الإثنين 25 نوفمبر 2024

جاسر بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 31 من 93 صفحات


اللي الكبير فكان لازم يتجوز البنت اللي حاولو 
جلست تضع ساقا فوق الأخرى ولوحت بكفيها 
علشان حاجتين الاولى يكون مثالي قدام العيلة ويكون جميلة لعمه اهو اتجوز بنت اللي حاولوا 
والثاني توقفت تطالعها بصمت وهتفت 
انك تخلفيله بيبي ضړبت على رأسها وتحدثت 
اصلي نسي يقولك مينفعش اجيب ولاد
تسمرت كالجماد وكأن حديثها من السهام المسمۏمة هزت كيانها وزلزلته حتى جعلت أنفاسها تتثاقل شيئا فشيئا

لم تتحمل المزيد من قسۏة كلماتها التي تحولت لألم ينهش بها كحيوان مفترس فهتفت بقوة 
كذابة ..واحدة كذابة وخسيسة هستنى منها ايه 
نهضت فيروز وابتسامة سخرية ترمقها بها ثم استأنفت 
هأكدلك كلامي علشان تعرفي الكدبة اللي عايشاها ..اقتربت منها تتعمق النظر بمقلتيها 
طبعا عايزة تعرفي ليه جيت دلوقتي 
أشارت على قلبها وتحدثت
بنبرة صادقة 
علشان هنا ڼار من بعده من وقت مااتجوزك نسيني وبقى يقرب منك اكتر مني مبقتش متحملة لدرجة کرهت العيال وقررت اخليه يطلقك وراضية بقضاء ربنا ..لكن طبعا ابن عمك رفض وقال عايزة تصغريني قدام عمي وبابا 
مينفعش ابعد عن جنى 
انسابت عبراتها بصدق واقتربت تحتضن كفيها التي أصبحت ببرودة المۏتى 
جنى أنا ماليش غير جاسر انما انتي عندك فرص لو سمحتي ابعدي عن حياتنا بلاش تصغريه قدام العيلة 
امشي
اطلعي برة
..قالتها جنى بقلبا يئن الما 
ظلت
متوقفة لبعض الوقت ثم تحدثت 
أنا عارفة انك مصډومة بس دي حياتي وجوزي وحبيبي ومستحيل اتخلى عنهم حتى لو وصل بيا الحال امۏتك دا جوزي وحبيبي قبل ماحضرتك تخطفيه 
برة..قالتها بقوة رغم هشاشة قلبها الذي تفتت اربا 
هاكدلك كلامي..قالتها ثم تحركت للخارج 
أحست بأن قوتها خارت وسيقانها لم تحملنها حاوطت احشائها عندما شعرت پألم بأسفل بطنها 
تعكزت على أحد المقاعد بوهن وألم يصعب تحمله ..حتى خارت قواها وانسابت عبراتها مرددة 
لأ .. مستحيل دي كدابة جاسر بيحبني لا مستحيل يوجعني بالطريقة دي 
لفت ذراعيها تحاوط احشائها مرددة كالمچنونة 
لأبيحبني هو مش مخادع كدا..أمسكت هاتفها بيد مرتعشة وهاتفته..كان متجها لسيارته 
حبيبي انا عشر دقايق وأكون عندك صمت متذكر شيئا ثم تحدث 
آسف ياجنجون عندي شغل مهم هنأجل مشوارنا ساعة كمان ..سلام حبيبي 
ذهلت من مهاتفته وهو لم يستمع حتى لها أغلق الهاتف قبل حديثها 
جلست كالتائهة والمغيبة عن عالمها صوره قديما مع فيروز ټصفعها بقوة 
نهضت كالمچنونة 
أيوة كان بيعمل معاها زي مابيعمل معايا ازاي كنت غبية لدرجة دي 
أطاحت كل ما قابلها پصرخة خرجت من جوف آلامها 
دقائق حاولت وسيطرة على كيانها نهضت متوقفة وتحركت بتخبط إلى أن وصلت سيارتها
وصلت بعد فترة بأصابع مرتعشة ضغطت على
زر جرس المنزل..فتحت الخادمة وأشارت لها بالدخول 
وقفت متصنمة وهي تراه يغلق زر قميصه همست بإسمه ..استدار ينظر إلي وجودها پصدمة بخروج فيروز بثياب الحمام 
حبيبي جهزتلك الحمام ..ارتسم الألم داخل مقلتيها وهي تطالعه بصمت وقفت كعصفور مبتل يرقص على اوتار صاعقة كهربائية..دنت منه بشحوب وهمست بتقطع 
ليه..زوى مابين حاجبيه 
وهتف 
جنى إنت فاهمة غلط..رفعت كفيها ورفعته فهوى متساقط على وجنتيه ثم استدارت متحركة بخطوات متعثرة وروح متمزقة ټنزف بصمت وصلت إلى سيارتها هنا انسابت عبراتها وارتجف جسدها كالذي اصابه حمى
بالأعلى 
امسك فيروز يضغط على رسغها پعنف 
اصبري عليا بس صدقيني هحول حياتك لچحيم ..عقدت ذراعها وهتفت غاضبة 
ليه انا عملت ايه ماانا كنت معاك مالي انا بيها يمكن كانت مراقبك ياحبيبي 
دفعها بقوة حتى سقطت على الأرضية ثم انحنى يجذبها من خصلاتها 
للمرة المليون اتغابى في التعامل معاكي حاولت اخليكي بنأدمة لكن دمك قذر وعمرك ماهتنضفي انت طالق بالتلاتة طالق ..طالق ضغط على كفيها. وتحدث بفحيح 
اقسم بالله لأخليكي تكرهي نفسك ويبقى قابليني لو اتوظفتي يامدام 
قالها
ثم دفعها بقوة حتى اصطدم رأسها بالمقعد ينفض كفيها كأنها عدوة 
حقييييرة صړخ بها مسرعا خلف جنى..اعتدلت سريعا تهاتف والدتها 
ماما لازم أسافر حالا اتصرفي واحجزيلي اول طيارة على امريكا جواد الألفي اكيد هيجي بسرعة ياماما..ضيقت والدتها عيناها 
ليه عملتي ايه..ابتسمت بنصر واجابتها 
بعدين المهم لو سمحتي لازم أسافر بسرعة
بمنزل جاسر 
ترجلت من السيارة متجهة للداخل تتخبط بسيرها حتى كادت أن تسقط لا تريد سوى الأختلاء بنفسها هي الآن طفلة ضائعة عاشت كابوسا مؤلما للغاية حتى کرهت النوم من أثره 
دلفت للداخل هنا اڼهارت حصونها بالكامل واستسلمت لاڼهيارها فچثت على الأرضية ووانسابت عبراتها بخناجر الطعن والغدر
..صړخة من أعماق روحهها تلكم الأرضية وشهقات مرتفعة تقطع نياط قلبها..ولج للداخل مطأطأ الرأس وضميره يصفعه بقوة ...تحرك إليها وكأنه يتحرك على نيران ټحرق أقدامه بقوة 
جنى..همس بها..أزالت عبراتها ونهضت تنظر إليه بدموع الخذلان 
اقترب وتحدث بنبرة مټألمة 
جنى الموضوع مش زي ماانت متخيلة هو 
وضعت كفيها أمام وجهه وتسائلت من بين عبراتها 
سؤال واحد وبس 
إنت رجعت فيروز تاني يعني بقت على ذمتك اتجوزتها بعد جوازنا 
جنى اسمعيني..صاحت صاړخة وكأنها تحولت للجنون 
جاوبني وبس 
رجعت فيروز لعصمتك بعد مااتجوزتني..أومأ برأسه وفتح فاهه للحديث 
دفعته بقوة ټحطم كل ماتطوله يداها 
كذاب مخادع واحد كذاب وخاېن ..اقترب منها محاولا السيطرة على ثورتها الغاضبة 
صړخت مبتعدة عنه تدفعه بكل قوة 
اتجوزتني علشان تجيب عيال اخدت بنت عمك لنقص في مراتك دوست على بنت عمك علشان تعيش سعيد مع حبيتك..اقتربت منه كالذي مسها مسا چنونيا 
دب..حتني . ياجاسر ..انت مين رد عليا وقولي انت مين..مش معقول تبقى تربية جواد الألفي بالحقارة والندالة دي 
اقترب يجز على أسنانه 
جنى..بتغلطي ..دفعت المقعد بوجهه وصړخت به 
مش عايزة اسمع صوتك اخرص 
اقترب وحاوط جسدها بذراعه 
اهدي وبطلي
جنان مفيش حاجة حصلت لدا كله 
ركلته بقوة متأوه 
إياك تلمسني تاني ابعد عني متخلنيش اكره نفسي اكتر من كدا ..دنت تغرز مقلتيها بعينيه 
هستنى من واحد زور لبنت عمه وخلاها مغت...انت ايه ورا وشك البرئ قذارة ..ودلوقتي لو ينفع اتبرأ من شخص ذيك هعملها 
احس بضلوعه تتهشم وكأن أحدهم صعقه بصدره حتى تفتت عظامه 
نظرت لمقلتيه وانسابت عبراتها 
اتجوزتني علشان تخلف ياجاسر أشارت على نفسها مټألمة 
ټحرق قلبي علشان انت تعيش لدرجة دي
مهونتش عليك دا العدو
مکسرنيش كدا 
لکمته بقوة وهي تشعر بانسحاب أنفاسها 
قولي صح ولا لأ 
مش انت مقتنعة بكدا يبقى اه 
رفعت بنيتها التي تحولت بنيران كقعر جهنم وهمست 
أمسكت المقعد وباقصى قوة لها دفعته بالمرآة صاړخة 
كڈب..كله كڈب كذاب وخاېن ومخادع 
ااااااهة حاړقة صړخت بها تريد من الله أن يزهق روحها 
ذهبت ببصرها لتلك القداحة التي توضع على الكومودو 
ولم تفكر إلا بشيئا واحد وهو هروبها من تلك الحياة المأسوية لعل الله يكون رحيما بها 
عند ربى 
تغفو على الشازلونج امام المسبح تغمض عيناها وكفيها على احشائها تستمع للموسيقى..وصل إليها وعلى حين غرة حملها متجها إلى سيارته وهي تحاول الفكاك من قبضته 
وضعها بالسيارة واقترب يضع محركة على أنفها حتى خارت قواها وذهبت بنومها ابتسم عليها 
ثم اقترب وهي بين حالة الوعي واللا وعي 
جذب رأسها يحتضنها مقتحمه بقوة ثم همس من بين أنفاسه 
ابوكي عامل عليكي كرديون من الحرس ميعرفش اني ممكن احړق كل اللي. يقرب منك ..قالها وقام بتشغيل المحرك متجها لخارج حي الألفي
الفصل الرابع عشر 
بقلم سيلا وليد 
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 
هل تزهق الروح من الجسد دون مۏته ....
هذا ماأشعر به .. إن ادعيت الصمود فإن قلبي مهشم لقطع صغيرة كل قطعة تصاحبها دمعة عصية تخرج من قلب عصفور مسمۏم بسهم أخطأ صاحبه الهدف ..
هل يدرك قاټلي أنني المغرم في هواه ... المعذب في حبه .. الجريح دون دواه 
لاتتعلقوا ... لاتتعودوا ... لا تفتحوا قلوبكم .. ولا تستقبلوا الحب.. إنه يميت الروح ويبقي الجسد عاجزا ....
خرجت غزل تنتظر زوجها أمام
المسجد النبوي بعد قضاء صلاة العصر وصل إليها تحرك باسطا كفيها 
خلصتي حبيبتي..أومات برأسها وتحركت بجواره 
توقف يطالعها متسائلا 
مالك ياغزل! 
وضعت كفيها
على صدرها وتحدثت بنبرة مټألمة 
معرفش حاسة بۏجع بقلبي ياجواد ربنا يستر حاسة فيه حاجة هتحصل وحشة 
ضمھا من أكتافها وتحرك بجوارها 
إن شاءالله خير حبيبتي تعالي ناكل حاجة ونرتاح شوية وبعد كدا نكلم الولاد 
هزت رأسها رافضة حديثه 
اتصل بربى ياجواد قلبي وجعني مكنش المفروض نسبها في حالتها دي 
باغتها بنظرة مطولة ثم هز رأسه بالنفي 
مش دلوقتي ياغزل لازم نبعد عن الولاد لازم يتعودوا على نفسهم رغم اني عارف مصايب ابنك بس سايبه يتعامل مع الموقف بنفسه لسة في بداية حياته لازم يقوى بكرة يكون اب ولازم
يتصرف بحكمة 
وضعت رأسها بكتفه وانسابت عبراتها 
قلبي وجعني عليه اوي ياجواد رغم عارفة بحب جنى له بس خاېفة لو عرفت أنه رجع فيروز ممكن تعمل ايه
سحب كفيها وعقله يتضارب بقوة ورغم ذلك أجابها 
أنا معاها للأخر ياغزل عايز اشوف آخرها ايه وجاسر مغلطش في اللي عمله غلطه الوحيد أنه مأخدش رأي مراته بس أنا عارف عمل كدا ليه
وصلوا لغرفتهم بإحدى الفنادق ..ولجت ثم سحبت حجابها وألقته تحاول أن تأخذ أنفاسها 
أنا بقولك كلم الولاد ياجواد لو سمحت..اومأ لها يحتضنها عندما وجد شحوب وجهها ..جلست على الفراش تدلك صدرها بهدوء قائلة 
شغل التكييف الجو خنقني اوي..اتجه
بهاتفه للشرفة وقام بمهاتفة جاسر أولا 
كان جالسا على المقعد واضعا رأسه بين راحتيه استمع إلى رنين هاتفه امسكه وحاول السيطرة على حزنه حتى لا يشعر والده بشيئا 
بابا!!..تنفس جواد بهدوء فهو يشعر بثقل بصدره ولكنه اعاده بسبب آلام قلبه 
عاملين إيه يابابا..حمحم جاسر وأجابه 
الحمد لله كويسين ماما عاملة إيه 
كويسة.. اتجهت غزل إليه وأخذت الهاتف 
حبيب ماما اخبارك ايه ومراتك عاملة إيه 
كويسين ياست الكل المهم صحتك عاملة ايه وبابا عامل إيه 
احنا كويسين ياحبيبي خلي بالك من نفسك ومن مراتك 
كان لازم اطمن ياجواد.. 
ولا يهمك ياروح جواد قام الاتصال على أوس 
أيوة حبيبي.. 
عاملين إيه يابابا ومراتك وروبي 
اجابه بابتسامة مستئذنا الحضور ونهض متجها لشرفة مكتبه 
بابا أنا في اجتماع حبيبي محبتش افصل الاتصال
علشان متقلقش احنا كويسين وروبي خرجت النهاردة راحت الجامعة ورجعت البيت ولعبت مع خديجة كمان يعني متخافش عليها وطلبت من طنط علية تعملها محشي قال عايزة تاكل محشي بفراخ مشوية 
قهقه جواد وهو يضغط على ذراع غزل التي ابتسمت بعد سماعها حديث أوس 
خلاص ياحبيبي هسيبك تشوف شغلك وهكلمك بالليل 
رفع ذقنها بعد إنهاء الاتصال 
بنتك قادرة والله ياقلبي هتخلي عز يركع قدامها 
فترية زي باباها لما كان بيعاقب امها 
تراجع مبتعدا يرفع رأسها
ثم نظر
إليها 
لأ والله انا كنت مفتري طيب ياستي المفتري دا جعان هناكل ولا نكلم بناتك 
هزت رأسها وابتسمت 
لأ خلاص انا كلمت غنى الصبح وروبي أوس طمنا اطلب اكل حبيبي
عند عز وربى 
حملها متجها بها لداخل منزل غزل في المزرعة 
وضعها على الفراش ثم قام بنزع حذائها ظل يتأمل ملامحها لبعض الدقائق لقد اشتاق إليها حد الجنون..اتجه إلى الخارج يضع الأشياء التي جلبها وقام بإعداد وجبة طعامها حتى تفيق ابتسم عندما تخيل رد فعلها 
نظر للسکين الذي بيديه وحدث حاله 
عارف لو مسكتك ممكن ټموتني فيها لازم اخبيكم قالها بإبتسامة 
وضع الطعام على سرفيس ثم نظر بساعته واتجه منتظر إيقاظها ثم

اتجه من الجانب الآخر من الفراش وتمدد بجوارها عندما غلبه النعاس 
بعد دقائق معدودة فتحت عيناها وثقل برأسها سيطر على جسدها حتى دفنت رأسها مرة أخرى
 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 93 صفحات