قصه نوفيلا يوميات مراهقة للكاتبة نورهان ناصر الجزء الاول
هاله پبكاء وهي تقول بلهفة
_ بعيد الشړ عن قلبك أنت بتقول إيه أنا أموت من غيرك الفراق صعب أوي بس أنت جاوبني وطمني
همس منذر ببسمة صغيرة
_ لأ يا هاله
سألته هاله بعيون منفطرة من البكاء
_ طب أمال عايز تبعد ليه خليك هنا معايا ماتحولش طول عمرنا سوا حتى متفقين هندخل جامعة إيه فليه عايز تغير اللي اتعودنا عليه
مال منذر رأسه لثواني قبل أن يرفعها ويقول بمرح
_ علشان اريحك مني يا ستي بقالك 17 سنه وشي في وشك مزهقتيش مني
منعتها غصه تشكلت بحلقها عن الكلام فناولها منذر كوب الماء وهو يقول ببسمة
ضحكت هاله بۏجع وهي تبكي
_ بجره في عينك يا جحش أنت المهم لا مزهقتش منك وعايزه نفضل مع بعض لحد ما ڼموت أنت نصي التاني يا منذر
خفق قلبه بقوة وهو يهتف بعيون متسعة لا تعلم ماذا فعلت كلمتها به ولولا علمه بمشاعرها تجاهه لكان أسعد الناس
_ أنت أنت بتقولي إيه هاله أنت سخنه ياما
أعقب حديثه وهو يضع باطن يده على جبهته هو يقول بمرح
_ لا حرارتك طبيعيه المهم كفايه دراما بقى وقومي يالا غوري نكدتي عليا يا حلوفه بدل ما تدعي لي أقوم بالسلامه جايه تفول عليا
_ مش هحول هفضل معاك يا ستي رغم إنك مكنتيش عايزه تشوفي وشي من كام يوم
قال منذر الأخيرة بعتاب مبطن حينها ابتسمت هاله بحرج تقول
_ أنت عارف إن مكنش قصدي ساعتها واعتذرت منك خلاص بقى ميبقاش قلبك أسود
صمتت ثم تابعت ببسمة سعيدة
_شكرا إنك هتفضل جنبي أنا هروح مش قادره أكمل هابقى اجيلك بالليل على العشا فاضل شهر على الإمتحانات خلينا ننجز
رمش منذر بعينيه إيجابا فنهضت وهي تلملم اشيائها فمد منذر يده بالهاتف لها فأمسكته وغادرت
بعد مرور شهر
كان ينظر لها ببسمة خفيفه بادلته البسمة ثم عادت إلى ورقتها أنهت حل آخر سؤال أمامها ثم بدأت بمراجعة إجاباتها بعناية حتى انتهت تزامنا معه ليتجها سويا لتسليم الأوراق وعلى ثغرهم ابتسامه لطيفه تحدثت هاله بخبث
وضع منذر يديه في جيب بنطاله
_ طلعي نرمين من رأسك فاهمه وملكيش دعوه بيها مش هقول تاني
لم تعجبها إجابته ف ذمت شفتيها متمتمة بحنق شديد
_ يعني هنقرب من الملكه نفرتيتي
أقبلت عليهما جنات تهتف بنبرة منزعجة فانسحب منذر وتركهما عندما لاحظ خروج نرمين
_ الامتحان عامل إيه
اجابتها هاله ببسمة خفيفه
_ في المعقول آخر مسألة كانت معقدة شوي بس حليتها الحمد لله عقبال الباقي بقى وناخد الاجازة
زفرت جنات بضيق
_ عكيت فيها أوي ومضايقه
قائلة
_ الخطوات صح طيب
أومأت جنات بهزة بسيطة من رأسها فتابعت هاله تخفف عنها
_ هتعدي يا حبيبتي وبأعلى الدرجات كمان
ابتسمت جنات تردف بنبرة هادئة
_ إن شاء الله يا جميلتي المهم يالا بينا على مراجعة الكيمياء
نظرت هاله خلفها لتجد منذر يقف مع نرمين ويبدو أنه يراجع معها الإجابات لتتجهم معالم وجهها لاحظت جنات نظراتها تلك لتقول
_ بت مالك هتحرقيهم بعيونك كدا
همست هاله بلا وعي
_ احرقهم بس ده أنا ناوية اعملهم صنية بطاطس
_ إيه
ابتسمت هاله وهي تتأبط ذراع جنات ثم قالت
_ مفيش بهزر امال البت سهام فين روحت
ردت عليها جنات بهدوء أثناء سيرها
_ أيوه مشت بتقول هتروح البيت الأول وبعدين تبقى تقابلنا هناك
كانت عيني هاله حيث يقف منذر بينما لم تستمع لحديث جنات ولم تفق من شرودها إلا عندما ضړبتها جنات على كتفها بغيظ
_ هاله ليه حساك غيرانه من نرمين
ادعت هاله الصدمه وهي تردف بغباء
_ وه وه أغير من نرمين ليه يعني
اردفت جنات وهي تنظر لها بتفحص
_ علشان منذر مثلا
مالت هاله عينيها للأرض مغمغمة بهمس
_ هي اخدته مني
قالت جنات بدهشه وهي تعدل من وضع حقيبتها
_ اخدته منك إزاي يعني وهو منذر ده بتاعك يا هاله إيه اخدته منك دي
تسللت دمعه من عيني هاله وهي تقول
_ منذر طلع بيحبها يا جنات هو اللي قالي كدا
قطبت جنات حاجبيها باستغراب مرددة
_ طب وليه شايفه الحزن ده في عيونك مش أنت بتحبي إسلام
اجابتها هاله وهي تمسح على عينيها
_ إسلام كان مجرد إعجاب مش أكتر أنا قولتلك إنه عرض عليا يتقدم لي
توسعت حدقة جنات مردفة پصدمه
_ لا مقولتيش ايمتى حصل الكلام ده
همست هاله بخفوت وهي تتجه حيث يقف منذر مع تلك المزعجة
_ هابقى أقولك بعدين
فتحت جنات فمها للاعتراض فقالت هاله بحزم
_ بعدين يا جنات خلينا بس نشوف جوز الكناريه دول بيهببوا إيه
كانت نرمين تضحك بشدة وهي تضع يدها أعلى كتف منذر الذي تراجع للخلف وهو يقول بتذمر
_ خلاص يا نرمين فضحتينا مكنتش كلمه هاتخليني أندم إني حكتلك
وضعت نرمين كف يدها على فمها وهي تردف بضحك
_ خلاص والله بس مش قادره الموقف يفطس من الضحك المهم فين الشوكولاتة المرة اللي فاتت ما اخدتهاش بسبب اللي حصل مع هاله
ابتسم منذر ثم مد يده إلى جيب بنطاله وما إن أخرجها حتى انتزعتها هاله من يده وهي تقول بأسف مصطنع ونبرة مبطنه بالمكر
_ اوبس معلش بقى يا نرمين بس ضغطي وطي من الامتحان وحاسه نفسي دايخه
ضيق منذر عينيه وهو ينظر لها بحاجب مرفوع لأنه يعلم بكذبها هي فقط لا تود أن يأخذ أحدا الشوكولاتة خاصتها وشيء جعله يبتسم على فعلتها تلك ثم انتبه على حديث نرمين المتهكم
_ لا سلامتك من الدوخه بالسم الهاري يا حبيبتي مطرح ما يسري
يهري إن شاء الله
بادر منذر بالرد سريعا
_ بعيد الشړ عنها إيه اللي بتقوليه ده يا نرمين
نظرت لها هاله وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها وعلى محياها ابتسامه واسعه بادلتها نرمين النظرات بأخرى ساخطه ثم سارت بكبرياء مبتعدة عنهم ومهما يناديها منذر إلا أنها لم ترد
عاد منذر إلى هاله التي تأكل الشوكولاته بتمهل وهي تبربش باهدابها ببراءة قائلة
_ امممم قفوشه أوي
نرمين دي
نظر لها منذر وهو يهز رأسه بقلة حيلة مردفا بضيق
_ مش هتبطلي تصرفاتك دي اللي يشوفك يقول دايبه في دباديبي واللي بتعمليه من غيرتك حاسبي على تصرفاتك يا هاله احنا مش في البيت هنا
مضغت هاله قطعة الشوكولاته ثم ردت باندفاع
_ تصرفاتي واخده بالي منها ومش أنت اللي هتنظر عليا فاهم قبل ما تنصح غيرك شوف نفسك أنت الأول
ختمت حديثها وهي توليه ظهرها بينما جنات حدقت به وهي ترفع كتفيها بقلة حيلة قبل أن تستدير وتذهب خلف هاله الغاضبه
شد منذر على خصلات شعره بغيظ وهو يقول
_ مجنونه دي ولا إيه
همس علاء من خلفه وهو يستند على جذع شجرة
_ أو غيرانه
تهدل كتفي منذر وهو يردف بتعب
_ عليا أنا
أكد علاء بقوله في هدوء
_ مش عارف بس ده اللي أنا شايفه هي غيرانه وجدا كمان
ركل منذر الحجارة أسفل قدمه وهو يقول
_ غيرانه على صديق طفولتها ومش عايزاني اتكلم مع حد غيرها
منعه عن التكملة سؤال علاء له بمكر
_ وليه حصرت غيرتها هناإأنها غيرانه على صاحبها مش يمكن
رفع منذر يديه يقاطعه وهو يقول بارهاق
_ بس متكملش هاله عمرها ما فكرت فيا يا علاء هي معجبه بإسلام واعترفت مرتين سواء على الورق أو وش لوش
صمت علاء يفكر ثم أردف
_ طيب ما تواجهها يعني مش أنت المفروض أخوها وكدا اسألها من النقطة دي ولا مبتتكلموش في الحياة الخاصه
ضحك منذر بخفوت قائلا
_ عايز الحقيقه ولا مرة حد مننا اتخطى الحدود غيرها هي من شهر كدا هي مفكره إني بحب نرمين وأنا من قهري منها قولتلها أيوه
_ طب وليه يا غبي أنا أصلا كنت هسالك من ايمتى وانت متصاحب مع نرمين
رد منذر وهو يزفر أنفاسه في ضيق
_ أنا لا متصاحب ولا زفت كل الموضوع إني لاحظت متأخر إن مفيش حاجه بعملها في حياتي غير هاله وبس ونرمين عرضت عليا نكون أصدقاء يعني وجاتلي بحجة إن فيه حاجات استعصت عليها في كذا مادة وأنا بصراحه كنت مضايق من هاله وحاولت أخرج من هالتها اللي محوطاني بيها فعلشان كدا بتلاقيني مع نرمين بس مش علشان أنسى هاله لأني مستحيل أنساها عشان متفكرش إني بضحك على نرمين وعايز أقولك إن نرمين عارفه إني بعشق البجرة الحلوب هاله أدي كل الحكاية
نظر علاء لمنذر بتردد قبل أن ينبس بقلق
_ طيب ريحتني المهم هتعمل ايه في موضوع إسلام هو مجرد طالب زينا على فكره وبصراحه فيه حاجه كدا حصلت مش عارف تهمك ولا لأ
تحفزت أذان منذر ليوليه كامل الاهتمام وهو يردف بعينين ضيقة
_ إيه هي بسرعه أنا أي حاجه عن الزفت ده هتلاقيني أكيد مهتم
أومأ علاء ثم قال
_ اوعدني الأول متتهورش وتسمع قبل ما تحكم
دق قلبه پخوف يشعر بأن القادم مؤلم ومع ذلك أردف بنفاذ صبر
_ اخلص يا علاء وترتني
_ طيب هقولك اسمع يا عم
كانت هاله تجلس في مقعدها المعتاد وهي شاردة الذهن تقلب في صفحات الملزمة بيدها بملل بينما تنتظر رفيقاتها جنات التي عادت للمنزل مرغمه بعد تمزق طرف فستانها من الأسفل وسهام التي خرجت تجري مكالمة ريثما يحضر الجميع بينما خلت القاعة من سواها أخرجها من شرودها صوت انغلاق باب القاعة فانتفضت واقفة بهلع تنظر صوب الباب الذي أغلق فجأة
اتجهت نحوه وهي تطرق على الباب بقوة ثم صړخت هاله پخوف
_ أنا جوه يا مس داليا في حد برا
ظلت تطرق وهي تقبض بيدها على مقبض الباب من الداخل ولكن عبثا أخرجت هاتفها واتصلت على أول رقم قابلها وهي تدعو الله أن يجيب ما إن وصلها صوته يهتف بملل
_ إيه يا زفته
ما كادت هاله ترد عليه حتى انتشل أحدهم الهاتف من يدها ثم أغلق الاتصال بوجه منذر طالعته هاله بنظرات مستنكرة وهي تقول پغضب
_ انت اټجننت هات الموبايل إزاي دخلت أصلا والباب مقفول و
صړخ اسلام بوجهها يقاطعها وهو يقول
_ اشش اخرسي وشوفي المنشور ده على الجروب
أعقب حديثه وهو يريها الهاتف الخاص به أخذت تقرا ما كتب ثم عادت بنظرها له فهتف إسلام بمكر
_ النهارده أجازة ولغيت كل الكورسات وحتى سهام قابلتها وقولتلها إني شوفتك مروحه وهي مشت
انقبض قلب هاله وهي تبتلع لعابها الذي جف بحلقها
_ يعني إيه احنا اتحبسنا هنا
ضحك إسلام بخبث وهو يردف بتصحيح
_ تؤتؤ أنت اللي اتحبستي أنا معايا مفاتيح المكان كله شايفه الباب الخلفي ده أنا دخلت منه ودلوقت اسمعي الكلمتين اللي هقولهم
رمقته هاله باحتقار وهي تقول پغضب
_ أنا لا هسمع ولا هعمل اتفضل كدا افتح الباب خليني أمشي
ضاقت عينيه وهو يقول پغضب مماثل
_ هفتح الباب بشرط واحد بس
قلبت هاله عينيها بملل وهي تقول
_ مستر إسلام إيه اللي أنت بتعمله ده لو سمحت