قطرات الغيث بقلم فاطمة الالفي
امعاي بالمره اني دلوك رايح اشوف المحصول اللي هيتباع وهعاود طوالي سلامو عليكو
ضړبت كفها باخر قائله وهي تلوي ثغرها بضجر والله عال يا بت منصور سحرتلو اياك عشان يچف چصادي ويچول اريحها ومش اتعبها ماشي يا ود بطني أني هعرف أمشي مرتك علي العچين ماتلخبطوش وبكره تچول زاهيه چالت ..
_
هرول غيث بجواده الي حيث المزرعه الخاصه بالمحاصيل وعندما وصل الي هناك ترك جواده يذهب الي الاسطبل خاصته ودلف هو داخل الحقول ليتفاجئ بوالد زوجته يتكي بجوار احدي الاشجار اقترب منه بخطوات واسعه وعندما دنا منه وجده نائما .
ثني غيث ركبتيه وجلس امامه يمد يده يصافحه بود كيفك يا عمي
بخير يا ولدي نحمدو ونشكر فضلو
ثم استرسل حديثه قائلا كنت ناطرك يا ولدي
هتف بتسأل خير
ماتخذناش يا ولدي رايد اطمن علي بتي من يوم مااتچوزت وأني ماخبرش عنها حاچه واصل أني چلبي متوغوش عليها بردك
ربت علي كتفه بحنو تسلم وتعيش يا ولدي بس أني رايد تيچي دار ابوها نطمنو عليها كلهاتنا اتوحشناها يا ولدي اني خابر انها لساتها عروسه بچالها سبوعين بس دي حته من چلبي يا ولدي ومن يوم ما غابت عن عيني وأني ما بنامش رايدهم يكونو سعدا ومبسوطين بس نطمنو انكم بخير
هتف بقلق مش خير يا ولدي
خير يا عمي ما تچلچش كنت رايد شچن تغير چو وتشوف الدنيا
لاحت ابتسامته الهادئه ثم قال ومالو يا ولدي ربنا يسعدكم ههملك تشوف مصالحك واني كمان اشوف مصالحي وناطرك في الدار يا ولدي
غادر منصور المكان بخطواب متبطئه وظل غيث ينظر اليه الي ان اختفى عن انظاره تنهد بعمق ثم سار الي حيث عمله ليكمله بنشاط ويعود منزله مبكرا لكي يصطحب زوجته الي منزل اهلها قبل ان يتوجهون الي القاهره ..
قبل ان يذهب حمزه لعمله قرر ان يخبر والديه بأمر ارتباطه بالطبيبه التي سړقت لب قلبه منذ الوهله الاولي .
ابتسم عبدالرحمن بود ثم قال بخير ياولدي نحمد ربنا ونشكر فضله
ربنا يديك الصحه يا بوي
احضرت زاهيه صينيه الشاي واعطت كل منهما الكوب خاصته ارتشف حمزه القليل من كوبه ثم نظر لوالدته قائلا تسلم يدك يا ست الكل
تسلم وتعيش يا ولدي ثم اردفت قائلا اللي چولي يا ولدي مش ناوي تفرحنا ونچوزوك يا حبيبي ونفرحو بيك
هتفت بتسأل يعني ايه يا ولدي
يعني نويت والنيه لله اكمل نص ديني يا أماي
هتف عبدالرحمن قائلا حاطط عينك علي حد يا ولدي
أوما براسه ثم قال أيوه يا بوي دكتوره أهنيه في ميستشفي المدينه
ضيقت والدته حاجبيها بضيق ثم هتفت پغضب من وين الدكتوره دي من بلدنا اياك .
هتف حمزه بجديه لا مش من بلدنا من القاهره واستلمت شغلها اهنيه
قالت پغضب گمان مش من اهنيه ومهمله اهلها وبلدها وساكنه اهنيه عشان شغلها والله عال يا حضرة الظابط بتعشچ بت البندر اللي عايشه لحالها هي دي اللي هتصونك وتصون عرضك وشرفك اسمع يا ولدي انت تنسي خالص الحديت الماسخ دي كفايه اللي حوصل لخيك من بت البندر
قاطعها قائلا بثبات يا أماي اسمعيني زين الدكتوره دي بت ناس ومحترمه وعايشه اهنيه في سكن المغتربات واني سالت علي اهلها ومش كل الناس زي بعضيها بلاش تحكمي عليها من چبل ما تشوفيها هي غير خالص مرت غيث السابچه واني لا يمكن أهمل اهنيه اهنيه اهلي وناسي وشغلي ثم نظر الي والده واسترسل قائلا ماتحضرنا يا بوي
هتف عبدالرحمن بلطف قائل أنت اللي رايد تچوزها يا ولدي وچلبك أختارها وأني لا يمكن أغصبك دي چواز
نهضت من جانبه قائلا بحزم وأني مش مواچفه علي بت النبدر مالهم البنته اهنيه عشان تفكر تتچوز من بره بلدك وسلوهم غير سلونا وحياتهم غير حياتنا أسمع اما أچولك لو عملتها يا حمزه لا أنت ولدي ولا أعرفك مش عشان بچيت ظابط هتخرج عن طوعي لاع أني أمك وكلمتي تمشي عليك واللي بچوله يتنفذ لو عاوز تكسب رضاي
_ يا أماي اسمعيني
هتفت معترضه ولا كلمه زياده اللي عنده چولته
ثم غادرت المكان كالاعصار وهي تندب حظها في أولادها
اما عن حمزه فجلس باستسلام بجانب والده ربت عبدالرحمن علي كتفه ثم قال هملها دلوك يا ولدي تبات ڼار تصبح رماد ربنا هيحلها من عنده ما تشيلش هم
هتف بحزن ورايا شغل يا بوي لازم أوصل المركز
طبع قبله حانيه علي كف والده ثم قال دعواتك يا بوي
ربنا امعاك يا ولدي ويريح بالك چادر يا كريم
غادر حمزه المنزل وقلبه منفطر بسبب حديث والدته واصرارها علي هدم سعادته فهو حقا يعشق تلك الطبيبه ولا يريد ان يتخلي عنها سيظل يعافر من أجل اقناع والدته بها وقطع ذلك الوعد علي نفسه لن يستسلم بعد فمازال باول الطريق ولن يتراجع ..
الفصل الحادي عشر
اثناء غروب الشمس كان قد أنهي عمله امتطي جواده وركض الي منزله ووصل في غضون دقائق معدوده ترجل من اعلي جواده وسحب اللجام وسار به الي حيث الاسطبل وضعه به ثم التقط العشب اطعمه بيده ومسد علي ظهره بحنان وقال اتوحشتك يا أصيل بس ماتچلچش هم يومين مش هتاخر عليك سلام يا صاحبي
صهل الاصيل وكانه يودعه ابتسم له غيث بحب ثم ترك الاسطبل بخطوات واسعه دلف السرايا وجد والدته جالسه ببهو المنزل وعندما وجدها بتلك الحاله هرول اليها بقلق مالك يا أماي في حاچه حوصلت ابوي بخير
لطمت صدرها قائله بوك بخير بس أني اللي مش بخير
وضع يديه علي كتفها يحاول ان ينهضها معه فيكي ايه ابعت اجيب الحكيمه
صړخت بوجهه بعد عني هي فيره وجت فيكم
حوصل ايه يا اماي
ريحي چلبي اموال
فيره وجتلك الاول وخدت خيك گمان امعاك
هتف بقلق مالو حمزه حوصله ايه
عاوز يتچوز من البندر كيف ماعملت انت واكيد هيهملنا وهتاخده بت البندر منينا وأني بعد ما ربيت وكبرت رچاله تيچي بت مانعرفش اصلها ولا فصلها تاخدكم مني وتهملوني وتنسوني
هو دي اخرت تعبي وشچاي عليكم يا ولاد بطني أه يا حرچت چلبي أه
ات عبدالرحمن وربت علي ظهر غيث قائلا هملها لحالها دلوك يا ولدي انت وراك سفر روح شوف مصالحك امك هتچي زينه
هتفت بعويل أطلع انت التاني لمرتك خليك چنب السنيوره اللي زوچتهالك دلوك بتچف چصادي وبتحامي ليها ورايد تريحها اصل أمك وليه شړانيه ومابتريحهاش مش اكيده
دنا منها وقبل راسها بحنان مين يستچرا يچول اكيده أنتي مافيش زيك ولا في چلبك ولا حنيتك يا ست الناس كلهاتها
أضحك عليا بكلمتين عيله ازغيره أياك وهتضحك علي هملنا وروح لمرتك
تبادل النظرات بينه هو ووالده أوم له والده بالايجاب نهض غيث من جانب والدته وسار بخطوات مبتعده ولكن عيناه مازالت معلقه بوالدته ثم صعد الدرج وهو يزفر انفاسه بضيق وحدث نفسه قائلا يبچ حمزه خبرها أنو رايد يتچوز الدكتوره ربنا يستر من الچاي ..
ضحك باعلي طبقات صوته من فعلتها هذا اما عنها فعندما استمعت لصوت ضحكته فتحت عيناها بنعاس وازاحت الغطاء وطلت بعيناها البنيه من اسفله
عاد يكمل ضحكته الرنانه ثم جذب منها الغطاء وقال اكفايكي نوم عاد وصحصحي اكيده رايد أچولك علي خبر زين لاع خبرين
نظرت له باهتمام
هتف بصوته الرخيم قائلا الاول هنروح نزور أهلك
جحظت عيناها بعدم تصديق وهتفت بفرحه صوح
أومئ براسه ثم قال صوح ولسه لم تسمعي التاني گمان بعد لم نزور أهلك هنطلعو علي القاهره نتفسحو وأعمل كام موصلحه اكيده
علي حين غفلة وجدها ترمي بنفسها داخل احضانه كالقطه الصغيره احاطها بذراعيه ثم قبل خصلاتها وقال بحنان أهم حاچه عندي فرحتك دي وماتكنيش لسه واخده علي خاطرك مني
هزت راسها نافيه ثم ابتعدت عنه وعيناها تلمع من شده سعادتها ثم قالت الزعل علي چد المحبه بس خلاص دلوك مش زعلانه ولا أچدر ازعل منيك يا سيد الناس
ردد قائلا بدهشه سيد الناس مره واحده
اردفت قائله وسيدي وتاچ راسي گمان
تطلع اليها بحب كيف لتلك الصغيره ان تروض قلبه الذي كان يظن انه مازل ينبض لتلك الاخرى التي قلبت حياته استشعر مشاعر صادقه معها والان حقا يخبره قلبه بأنها أستحوذت علي لبه رغم صغر سنها نجحت في الايام البسيطه أن تمحي الاخرى وتبدل عشقه لكره وبغضاء فهو الان يكرهها بقدر ما أحبها والان عليه ان يعيش السعاده مع هذه الجنيه الصغيره التي أنارت عكمه قلبه أنارت العشق بداخله لا يريد الا سواها وسوف يفعل كل ما يرضي صغيرته ..
_
جلس حمزه داخل مكتبه بحزن داخله اعصارا من الڠضب شارد الذهن يفكر بمصيره القادم صدح رنين هاتفه أتنشله من شروده ولكن خيم الحزن وجهه ثانيا عندما وجدها محبوبته هي التي تهاتفه ماذا يجيبها وعن أي امر سيتحدث بعد ثوره والدته الغاضبه واصرارها علي انهاء تلك الزيجه قبل أن تبدء فقد وضعت النهايه وتريد ارغامه علي الموافقه علي نهايته وليس نهايه حبه الذي ينبت داخله عاد الرنين مرارا وتكرارا الي ان أنتهي تماما .
زفر انفاسه بضيق ثم همس داخله هرد عليكي وأقول أيه أهلي معارضين الجوازه وخصوصا انك مش من أهل البلد هتعمل ايه يا حمزه وكده هتخذل وجدان وماتردش عليها يمكن محتجالي دلوقتي لا انا هتصل عليها وبلاش تعرف اللي حصل ولسه هحاول مع أمي ومدام أبوي في صفي يبق تمام ..
حاول هو الاتصال بها وبعد لحظات اتاه صوتها الهامس وهي تخبره بانها في طريقها الي القاهره وسوف تحدث والديها عنه وتخبرهم عن حقيقه المشاعر التي جمعت بينهم منذ ان خطت بقدمها داخل البلده ثم اغلقت الهاتف بسبب انعدام الشبكه .
اغلق حمزه الهاتف وهو لا يشعر بأي شي لا يعلم ماذا يفعل يفرح بهذا الخبر ام يحزن تبلدت مشاعره وزفر انفاسه بضيق .
استمع لطرقات اعلي باب مكتبه اذن للطارق بالدخول
ليجد العسكري فضل امامه وهو يؤدي