الأربعاء 18 ديسمبر 2024

الحلقة الاولى شظايا قسوته للكاتبة رحمة السيد

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

تعرف كلاهما 
_ مش عارف كان لازمتها أية الورطة دى
تأفف الاول مجيبا 
_ الفلوس الفلوس هى اللي عملت كدة
طرق الاخر يداه ببعضهما وهو يقول پغضب 
_ طب فكر معايا ف صرفة بقي يا أستاذ احنا اخدنا فلوسنا خلاص بس هنعمل اية ف المصېبة دى
رد مسرعا 
_ طب ما نرجعها لأهلها بقي
صاح فيه منزعجا 
_ نرجعها أزاى وهى شافت وشي يا غبي كدة احنا هنروح ف داهية
تقوس فمها بابتسامة ساخرة بالرغم من سوءها إلا انها زينت ثغرها الأبيض بشفتاها الورديتين ..
أشفق عليها القدر بنعمة جعلتها ترى وجه ذلك الوغد الذى اختطفها لتقاضيه حتما عندما يتركونها !!
صورته حفرت بذاكرتها فعليا فأعطتهم كامل الحق للخوف منها ..
نعم ستقاضيهم من الأساس هذا شغلها الفعلي محامية مجتهدة ..
ولكن هل هي نعمة فعلا .. أم نقمة بسببها ستلعن ذاك اليوم !!!
فجأة صدح صوت احداهم العالي وهو يقول بسعادة 
_ لاقيتهااا
سأله الاخر باستفهام 
_ اية دى 
اجابه بتفكير خبيث 
_ لاقيت فكرة جهنمية ياض
هتف الاخر مسرعا 
_ الحقنى بيها بس تعالى برة
خرجوا سويا للخارج تاركين اياها تنعى حظها وتبك قهرا ..
وهنا جاء حكم القاضي على حياتها البائسة بصوته الخشن 
_ أحنا نوديها لبيت الصقر
حك طرف ذقنه محاولا التذكير 
_ الصقر مين !!
تأفف وهو يلكزه بقوة متابعا 
_ سليم الصقر يا أهبل كدة كدة احنا بقينا ف البلد اهوو واهلها ف القاهرة مش هيخطر على بالهم إننا مابقيناش ف القاهرة
سأله مرة اخرى مفكرا 
_ طب هنوديها ازاى
رفع كتفيه وراح يشرح له بخبث 
_ ياض ركز معايا أنت عارف إن الصقر برغم قسوته إلا انه مابيبخلش على حد وبيمد إيده للمحتاج
اومأ الاخر بتركيز 
_ امممم فعلا يبقي أحنا نوديها له على أساس إنها مجرد بنت فقيرة مش لاقية شغل وهنغير اسمها
اومأ بتأكيد ثم قال 
_ ايوة وكدة هو عمره ما هيعرف يوصل لأصلها والبت هتفكر انه هو اللي خاطڤها
ضربه على رأسه برفق وهو يقول 
_ ايوة تمام
هل لها اهل من الاساس !!
مجرد حروف تسمعها يوميا ولكنها لم تعرف معناها الحقيقي يوما !!!
لطالما كانت حبال علاقتهم من حرير ..
تتهشم بسهولة من مجرد شيئ بسيط !!
ولكنها حروف عليها غمامة من الهيبة أمام اى شخص ..
بعد ما يقرب من ساعة تصاحب فيها الظلام تشعر به كالصديق يرافقها هو فقط ليس سواه !!
ظلام اعتادته واعتادها منذ زمن ...
وصلت .. وصلت إلي منزل الصقر ...
دائما ملامحها وتعابيرها تفضحانها والان الذعر والخۏف هم المسيطران على صفحة وجهها الأبيض ..
دلف أحدهم اولا وبقي الاخر معها اصبح امامها تماما وهو يزجرها بعيناه قبل أن يقول محذرا 
_ أسمعي اللي هقولهولك كويس
نظرت له بتساؤل متوجس ليتابع هو بهمس 
_ أنت من اللحظة دى أسمك سيلا ابراهيم سيلا إبراهيم مش اى اسم تانى وانت فاقدة الذاكرة
حدقت به قبل أن تسأله ببلاهة 
_ أنت عايزنى أغير أسم والدى كمان وامثل اني فاقدة الذاكرة
شقت وجهه أبتسامة ساخرة ومن ثم غمغم بصوت مسموع 
_ كنت عارف إنك مش هتيجي بالزوق
ثم أخرج من جيبه هاتف ومن ثم بعد دقيقة أولى لها الهاتف لتشهق واضعة يدها على فاهها ..
والدقات توقفت هنا لن تخسره .. هو العامود الرئيسي في حياتها البائسة سينهدم كل شيئ إن رحل هو بالتأكيد !!
تصاعدت الډماء لوجهها وهي تصرخ به 
_ أنت مچنون جدو ماله حرام عليكوا
نظر لها بطرف عينيه وقال ببرود 
_ هاا يا أنسة سيلا هتتشرفي كتير بإسم العيلة

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات