قصه نوفيلا يوميات مراهقة للكاتبة نورهان ناصر الجزء الاول
انت في الصفحة 1 من 27 صفحات
يوميات مراهقه الحلقه الاولى بقلم نورهان ناصر حصريه وجديده
من صدق توكله على الله في حصول شيء.. ناله!
ابن القيم.
الحلقة الاولى
على مقعد هزاز في إحدى شرفات المنازل كانت تجلس ضامة أرجلها إلى صدرها جسدها يتوارى خلف غطاء أسود رقيق به بعض الورود البيضاء الصغيرة التي انعكست على ذاك السواد الذي يحفها من فوقها السماء التي شاركتها في امسيتها وبعض النجوم التي احتفت حول شرفتها أبخرة تتصاعد من كوب موضوع على طاولة صغيرة أمامها.
من حين لآخر تمد يدها لترتشف منه القليل ثم تعاود وضعه وبيدها الأخرى كتاب تقرأ به بتركيز شديد وبعد وقت زفرت أنفاسها بثقل واعينها تبرق بالدموع أغلقت الكتاب وضمته إلى صدرها تتحدث داخل عقلها بشرود
توقفت عن محادثة ذاتها وهي ترفع بصرها نحو السماء المحلاة بالنجوم الصغيرة والخاطفه للانفاس دعت الله بداخلها أن يرزقها بهذا الحب في القريب العاجل .
انتهت من احتساء مشروبها الساخن وتزامن ذلك مع قرآن الفجر ابتسمت في سکينة غمرتها وقالت بعد لحظة صمت
وبعد مرور بعض الوقت ارتفع صوت الأذان نهضت عن مقعدها متجهة صوب باب غرفتها فتحت الباب ثم سارت باتجاه المرحاض أغلقت الباب خلفها ثم توضات وارتدت إسدال صلاتها وبدأت بالصلاة وبعد أن انتهت قفزت إلى فراشها وهي تتمسك بالغطاء بيديها بينما أعينها تحدق بسقف الغرفة وابتسامه لطيفه طفت على محياها قبل أن تغمض جفونها لتنام.
صباح اليوم التالي .....
فتحت أعينها البنية على صوت والدتها تناديها فتقلبت على الجانب الآخر من الفراش وهي ترفع الغطاء حتى رأسها بينما تغمغم بصوت ناعس
حركت والدتها رأسها بياس ثم مدت يدها مرة أخرى تنزع الغطاء عنها وهي تقول بنبرة متهكمة
_ هاله قومي بقولك الساعه داخله على تمانيه.
هبت من فراشها وهي تطالع والدتها بعيون متسعة من الصدمه بينما تهتف بهلع
_ يا نهار أبيض يا ماما تمانيه وجايه تصحيني ده أنا هطرد أنا عارفه وهتعاقب على الزفت الطابور ده .
كتمت والدتها ضحكتها وهي تبتعد عن محيط فراش ابنتها بينما تسير باتجاه باب الغرفه في حين نظرت هاله إلى ساعة منبها وهي تشتمها ولكن توقفت فجأة ترمق ظهر والدتها بتهكم أثناء قولها في ضيق
وصلها صوت والدتها وهي تتجه نحو المطبخ تقول
_ مهو انتوا كدا جيل مينفعش معاكم غير ده وبعدين هي مش سته بالظبط دي سته ونص حيلنا بقى عقبال ما الأميرة النائمة تقوم تكون جات تمانيه .
بداخل غرفة هالة ابتسمت بتهكم وهي تمد يدها إلى الطاولة بجوارها تلتقط هاتفها لتصرخ فجأة بفزع عندما طالعت ذاتها في شاشة هاتفها المظلمة حيث كان شعرها مشعث وهائج كأن ماس كهربائي قد تراقص على شعرها في حين عينيها كانت متورمه من السهاد ألقت هاله الهاتف على غطاء سريرها وهي تقول بحسرة
_ لا ويقولولك البطله تقوم
من النوم شعرها مسترسل وعيونها جوز الهند ومش عارفه إيه ...حسبي الله عقدتوا اللي خلفونا .
نزلت عن الفراش وارتدت خفها المنزلي وسارت وهي تحك شعرها وبيدها الأخرى تتثائب وفي أثناء ذلك قابلتها اختها الكبرى وطن التي كتمت ضحكتها بصعوبة وهي تطالعها ولم تستطع منع ذاتها من رمي تعليق على مظهر أختها الغير مرتب
_ شكلك يهبل واثقه إنك هتلاقي فتى أحلامك يا هاله هو أول ما هايشوفك هيتطس في نظره على طول هي دي البطله الناعمه اللي أول ما يتصبح بيها هيقطع الخلف دوغري.
ألقت هاله المنشفة على أختها وهي تقول بضجر
_ أنا سيبتني من الروايات الهبله دي على فكره لأنها فظيعه يخربيتهم بحب على روحي بسببهم .
التقطت وطن المنشفة قبل أن تصطدم بوجهها مردفة بضحك
_ لا ما هو واضح يا حبيبتي ...مش فاكره مروان ابن جيرانا اللي وقعتي في حبه من أول نظرة بس علشان ناولك كشكولك اللي وقع على سلم العمارة ولا عن الواد الاهبل منذر اللي لطشتيه قلم علشان جاوب في دورك عند المسيو وجيتي زي الهبله تستخبي فيا وتقولي الحقيني يا وطن منذر هياجي يتجوزني بالڠصب وهيطلع عيوني لأني ضړبته .
صمتت لثواني ثم أكملت وهي تضحك من بين كلماتها
_ولا استني كدا من حوالي أسبوعين حكتي لي عن صياد السمك ده اللي لما جزمتك اتقطعت ساعدك واخدها بنفسه يصلحهالك ومسكك صنارة الصيد بتاعته وفي الآخر كسرتيها وهو كان شاب ذوق لأنه متعصبش منك ولا اتكلم وقولتي إيه ده جان يا وطن ومز يا وطن وشكلي حبيته يا وطن وكلتي ودن وطن معاك .
نظرت لها هاله بطرف عينها مرددة بتهكم
_ ما قولتلك بطلتها بقى وبقت بقرا روايات عميقه وهادفة دلوقت ...بس مروان هو اللي كان بيهتم بيا وعلقني بيه آه هو أكبر مني وفي جامعه زيك بس اهتمامه اللي خلاني أعجب بيه الواطي قبل ما يصدمني بخبر خطوبته وأنا مسحته من حياتي يا وطن ولو سمحتي ما تجبليش سيرته بعد إذنك خليني ارمم قلبي اللي انكسر .
تشنجت وطن وهي تطالع أختها التي تمثل دور المکسورة التي هجرها حبيبها وهرب مع صديقتها لتهتف بغيظ
_ إيه عيدي كدا قولتي إيه قلبك اللي انكسر ...ده أنت قلبك ده مخزن عام يسع من الحبايب ألف ده أنا مش ملاحقه على اللي بتحبيهم واللي بتعجبي بيهم واللي بتديهم استماره سته ده أنت قلبك ده بياع أوي .
وضعت هاله يديها أمام وجهها تهتف بدراميه
_ خلاص يا وطن متقلبيش عليا المواجع كفايه ...كفايه أنسى اللي كان بيفرح لما يشوف دمعتي انسى اللي كان حنين غير لي دنيتي .
ضيقت وطن عينيها بتقول بتهكم
_ استني لحظه هو ايه ده اللي بيفرح لما يشوف دمعتك .
توقفت هاله عن الغناء تقول بلامبالاة
_ معلش أصله كان شمتان أنا اش عرفني هي المطربه بتقول إيه فصلتيني يا وطن أوف .
صمتت لثوان ثم تابعت غنائها
_ أنسى اللي كان بيبكي لما يشوف فرحتي .
ألقت وطن المنشفة لتصطدم بوجه هاله مرددة بتهكم
_ آه انسيهم عادي وبعدين بيفرح في عياطك وبيعيط في فرحك ده إنسان منخوليه تبقي عليه ليه ده سيكوباتي يا هاله .
جادلت هاله وهي تضحك بخفوت
_ ولو بحب السيكوباتيين يا وطن ليهم كاريزما كدا تهبل .
_ تهبل والله ما في حد أهبل منك انسيهم يا هاله ياختي مهو أنت كل يوم ليك حبيب شكل كوبيهم ورى ضهرك
بكرا تلاقي أحسن منهم .
جارتها هاله في حديثها وهي تهتف بتحسر وتضم المنشفة إلى صدرها
_ قلبي مش بيطاوعني انساهم يا وطن .
_ دوسي على قلبك المهزء ده يا حبيبتي هي الحياة هتقف على محمد ولا أسر ولا مالك ولا زين ولا ياسين عادي هتستمر.
صمتت وطن ثم تقدمت منها ووضعت يدها على كتفها قائلة بحنان بعد أن تخلت عن سخريتها
_ حبيبتي لما تكبري شوي هتلاقي الانسان اللي من نصيبك الانسان اللي هيكملك بلاش تدخلي نفسك في متاهات من دلوقت آه أنت مش صغيرة بس بردو مش كبيرة أنت يدوب تانيه ثانوي يعدي الترم ده وهتدخلي تالته وعايزين مجموع عالي ركزي في دراستك افضلك .
طالعتها هاله بعيون حزينة وهي تستمع لحديث أختها فأكملت وطن بهدوء
_وأنا هبطل اجبلك روايات بقى ما دام هتتهبلي كدا وتتعلقي بالناس لمجرد أنهم اهتموا بيك وحتى لو اهتمام بسيط يعني مروان ده يا هاله بغض النظر إنه أكبر منك بس هو بيعتبرك زي أخوه منذر لأنكم من سن بعض ولما شافك راجعه من الدرس بټعيطي علشان درجة الامتحان وقتها وقعتي كشكولك وقعدتي على سلم العمارة ټعيطي وهو كان ماشي على شغله فقعد معاك وكلمك وجابلك حاجات بتحبيها بدافع الاخوه وانك بنت جيرانه وفي مقام أخته لأنه ملهوش أخوات يا هاله هو منذر بس .
أومأت هاله برأسها مبتسمة ثم قالت بضحك
_ فاهمه يا وطن يالا بقى لحسن الحجه هتطلع تروقني والحق ادخل الحمام قبل ما يتزحم عارفاني بمۏت جوه .
ضحكت وطن على مشاكسة أختها ثم وضعت يدها على شعرها تعبث به فانزلت هاله يدها واتجهت إلى المرحاض بسرعه.
بعد مرور بعض الوقت ...
كانت تنزل درج العمارة تحمل على كتفها حقيبتها المدرسية وترتدي زي المدرسة الثانوية وحجابها الصغير والذي بالكاد يغطي رقبتها رغم حديث وطن معها بأن تستعمل غطاء رأس أكبر ولكن لا حياة لمن تنادي .
تزامن نزولها مع خروج منذر الذي ما إن أبصرها حتى أدار وجهه بعد أن رمقها بنظرة تهكمية ووصلها صوته يهتف بامتعاض
_ أعوذ بالله من ڠضب الله اصطبحنا بوشها ربنا يستر بقى .
احمرت وجنتيها من الڠضب وهي تكور قبضة يدها وتجز على أسنانها ثم ألقت عليه نظرة متهكمة كالتي رماها بها ثم اتجهت إلى مدرستها وتقابلت مع صديقتها المقربة جنات وفي أثناء سيرهم دار بينهم هذا الحديث
_ مالك قلباهم على الصبح يا أخت هاله .
شدت هاله على كتف حقيبتها المدرسية وهي تجاوبها
_ مفيش .
نظرت لها جنات بعيون متفحصة قبل أن تقول
_ بقى الوش ده والتنهيدة دي كلها وتقولي مفيش .
تحدثت هاله وهي تركل بعض الحجارة في الطريق
_ والله يا بنتي ما فيه حاجه أنا بس قرأت رواية جديدة والبطل عجبني أوي حنين ومتفهم ومتقبل البطله بكل عيوبها ومشاكلها النفسيه ...الحب جميل أوي يا جنات وأنا نفسي أعيشه .
صمتت هاله لثواني ثم تابعت حديثها
_أنا عارفه إن إعجابي ده مراهقه وهرتله على الفاضي بس أهي مرحله عمرية ولازم الكل يخوضها يعني وطن كانت عماله تسمعني كلام وتنصحني لأني بتعلق بأي اهتمام يقابلني مش عارفه بقى ده هبل ولا إيه مع إني مش مفتقده الاهتمام يعني أهلي بيحبوني ومش حارميني من حاجه أنا بس عايزه أعيش الشعور بأي شكل و .... .
قاطع حديثها صوت متهكم يصدح بجوارهم بينما يتخطون الشارع
_ بمشية السلحفاة دي هتوصلي بعد تالته يا فاشله .
كزت هاله على أسنانها
وهي
ترمقه بشړ وبلا تفكير انحنت تحمل قطعة حجارة من الأرض ثم ألقتها عليه ليصدح صراخه المتالم حيث أصابته الحجارة في رقبته من الخلف لتضحك هاله