توجة نبيل الى منزل والد زوجته ليتفقد وضع زوجته ويطمئن على حالها وحال والدتها ويحاول اخراجها من حزنها بمغادرتها للمنزل والتفتل معه يريد ان يصطحبها فى نزهة ليليه لتشعر بالهدوء والسکينه ويحاول اخماد حزنها الان ..
ضفا سيارته امام البنايه وترجل منها وهو يحمل بيده وردة حمراء التى تعشقها زوجته ودلف لداخل العقار صعد بالمصعد الكهربائي حيث الطابق المنشود ثم وقف امام باب المنزل يدق جرسه لتفتح له زوجته بعد لحظات قليله وعلى ثغرة ابتسامه عذبه جعلته ينظر لها بدهشه ثم اقترب منها يطبع قبله رقيقه اعلى وجنتيها
انتي رهام مراتي ولا اتبدلتي
انهى كلماته بغمزة من عينيه اليسري
ابتعد رهام عن الباب وتصنعت الڠضب ليلحق بها بخطوات سريعه وقف خلفها محتضن خصرها بانامله الرقيقه ويسند بذقنه اعلى كتفها بعد أن ثبت تلك الورده بين خصلات شعرها البنيه الساحرة ثم همس بشوق
بصراحه رومتي واحشتني اوى اوى
سحبت شهقيا قويا ثم ذفرته بهدوء ودارت بكلته جسديها لتنظر له بحب وتشير الى اذنه ليقترب منها بدهشه
مالت على اذنه تهمس بخفوت أنا حامل
اتسعت عيناه پصدمه وهمس غير مصدق يردد بكلماتها بذهول أنا حامل
ضحك باعلى طبقات صوته وعندما استرد انفاسه حملها برفق ودار بها بفرحه غامرة مبروك يا قلبي أنا أنا هبق بابي
ابتسمت من اجل سعادته وهى تهز رأسها موكدا لكلماته وأنا هبقى مامي ...
لحظات من الحزن تفقدنا بمذاق الحياه ياتي بعدها لحظات من
السعادة عوضا من الله عن تلك اللحظات القاسيه التى عانينا منها ..
إذا طال الحزن او قصر فسوف تشرق شمس السعادة من جديد ..
ولا بد للسعادة أن تأتي بعد نوائب الحزن .. هذه هي الحياة لحظاات ولحظاات لا تستمر على وتيرة وااحده ..
الفصل الخامس والعشرون
لم يتحمل دموعها المنهمرة التى اغرقت ثيابه اراد ان يبدل حزنها لسعادة يريد اخفاء دموعها لتحل البسمه على محياها ..
ابعدها عن صدره برفق ثم احتضن وجهها بين كفيه وهو ينظر لها بشوق
آسف ان السبب فى نزول دموعك اوعدك مافيش قوة على الأرض هتقدر تفرق بينا ولا تبعدك عني من اللحظه دي هنبدا حياة جديدة هننسي الحزن واي ۏجع سكن قلبنا فى الفترة اللى فاتت احنا هنمحي الماضي ونعيش الجاي من عمرنا مع بعض حبنا بيتولد وبيكر جوانا وصعب أي عاصفه تقضي عليه انتي اتخلقتي عشان تكوني فيروزتي اللى منورة حياتي وفيروزة قلبي أنا وبس ..
مسح دموعها اغمضت فيروز عينيها مستسلمه لجمال تلك اللحظه التى لم تصدقها حتى الان ثم بعد لحظات فتحت عينيها باتساع تخشي ان تستيقظ من حلمها على واقع مرير ويتبخر كل شيء .
ارتجفت اوصالها ابتعدت عنه بقلق لا تعلم بماذا اصابها تشعر بتسارع نبضات قلبها وكانها تهدد بالتوقف انتابها خوف حقيقي لم تشعر به من قبل راودتها أفكار عده تخشي الفراق المۏت ظل صدى صوتها يصدح باذنيها الا وان النهايه اصبحت
قريبه نهايه لكل شي مۏت سعادتها وډفنها تحت الثرى خارت قدميها فلم يعد لديها قوه على الصمود تهاوت بالمقعد خلفها ولم يصدر منها الا صوت انفاس لاهثه .
اقترب منها نديم بقلق وبدء يهز كتفيها برفق وهو يتسأل عن حالتها مالك حاسه بايه خدتي دواكي طيب فيروز ارجوكي كلميني ماتسكتيش كده ياقلبي عايزة ايه وأنا انفذه بس بلاش اشوفك كده .
ارتجفت بقوه اسفل يديه القابضه على كتفيها واصوات انفاسها المتلاحقه التى تصدر عنها يخبره بانها تعاني بشئ ما ..
أنحني بجذعه ليحملها بين يديه ويدلف بها الى حيث غرفتها دثرها بالفراش وظل جانبها يمسح على جبينها بحنو ويمرر يده على جسدها برفق وهو يهمس بصوته الحاني ذو البحه المميزة بعض الحكايات التى يتذكرها من الماضي عندما كان طفل صغير وجدته تقص عليه بعض الحكايات قبل النوم لينام بعد ذلك قرير العينين بعد أن اطمئن لصوت جدته الذي كان يلازمه داىما قبل النوم ويسرى بالراحه والسکينه داخله ..
الهمه عقله لفعل ذلك الان فحبيبته بحاجه الى ضمته واخبارها بوجوده جانبها وانه لا يتركها بعد الآن يريد ان يبث لها الأمان فيعلم انها تعاني الوحده بمفردها قص عليها حكايته المفضله التى كان دائما يطلبها من جدته ان تروي اياها علي مسامعه كل ليله سردها بصوت دافئ جعلها تغمض عينيها وتستسلم للنوم بعد لحظات ليظل جانبها يضمها لصدره ليشعرها بالحنان التى بحاجه اليه الان ...
لم يصدق بانه سيكون والد لطفل صغير سوف يهل على حياته بعد عدة أشهر لم تقل فرحته عن فرحة زوجته التى لم تصدق حتى الان بانها تحمل باحشائها قطعه صغيرة تنمو بداخلها .
جعلت حزنها يتبدل لفرح ..
حملها برفق ثم وضعها بالفراش ونظر لها بلهفه انتي ترتاحي خالص أنا مبسوط جدا مش مصدق نفسي يا روما
ابتسمت برقه اول لم اتاكدت من الاختبار اول حد اقوله انت
صړخ مناديا لوالدتها لتشاركهم الفرح ويحاول ان يخفف عنها حزنها بهذا الخبر السعيد أتت دريه ركضا عندما استمعت لصړاخ نبيل دلفت الغرفه بقلق بعد أن طرقت بابها وقفت على اعتابها تتبادل نظراتها بينهم بقلق
فى ايه يا ولاد
اقترب نبيل منها يحاوط كتفها هتسمعي أحلى خبر يا آنا بعد كام شهر هيجيلك حفيد شقي يجنن البيت كله
شهقت دريه فرحا ثم اقتربت من ابنتها تعانقها بحب وتبارك لها ابتعد نبيل ليزف الخبر الى جدته لتشاركه تلك السعاده التى غمرت بقلبه
فهم بحاجه لهذا الشي الصغير لكى يتمسكو بالامل ويحاولون التغلب على احزانهم واوجاهم بهذة النبة الصغيرة التى تنمو يوما بعد يوم لتعود الحياة تدب داخل كل منهما من جديد فهذة سنه الحياه ارواح تغادرنا واروح تولد وتبعث معها حياة جديدة بامل جديد ....
عاد تيأم الى قصره بحث عن والدته فلم يجدها علم بانها داخل غرفتها توجهه إليها على الفور ليخبرها بعدة أمور ..
طرق باب غرفتها بخفه ثم دلف بهدوء ليجدها جالسه اعلى سجادة الصلاه ترفع كفيها تناجي ربها بان يصلح حال ابنها ظلت تدعو الى ان انسابت دموعها ټغرق صفيحه وجهها .
هز قلبه ذلك الدعاء تسمر مكانه .
سحب شهيقا قويا ثم زفرة بهدوء وهمس بصوت جاد محتاج اتكلم معاكي
التفتت اليه ثم نهضت من اعلى السجاده وهي تطويها ثم وضعتها اعلى المنضده ونظرت له بجديه بعد أن كفكفت دموعها
اتكلم يا بني أنا سمعاك
انا فى قرار مهم كنت مأجله لبعد الانتخابات ودلوقتي جي وقته أنا اختارت انسانه كويسه تكمل حياتي
نظرت له بحيره يعني هتتجوز
بالظبط كده ومش بس كده أنا هاخد سفيان من ساره يعيش معانا هنا
تنهدت بضيق ولكن ليس بيدها فعل شيء بعدما اتهمها بالتقصير لم يعد لديها قدرة على مجادلته انصاعت لاوامرة ورددت بنبرة مكسوره
اللى شايفه صح اعمله
انت كبير كفايه وعارف بمصلحتك ومصلحت ابنك
لم يتوقع ردها فكان يعلم بان والدته سوف تشعل ثورة ڠضب الان وتقام عراك بينهم ولكن تفاجئ بهدوءها واستسلامها للامر الواقع
ابتلع ريقه بتوتر وقبل ان يغادر الغرفه همس بصدق كلها ايام واعرفك بيها والمرة دي باختياري يعني اختارتها بقلبي وواثق انها هتدي سفيان اللى سارة مش عارفه تديهوله
همست بجديه مافيش