روواية مرة واحدة بالعمر بقلم الكاتبه فاطمة الألفي
بجانبه
سبحان مغير الاحوال
ربت الأخير على كتفه ربك كبير يا بني مش قولتلك
ونعم بالله يا ريسنا بس قلبي حاسس ان كل ده عشان مجلس الشعب يفوز بيه مش عشانا واحنا اللى طفحين القوته
يعلم محيي حق المعرفه بان تيام كما هو لم يتعظ ولم يتبدل من اجل هؤلاء العمال ولكن فضل الصمت وهو يدعو له بالهدايا وصلاح الحال ..
غادر المصنع متوجها الى قصره خلال ثلاثون دقيقه كان يدلف بسيارته لحديقه القصر وعندما ترجل من السياره تفاجئ بالصغير يركض اليه بفرحه
وېصرخ مناديا بااابي
هبط لمستوه ليحمله عن الارض ويدور به فى سعاده روح قلب بابي يا سيفو واحشتني
صړخ الصغير بفرحه بجد
شدد فى عناقه طبعا بجد
أتت والدته لتطلب من الصغير الدخول لغرفه العابه داخل القصر لكي تتحدث مع والده
قبل الصغير وجنته والده واستمع لحديث جدته ليركض لداخل القصر .
وقف تيام فى مواجه والدته خير يا دولي هانم
تحدث بلامبالاه والله طيب كويس يعني الصداقه رجعت تاني عادي يعني ماتأثرتش زي ماحضرتك مفهماني
هو انت ايه بالظبط عاوز توصل لايه عاجبك ابنك اللى بعيد عنك بقاله سنه ازاى جايلك قلب عارف ان ساره قررت تتجوز
لم يكترث لتلك الاشاعه فقد فعلتها من قبل على آمل الرجوع اليه ولكن هو غير مهتم وقد شعر بالحريه منذ أن انفصل عنها
ابتسم ابتسامه باهته مش مهم هاخده ازاي مش ده اللى حضرتك عايزاه تشوفي حفيدك قدام عينك وان كان على احتياجه لوالدته فده مش أساسي فى أطفال كتير قضو حياتهم من غير والدتها
تركها متسمره مكانها تنظر لاختفائه بذهول اما عنه فلم يصعد الى عرفته قرر مشاركه صغيره بغرفه الألعاب لكي يحظي بوقت ممتع مع طفله قبل ان يودعه وهو يتنهد بارتياح ويتذكر طيفها الذي لا يتركه لحاله ...
ليجد جدته ارتدت جلبابها السوداء وحجابها الابيض ونهضت من اعلى الفراش ليقبل كفيها بحب
ايه الجمال ده كله يا عيشه الله يرحمك يا جدي
وكزته بخفه بذراعه ولد عيب كده
ضحكت بخفوت ربنا يهديكم هو أنت نبيل بهت عليك ولا ايه
ضحك هو الاخر يظهر كده ولا الحب بيغير البنى ادم
ربتت على كتفه بحنان الحب بيظهر كل الحلو اللى جواك ربنا يسعدك يا قلب عيشه واشوف عابد الصغير بيطنط جوه البيت
الله وكمان اختارتي اسم ابننا يا شوشو على العموم أنا مش هكسرلك كلمه وربنا لم يرزقني بطفل أكيد هيكون عابد الصيرفي الصغير يا قلبي ومش هكتفى بطفل واحد نجيب عيشه كمان ان شاء الله
بلاش عيشه ده اسم قديم احي اسم المرحومه من جديد ينور البيت
ابتسم بحب فهو حقا يشتاق لوالدته ويتمنى ان ينجب طفله ليطلق عليها اسم والدته التى يعشقها ويفتقد لوجودها بحياته فهو مهما كبر الا انه مازال بحاجتها ويتمنى ان تكون جانبه بكل مراحل حياته .
ليفيق من شروده على يد جدته الحانيه ربنا يسعد قلبك يا حبيبي
وقفت امام دولابها حائره فيما ترتدي الان استقرت على ثوب زهري اللون متناسق على جسدها يصل الى بعد الركبه ضيق من اعلى صدرها وينساب باتساع من بعد خصرها ذات كم شفاف محتضن بذراعيها وتركت شعرها يتمرد خلفها بحريه بعدما انتهت من لمساتها الاخيره وضعت القليل من بعض مستحضرات التجميل ثم غادرت غرفتها وتوجهت الى غرفه الصالون وضعت زهور البنفسج بداخل الفازه وجلست بتوتر تهز قدميها فقد كانت تشعر بالتوتر والقلق من تلك المقابله الى ان استمعت لرنين جرس الشقه نهضت على الفور وهى تهندم ثيابها ثم وقفت خلف الباب تسحب شهيقا ثم تزفره ببطء قبل ان تفتح لهم ..
بعدما هدءت من توترها فتح الباب بهدوء لتلقى بعينين حانيه وابتسامه بشوشه ترغمها على احتضان تلك السيده الوقور .
ضمتها عائشه بحنان وظلت تمسد على ظهرها بحنو عامله ايه يا حبيبتي
ابتعدت عنها برفق لتبتسم لها بصدق الحمد لله بخير اتفضلي حضرتك
وقف نديم يتابعهم بصمت وعلى ثغره ابتسامه هادئه لينظر لهم بمشاكسه
طب اروح أنا بقى ولا ايه
ابتسمت بخجل وهى تشير بيدها لداخل اتفضلوا
دلفت عائشه وهى ممسكه بكف فيروز ونديم يسير خلفهم الى ان جلسوا جميعا بالصالون
نهضت فيروز لتجلب لهم الضيافه .
لحق بها نديم ووقف امام باب المطبخ يشبك ساعديه اعلى صدره ويهمس برقه
محتاجه مساعده
نظرت له بخجل مافيش داعي
اقتربت منها بهدوء ليحمل عنها صينيه العصير
لا والله مايحصل لازم اشيل عنك
علت ضحكته وهو يسألها عن صنعها الكيك صحيح اخبار الكيك
فوزتي فى المعركه
ابتسمت بثقه طبعا بدون منافسه
سار امامها وهو يحمل الصينيه وهي خلفه بصينيه الاخرى ..
جلست بجانب الجده واعطتها صحن به قطعه من الكيك تذؤقت منه القليل ثم ربتت على كتفها
تسلم ايدك يا قلبي
تحدث نديم باعجاب لا فعلا طعمها يجنن تسلم ايدك
بالهنا والشفا
حملت كوب من العصير لتعطيه للجده لتعتذر الجده عن تناوله
لا اعذريني انا يا حبيبتي
تحبي اعملك شاي ولا قهوه ولا أي حاجه تانيه
لو فنجان قهوة يبقى تمام اوى
تحدث نديم بتحذير قهوه ايه بس حضرتك ليكي فنجان واحد فى اليوم
ابتسمت عائشه لحفيدها ماانا مش شربت قهوه ثريا انهارده عشان اشرب قهوتي مع فيروز
نهضت فيروز من مجلسها حالا يا ست الكل قهوتك ايه
مظبوطه يا حبيبتي
اعدت فيروز القهوه وطالت الجلسه بينهم يتحدثون فى كل أمور الزواج وعن رغبه نديم للسفر الى والدها واتمام عقد القرآن بوجود والديها لم تستطيع الرفض فهى بحاجه الى وجودهم الان .
فجاه صدح رنين هاتفها لتستاذنهم قليلا لتجيب على الهاتف ..
اغلقت باب غرفتها وهى تتحدث بتوتر وصوت هامس
ايوه يا عامر
على الجانب الآخر .
كان يتحدث وهو اسفل البنايه بعدما عاد من البحر الاحمر
انتي فى البيت دلوقتي
ايوه هروح فين يعني
طيب أنا تحت وطالعلك
تحدثت پصدمه تحت فين
هيكون فين يا فيروز تحت قدام العماره هركن العربيه واطلعلك قدمت طلب اجازه يومين عشان اجي اشوفك واتكلم معاكي
لا لا ماطتلعش دلوقتي عندي نديم وجدته
تحدث بانفعال نعم ... يعنى ايه عندك وازاى مش تبلغيني بحاجه زي دي فى ايه يا فيروز انتي مالكيش اهل ولا ايه لا وكمان مش عايزه أكون موجود معاكي ليه بقى ان شاء الله
عامر عشان خاطري أنا متوتره اصلا ومش حمل زعيق وخناق ارجوك استنى لم هم يمشو وبعدين نتكلم بهدوء تمام
زفر بضيق ليغلق الخط دون ان يتفوه بكلمه ظل بسيارته ينظر لمدخل البنايه ينتظر مغادرتهم ..
عادت تجلس معهم وهي تشعر بالتوتر تخشى ان يتهور عامر ويفسد كل شيء الى ان انتهت المقابله وودعتها الجده بعناق قوي واخبرها نديم بانه سوف يهاتف والدها ويخبره بسفرهم خلال يومان ..
عادت نتنفس الصعداء بعد مغادرتهم وظلت بالقرب من الباب تنتظر قدوم عامر فهى تعلم بانه لم يرحل قبل ان يلتقى بها ...
دلف كالاعصار وهو ينظر لها پغضب
كنت عارف انك هتضيعي نفسك بتهورك وأنا مش هسمحلك بكده وعشان كده طلبت اجازه يومين عشان انزل الحقك قبل ما تتصرفي اى تصرف ټندمي عليه بعدين واللى كنت خاېف منه حصل
اغلقت الباب خلفه بهدوء ثم جذبته من يده ليدلف لداخل المنزل طيب ممكن تهدى عشان نعرف نتكلم
زفر بضيق وهو ينظر لها ها وبعدين
ابتلعت ريقها بتوتر اقعد الاول ومن غير انفعال يا عامر من فضلك
جلس وهو يشبك ساعديه امام صدره اتنيلت وقعدت اتفضلي اتكلمي
جلست جانبه ونظرت له بحزن ماعنديش حاجه اقولها غير اللى تعرفه اتفقنا على الجواز على طول يعني كام يوم وابقى مراته
جحظت عيناه پصدمه نعم انتي فى واعيك انتي عايزه تجنيني يا بت انتي
الله امال هفضل عايشه لوحدي وكل واحد عايش حياته وانت اكتر واحد حاسس وعارف أن الوحده بتتعبني قد ايه ولازم تكون معايا وتساندي وتقدر ظروفي نديم هيكلم بابا وهسافر أنا وهو الكويت عشان بابا أكيد مش هيعرف ينزل وهو حابب أكون وسط عيلتي نديم بيحبني وعايز يفرحني ومش عاجبه افضل كده لوحدي
يابنتي يا حبيبتي مقدر كل الكلام ده بس عندك فرصه تفكري وتراجعي نفسك انتي لسه على البر أنا خاېف عليكي صدقيني انتي عارفه تبقى ايه بالنسبالي وماينفعش اسيبك تاذي نفسك بايدك واجبي اقف جنبك واحذرك مش اوفقك على جنانك ابدا وتعالي هنا قوليلى قولتي
نديم بيحبك انتي ايه بقى عاوز افهم..
تحدثت بتردد بحب حبه ليا واهتمامه بيه وخوفه عليه نديم من اول يوم استلمت شغلي فى شركته وأنا معجبه بيه وبشغله
وبجدتيه فى الشغل وان شخص اقل ما يقال عنه انه ممتاز فى كل حاجه أنا شيفاه قدوه لم الشخص ده يحبني لازم احبه
لا مش لازم عشان المشاعر مش بايدينا دي حاجه كده جوه القلب وهى اللى بتحركه لم انتي شيفاه حد مافيش زيه ليه اعجبتي باخوه وحبيتي نبيل لمجرد ان اتغزل بجمالك عشان يوصلك وبس ويعرف يحركك زى ماهو عايز كان عارف هو بيعمل ايه للأسف وانتي دلوقتي بتدفعي تمن ثقتك فيه دلوقتي عايزه تدمري نفسك عشان تثبتي لنبيل ان أي حد يتمناكي وان مرغوب فيكي وان هو رفضك لكن اخوه الاكبر منه والاحسن منه والاغني منه اللى ماسك كل حاجه فى ايده حبك انتي واختارك أنتي بس للأسف أكيد هو اصلا مش شايفك وفى الحاله دي يبقى بتظلمي نفسك وبتظلمي شخص تاني معاكي مالوش أي ذنب غير انه
حبك تقدري تقوليلى هتعرفي نديم باللى اخوه عمله ووهمك بالحب وبعدين سابك واختار اختك
تساقطت الدموع المتحجره اعلى وجنتها وهى تصرخ