رواية نيران الحب و القسۏة الحلقة الاولى للكاتبة فاطمه حمدي
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
يزيد البحيري دا شخص أصلا لا يطاق يا حبيبتي.
هكذا تحدث ياسر وهو يكاد يلتصق بها التصاق في مكتبه وابتسامة ماكرة تشق ثغره تبتلع سيرين ريقها وتجيبه بتلعثم
عشان كدا انفصلت..
ابتعد عنها مبتسما وراح يفتح ثلاجة مكتبه الصغيرة ملطقتا منها زجاجة مياه ثم تجرع نصفها قبيل أن يقول غامزا
خير ما عملتي..
هندمت سيرين تنورتها السوداء القصيرة وكنزتها الصيفية البيضاء بيدين مرتعشتين وشعرها الأسمر الطويل أيضا قبيل أن تأخذ حقيبتها وتقول بتوتر
ابتسم مجددا وقال
كانت زيارة جميلة زي صاحبتها!
ابتسمت بخجل وأشارت له مودعة ثم انصرفت على الفور..
بينما جلس ياسر على مقعده وهو يحدق في الفراغ ساخرا وهو يتابع
ملكش في الطيب نصيب يا حاج يزيد!
طرقات قوية على باب المنزل جعلتها تركض بلهفة وهي تهتف منزعجة
حاضر يا ماما حاضر نفسي اعرف مش بتفتحي بالمفتاح ليه!
وحشتيني جدا!
تنهدت بارتباك وهي تتلفت يمنة ويسرة فيما تقول بحنق.
إيه اللي جابك هنا يا محمود أنت بجد مش طبيعي أمي لو جات وشافتك هقولها إيه!
هي بتوتر بالغ
لو سمحت أمشي بالله عليك الناس هتاكل وشنا..
محمود بضيق شديد
ما اللي ياكله يطفحه سم يا ستي أنا مبعملش حاجة غلط يا رنا رنا أنا بحبك!
رنا وقد تورد وجهها خجلا على إثر هذه الكلمة.
وأنا كمان بس اللي بتعمله دا غلط يا محمود لو سمحت أمشي دلوقتي وأنا أوعدك هحاول أمهد لماما وبابا الموضوع بس عشان خاطري أمشي قبل ما حد يجي...
أقفلت الباب واستندت عليه زافرة الهواء من بين شفتيها وقد رسمت على ثغرها ابتسامة عذبة هادئة عاشقة تكاد تتنفس عشق محمود بدلا من الهواء المحيط بها الشاب الأسمر المكافح الذي أسرها منذ الوهلة الأولى..
اتجهت إلى المرآة فورا وتأملت حمرة وجهها وهي تتحسسها بأناملها كما تأملت ملامحها الهادئة وبشرتها البرونزية الرائعة ثم فكت رباط شعرها لينسدل على ظهرها بشكل جذاب..
أسرعت رنا لتأخذهم منها وتدخلهم المطبخ وهي تقول مبتسمة
حمدلله على سلامتك يا ماما..
الله يسلمك يا رنا ولعيلي على كوباية شاي لحسن الصداع مش قادرة منه وهاتيلي شنط الخضار أنضفها وأنا قاعده..
يأتيها صوت ابنتها من داخل المطبخ
حاضر يا ماما.
وتأهلت رنا في الداخل كي تبدأ حوارها مع والدتها بخصوص محمود..
انضم يزيد