امي جوزتني رجل كبير
مش لازم تنام دلوقتي ..فا اشار الي ليستة التعليمات وقال ..طيب وتعليمات الطبيب نسيتيها
قلت بعفوية شديدة ..لا ازاي يا فند م انا طبعا ملتزمة بتطبيق تعليمات الطبيب لكن انا شايفة ان لو حضرتك سهرت شوية صغيرين كمان عشان اشكرك فيهم ميجراش حاجة ..فا نظر الي وهو يبتسم..فا شجعتني ابتسامتة ان اكمل ما اريد قولة
قلت.. علي فكرة انا قرات عن حالة حضرتك واعرف ان العلاج فيها نفسي اكتر ما يكون علاج عضوي ..اقصد يعني ان حضرتك متكتفيش بالعلاج العضوي فقط قال.. تقصدي اروح اتعالج نفسيا قلت.. لالالا مقصدش كده طبعا العفو يا فند م
قال ..عارفة لو الدكتور وبنتي سمعوا كلامك ده هيعملوا فيكي ايه قلت عارفة طبعا هيستغنوا عن خدماتي
قال والابتسامة تملاء وجهة ..طيب ولما انتي عارفة بټفتي في الطب ليه
قال بابتسامة ساخرة.. علاجك ده الي هو عامل ازاي يا دكتورة قلت ..بالتحلية قال.. افندم
قلت .. حلي عيشتك بمعني انك تعمل كل حاجة بتحبها وبتريحك نفسيا مع الالتزام طبعا بعلاج الطبيب
قال ..وده يتعمل ازاي بقي في الظروف الي انا فيها دي واشار الي جسدة الذي لا يستطيع ان يحركة
لكن اتفاجات ان حضرتك جسمك كلة تمام ما عدا يد واحدة ورجل فقط ودول كمان مسالة وقت وهيتحسنوا لغاية ما يخفوا خالص نظر الي وتعجب من الحماس والثقة الواضحين من اسلوبي
قال.. ياريتني عندي نصف التفاؤل الي عندك ده قلت.. طيب ما تجرب انت يعني هتخسر ايه
نظر الي ..ثم قال.. هتساعديني قلت .. طبعا ودي عايزة سؤال قال .. خلاص اتفقنا
قال.. اتفضلي اتحفيني قلت
قال ..هتساعديني قلت طبعا ودي عايزة سؤال ولكن بشرط واحد
قال .. كمان هتتشرطي من اولها قلت ..ايوون قال .. اتفضلي اتحفيني بالشرط بتاعك
قلت ..تسمع كلامي وتتبع تعليماتي زي ما بتسمع تعليمات الطبيب بتاعك بالظبط بدون اي اعتراض علي اي طلب
نظر الي وهو يبتسم ساخرا .. قال.. وانتي مين قالك اني بتبع تعليمات الطبيب اصلا
قلت ..لالالا بلاش روح التش اؤم دي ..حضرتك بس اسمع كل تعليماتي وقريبا جدا هتشترك في مارثون الجري ..بس انت متقاطعش والنبي
قال مازحا..مارثون جريده لو محصليش انتكاسة هيبقي كويس اوي قلت ..مش مهم النتيجة ايه .. المهم حضرتك موافق
ودلوقتي بقي تتفضل تنام كفايةعليك كده ..تصبح علي خير واخذت اطفئ في انوار الغرفة قال.. وانتي من اهلة
ثم خرجت لاذهب للنوم بغرفتي التي كانت بجانب غرفة عزت بية مباشرة ..دخلت الغرفة وانا اكاد ان اطير من السعادة ..واحمد الله علي انني اخيرا قد حصلت علي العمل الذي سيؤمن لي مكان للاقامة وراتب مجزي يغنيني عن الاحتياج لاحد
لكن كان مايسعدني اكثر هو اكتشافي لشخصية ذلك الرجل العظيم عزت بيه ..فهو برغم مكانتة ووضعة الاجتماعي وثراءة الا انه لم يصاب بداء الكب ر ولا الغر ور..بل كل ما شعرت به وانا احاد ثة انه طفل وحيد حزين تحمل من الدنيا الكثير حتي خارت قواه ووقع اسيرا للمرض فقد قرات منذ زمن ان معظم من
يصاب بالجل طات بيكون قد تعرض لضغوط نفسية بالغة تفوق تحمل اي انسان وخصوصا لو انسان حساس ذو سجية طيبة..وفجاءة تعجبت من نفسي .. ما كل هذا التفكير في شخصية ذلك الرجل ..وقلت في نفسي وكاني انبهها ..فوقي يا هند وبصي تحت رجليكي ونامي الله يهديكي ..واغلقت النور لاذهب في نوم عميق ..ليوقظني منه رنين منبة الهاتف الذي
كنت قد ظبطة ليوقظني قبل ميعاد العلاج المقرر لعزت بية.. قمت سريعا ودخلت الحمام واخدت شاور وغسلت اسناني بالفرشاة وارتديت بنطالون جينز برمودة ثلجي وتيشرت زهري
ووضعت علي شعري طرحة اسبنش تجمع بين الزهري والثلجي في اللون وقد عطرتهما بنفس البرفيوم الدافئ ..وخرجت مسرعة الي غرفة عزت بية بعد ان قمت بترتيب غرفتي
طرقت باب عزت بيه برفق ..ولكنه كان مازال نائما ..فدخلت في هدوء واخذت اجهز الدواء الذي سياخذة صباحا ..وفي نفس الوقت دخلت الدادة با صينية الطعام لعزت بيه ..ثم وضعتة علي التربيزة وخرجت في هدوء ..
التي استطيع ان اغتنمها لاتاملة جيدا دون حرج ..فقد كانت ملامحةوهو مغمض العينين..
هادئة مسالمة
..تعكس نقاء نفس وطيبة بالغة ..وفجاءة فتح عيناه