روواية مرة واحدة بالعمر بقلم الكاتبه فاطمة الألفي
بماسة وقررنا ننزل بقى بس بدون رجعه لأمريكا تاني خلاص حياتنا هنا افضل والحمد لله عملت عيله صغيرة ومبسوط جدا بحياتي لازم اعرفك على مراتي وبنتي
ابتسمت بحب أكيد نفسي اتعرف عليهم
قلبي أنا احكيلي بقى عنك وعن رهام وعملتي ايه فى العشر سنين اللى فاتو ودرستي ايه
رهام درسه حاسبات ومعلومات زيك بتحب الكمبيوتر والتكنولوجيا جدا وأنا درست اداره أعمال واشتغلت فى شركه كبيره هنا واتجوزت واتطلقت فى شهر واحد
جحظت عين براء وعندما هم بالحديث كانت ملك امامهم تضع اعلى المنضدة كوبان من النسكافيه
ابتسم لها بود شكرا يا ملك اتفضلي انتي شوفي شغلك
بعدما اختفت ملك عن الانظار نظر لفيروز بعدم تصديق
اتجوزتي ايه واتطلقتي ايه مش فاهم
ابتسمت بمراره خد الكبيرة بقى أنا حامل
حاولت التماسك وقصت عليه كل شيء مرت به خلال الاشهر الماضيه بداية بنبيل الى ان انتهت حياتها الزوجيه بالانفصال عن نديم وۏفاة والدها ..
أستمع إليها بانصات وعندما راء دموعها المنهمرة التى لم تكف نهض ليجذبها داخل احضانه وظل يمسد على ظهرها بحنان اخوي وداخله بركان مشتعل من الڠضب بسبب بعده عنها يلوم نفسه على تقصيرة فى حقها فقد كانت شقيقته الصغرى المسئوله منه فهو يكبرها بثمانيه اعوام وعندما قرر الهجرة ترك صغيرته بعمر الخامسه عشر منذ عشرة اعوام وهو لم يعلم بشئ عنهما .
ابتعدت عنه تهز رأسها بالنفي مش ذنبك يا براء صدقني حتى لو كنت جنبي ماكنتش قدرت تغير القدر عامر كان جنبي ماكنتش لوحدي وحياتي هى حياتي كله مقدر ومكتوب يا ابن عمي ماتحملش نفسك الذنب واحد بس هو اللى مسىول عن كل اللى حصلنا انت هربت من تسلطه وتحكمه وبابا هرب من ظلمه وجبروته واحنا بندفع التمن يبقي لا ذنبك ولا ذنبي ذنب الكبير اللى شايف كل عيلته بتدمر واحد ورا التاني ولسه ساكت ولسه قادر يكمل فى ظلمه وجبروته صحيح مصير عز اخوك ايه دلوقتي
ليه هو اتجوز كام مره
خمس مرات وحاليا بابا بيخطط لجوازة السادسه هههههه
ضحك بقوه وهو يسرد عليها اخبار شقيقه الأصغر عز الذي اصبح عمره الان ثلاثون وخلال الخمسه اعوام الماضية تزوج بخمسه زيجات كانت نهايتهم الفشل ولم تثمر تلك الزيجات عن وجود أطفال .
ولكن عندما حدثه نبيل عن علاقته بفيروز وانه يريد ان يعطي لها فرصه ثانيه فهى تستحق حبه واخبرة بانه ثرثر باشياء كاذبه عندما كان غاضبه منها وهو يظنها بانها تريد ټدمير سعادته مع زوجته الى هذا الحد وكفى فلم يعد لديه قدره على تحمل سخافته فهو منذ البدايه ويعلم بنقاء وطهارة زوجته من تلك الافعال المشينه والاخير يظن نفسه انه صدق تلك الخرافات والإدعاءات التى تفوه بها ليهوي بصفعه قويه اعلى وجنته ليجعله يفيق .
لم يكتفي نديم بتلك الصفعه وامسك بذراعيه يهزهم بقوه وهو ېصرخ بوجه اخيه ليه يا نبيل ليه بتعمل فية أنا كده ليه انت وصلتني لحاله من الوسوسه والشك كان بېقتلني بسببك انت صدقتك رغم كنت عارف بكذبك بس صدقتك عشان انت اخويا وابني اللى ماليش غيرة بدل ما تقف فى ضهري اول حد طعني كنت انت اختارتك انت وډمرت حياتي بنفسي وقت ڠضبي من فيروزة قولتلها كلام صعب يتقال وعشان كده اختارت انها تسبني عشان كنت فى موقف صعب عايز اختار بينكم وكان صعب عليا فراقها بس هانت عليه وانت ماهنتش عشان انت مسئوليتي ووصيه ابويا ليه ووعد تيته كل ده كان زى الطوق اللى ماسك فى رقبتي صعب افلته رغم ان كان بېخنقني بس كان اهون عليه ان ېخنقني ولا ان ابعدة عني .
انزل يديه برفق ليهوي جسده اعلى المقعد باستسلام اقترب منه نبيل وركع على ركبتيه امام شقيقه وانسابت دموعه
أنا مستعد أعمل أي حاجه عشان فيروز ترجعلك وتسامحني أنا ماليش غيرك والله أنا آسف يا اخويا ارجوك سامحني والله العظيم مابنام بالليل وأنا عارف ان سبب فى كسرة قلبكم دي قولي أعمل ايه والله لو هتقولي
أقتل نفسك مش هتاخر انت ادتني كتير اوي كل حياتك كانت ليه وعمري لو طلبته قليل عليك
نظر له پحده ولم ټقتل نفسك هستفاد أنا ايه ومراتك وجدتك اقولهم ايه وذنيهم ايه فى طيشك ده قوم فز من قدامي مش طايق ابص فى خلقتك
ابتعد عنه مطأطأ الرأس وهم بالمغادر استوقفه نديم استني عندك
تسمر مكانه ومازال معطيه ظهرة ابتسم نديم بخفه واقترب منه وقف خلفها
بصلي هناحط عينك فى عيني
دار وجهه بخجل ومازال مطأطأ الرأس وينظر بعينيه لموضع قدمه ليفتح له نديم ذراعيه ولاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغره
لتجحظ عين نبيل عندما رفع مقلتيه ليجد شقيقه يفرد له ذراعيه ويريد احتضانه لم يجد امامه الى ان يرتمي بعناق قوي داخل احضان شقيقه ليطوق الأخير بذراعيه بقوه ويهمس له بصوت حاني قدري انك اخويا ولازم اتحملك
ليبتسم نبيل وقدرك انك تسامح الصغير وتعطف عليه
ابتسم نديم وهو يتنهد بقوه ثم ابتعد عنه ليستمع لنبيل يردد بهمس وهو يضع كفه يتحسس وجنته اثر الصفعه
بس ايدك تقيله اوي
رفع نديم حاجبيه باستنكار مش بس ايدي اللى تقيله تحب تجرب رجلي كمان ماعنديش مانع
ابتعد عنه بمرح لا يا سيدي الله الغني توبه يا بيه والله
طب غور من وشي ورايا شغل مهم .
ابتعد عنه بهدوء ليغادر مكتبه فهو يعلم بان شقيقه يريد الاختلاء بنفسه من اجل اتخاذ القرار المناسب لعلاقته بفيروزته ...
صفا براء سيارته اسفل البنايه التى أخبرته بها فيروز
قبل ان تترجل من السياره نظر لها بتسأل ليه قاعدة هنا لوحدك مش قاعدة مع طنط دريه ليه
كده
احسن محتاجه أكون لوحدي
ماينفعش يا فيروز تعيشي لوحدك يا حبيبتي وكلنا حواليكي مدام سبتي بيت خالتك بيت اخوكي موجود تعالي عندي ياسمينه هتفرح بيكي جدا لعلمك أنا حكليها عنك وهى تعرف غلاوتك عندي ونفسها بجد تشوفك هطلع معاكي تجيبي هدومك
هزت رأسها نافيا لا يا براء ماينفعش بجد أنا مرتاحه جدا فى الشقه الجديده واكيد هتعرف على مراتك وبنتك مرة تانيه مش لازم اجي اعيش معاكم يعني أنا بجد فى حاجات بحاول ارتبها وشاغله كل تفكيري وافضل أكون لوحدي
تنهد بضيق ونظر لها باستسلام هقولك ايه ماانا عارفك عناديه ودماغك ناشفه مش هتسمعي كلامي اصلا ههه بس معاكي عنوان الشركه ومافيش اعتراض على الشغل معايا
بس أنا مابفهمش حاجه فى شغلك
ربت على كتفها بحنان يا بنتي مش هتشتغلي فى المجال بس هتكوني سكرتيرتي الخاصه واظن بتعرفي تقومي بالدور ده كويس
اؤمت براسها مؤكدا لحديثه حاضر يا براء يومين كده وتلاقيني عندك فى الشركه
طبع قبله حانيه اعلى جبينها ثم ودعها لتترجل هى من سيارته وتدلف لداخل البنايه بعد أن اختفت عن انظاره قاد سيارته مرة أخرى ليكمل طريقه ...
منذ ۏفاة والدها وهى لا تشعر باي شيء فى هذة الدنيا فقد رحل عنها قطعه من قلبها تفتقدة تشتاق اليه تتمنى رؤيتة باحلامها ليس لديها قدره على العمل فقد ذهد كل شي وتجلس بغرفتها طوال الوقت انطفت بسمتها كما انطفت حياتها فجأة منذ رحيل والدها وهى لم تترك والدتها وحيدة وياتي إليها زوجها من حين لاخر ليطمىن عليهما ويظل جانبها يحاول اخراجها من تلك الحاله التى هى عليها .
كانت بغرفتها وفجأة شعرت بوخذة شديده بمعدتها وضعت كفها تتحسس موضع الألم فجاه انتابها الشك بأمر ما ..
التقطت هاتفها واجرت اتصالا هاتفيا بالصيدليه القابعه بالقرب من مسكن والدها وبعد لحظات اغلقت الهاتف ثم تركت غرفتها وجلست بالهول تنتظر قدوم عامل التوصيل ..
بعد دقائق معدوده صدح رنين جرس المنزل لتسرع رهام لفتحه وجد عامل التوصيل امامها اعطته المال وشكرته ثم اغلقت الباب خلفه ودلف لغرفتها ثانيا بعد أن تفقدت والدتها وجدتها ناىمه بغرفتها ....
امسكت بالحقيبه البلاستيكية واخرج منها الاختبار ثم دلفت الى المرحاض لكى تجري ذلك الاختبار بعدما راودها الشك ..
حمل نديم بوكس خاص من الشوكولا وقرر الذهاب الى فيروزته بعدما علم من عامر باستقلالها بشقه خاصه انتابه القلق على وجودها وحدها فهو يخشي عليها ان تداهمها نوبه اختناق ولم تجد احد جانبها لكي يسعفها وهذا ماجعل قلبه يتألم وېصرخ باحتياجها فكل منهما بحاجه للآخر اصبح وحيد بدونها وهى أيضا الان تعاني مرارة الفقد والوحده ولم يتركها هكذا ...
شعرت بالجوع فهى لم تتذؤق الطعام الا القليل فقدت شهيتها بسبب حملها وحزنها على والدها الراحل ولكن عندما تذكرت بانها لم تتذؤق الطعام منذ يومين لامت نفسها على تلك الروح الصغيرة التى تحملها باحشأئها فما ذنبها لذلك هاتفة احدى مطاعم التيك اوى وطلبت البيتزا المفضله لديها ..
بعد مرور عدة دقائق استمعت لرنين جرس المنزل وضعت حجابها وسارت بإتجاه باب المنزل لفتحه .
تسمرت مكانها عندما وجدته امامها بابتسامته الهادئه ظلت تنظر له باشتياق اشتاقت لملامح وجهه لبسمته الخاصه لزرقه عيناه الساحرة التى تفرق بهما عشقا .
تنهدت بقوة وابتعدت عن الباب وهى تهمس برقه اتفضل
دلف نديم لداخل الشقه ثم أغلق الباب خلفه وتقدم منها بخطواته المتلهفه لرؤيتها لضمھا بين ذراعيه يبث لها مدا شوقه لها .
مد يده بالبوكس يعطيها اياة ده عشانك
لا تريد احراجه أخذتها منه بهدوء لتجده يهمس بصوته الدافئ شكولاته الفيروز
وضعتها اعلى
المنضده ماكنش فى داعي تتعب نفسك
رفع احدي حاجبيه وهو يردد باستنكار اتعب نفسي ... ياريت التعب كله كده
لم تفهم مقصده فتصنعت الجمود وهى تنظر له بتسأل عن سبب زيارته
ليقطع تلك اللحظه رنين جرس المنزل ثانيا
تسأل بقلق مين جايلك دلوقتي
نهضت من مجلسها وتحدثت دون ان تنظر له أنا طالبه دليفري
وجدت عامل التوصيل بالفعل اعطته المال ثم