الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية لمن القرار للكاتبة سهام صادق

انت في الصفحة 47 من 191 صفحات

موقع أيام نيوز

يضحك.. رمقته بحنق فتنحنح وعاد لجديته 
عارفه يا ملك أنا
دلوقتي متأكد إنك بتحبي رسلان 
طالعته في صمت فهي لم تعد تعرف ما معنى الحب..هي بالفعل ضائعة في دوامة لا تعرف لها نهاية 
الإنسان مش بيوجع غير أكتر ناس بيحبهم
وابتعد عنها يزفر أنفاسه متنهدا
تعرفي أنا اكتشفت إني اتسرعت بجوازي من جيهان 
اڼصدمت من عبارتهفمنذ أيام كان غارق في العشق لا يرى سواها 
ساعات بنكون عايزين الشئ عشان نجربه مش أكتر.. نشوف هنلاقي إيه فيه...هل هنلاقي اللي يعجبني ويبسطنا ولا هيكون زيه زي غيره
صمت يسترد أنفاسه ثم عاد يطالع المكان حوله 
الحب غير كده يا ملك.. الحب إحساس غريب بيخلي قلبك مهما حس إنه شبعان فهو لسا جعان 
تاهت بنظراتها كانت ضائعة تسمعه وهي شارده 
ملك أنا مش هقدر اسيبك هناالمكان ميطمنش 
على فكرة يا استاذ الحارة هنا فيها رجاله وانا اه قدامك 
التف بجسده نحو ذلك الصوت لتقع عيناه على تلك الفتاة التي رأها صباحاتقدمت بسمة منهم تطالعه بترفع 
ملك وسط أهل حتتها يا باشا 
رمقها جسار مستنكرا يطالع هيئتها الغير مهندمة 
أنتي تعرفيها يا ملك 
انتبهت ملك على سؤاله بعدما كانت شارده بينهمنفضت عقلها تستجمع حالها 
ديه بسمة بنت عمي حسني 
قطب جسار حاجبيه يتذكر ذلك الرجل العجوز الذي كان يجلس معهم 
اهخلينا في المهممش هقدر اسيبك هنا 
أنت يا أستاذ مسمعتش أنا قولت إيه 
ضيق عينيه وقد تذكر وجودها الغير مرغوب فامتقع وجهه والتف نحوها يشير إليها بإصبعه 
ممكن تسكتي 
أرادت أن تتحدث ولكن صوت والدها وقد هتف باسمها للتو جعلها تغادر حانقه تتمتم بضيق 
إنسان عديم الذوق 
اتسعت عينين جسار ذهولا يرمق خطواتها وكاد أن يلفظ بعض العبارات الحانقة 
جسار زي ما أنت شوفت أنا فعلا عايشه وسط أهلي وحبيت المكان 
رضخ جسار في النهاية لرغبتها فهو يريدها أن تستعيد ذاتها كما أراد لحاله أن يفهم مشاعره نحوها فما جمعهم من قبل هو الإحتياج وهل ينبض القلب به طويلا 
أصر أن يعطيها مفتاح إحدى الشقق الراقيه التي يملكها بديلا لها عن ذلك المكان 
دلفت للصغيرين فوجدتهم كما تركتهم في غفوتهماقتربت منهما تقبل أقدامهم ومع مرور الوقت أصابها القلق فلما لم يعد رسلان لأخذهم
ونقطة واحده كان يدور فيها عقلها وللأسف قلبها هو من كان يتسأل 
هل أصابه شئ 
....
فتحت عينيها بعدما غادرت جنات الغرفة واغلقت الباب خلفها.. تقلبت فوق الفراش تقاوم ذلك الشعور الذي يخترقها.. تعالت أنفاسها وتسارعت دقات قلبها ورغما عنها كان قلبها يأخذها لعالم به سليم النجار 
استيقظت بفزع تلهث أنفاسها بثقل تضع بيدها فوق قلبها غير مصدقة إنها حلمت بهحلمت به وهي بين ذراعيهحلمت به في وضع
لا تعرف كيف أخذها قلبها وعقلها إليه.. أسرعت في إلتقاط كأس الماء الموضوع جوار فراشها ترتشف منه 
مش معقول أكون حلمت بيك كده.. 
عادت تلتقط أنفاسها تنظر حولها فالظلام كان يحاوط الغرفة 
أكيد أنا حلمت بي عشان اللي عمله معايا النهاردة...سليم النجار راجل وحش وظالم اوعي تنسى ده يا فتون 
خاطبت حالها لعلها تعيد لقلبها ثباته ولكن القلب كأنه كان متعطش لذلك الحدث وتلك الكلمات التي اخبرتها بها جناتجنات التي لأول مره تمدح سليم النجار أمامها لكنها لو علمت إنه عرض عليها الزواج في البدايه مقابل خروجها لكان مديحها تحول لمقت و حقد 
وها هو حديث جنات يأبى تركها تلك الليله مهما فعلت 
بصراحه يا فتون لولا سليم النجار مكنتيش هتعرفي تخرجي منهاصحيح هو السبب في كل ده.. بس إن يكون موجود حد معاكي ياخد حقك.. شعور جميل 
جنات التي عرفتها طيلة الثلاث سنوات والنصف لم تكن حالمية في أي شئ يخص الرجالولكن اليوم شعرت بمشاعر جنات نحو الموقف 
اغمضت عينيها بقوة والمشاعر تزيد في إختراق فؤادها تهتف لحالها 
أوعى تنسى إنه هو السبب يا فتون.. اوعي تنسى اللي عمله فيكي زمان 
.
صړخة مقهورة بعدما اقتربت منه تتوسل إليه 
عملت كده عشان بحبك.. أنت عارف أنا بحبك اد إيه يا سليم 
تعالت صوت ضحكاته رغما عنه وهو يرمقها بتفحص 
بتحبيني...مش تقولي كدبه تانيه يا دينا ده أنتي لما عرفتي إني بعد الحاډثه ممكن متحركش تاني على رجلى وهكون عاجز روحتي اتجوزتي حامد اللي كان عدوك وجتيلي ارفعلك قضيه عشان تاخدي حقك وحق ابنك منه 
لا يا سليم أنا اتجوزت حامد بعد ما أنت رجعت لشهيرةإتجوزته عشان أكون قريبه منكسليم أنا مش قادرة أنسى الليله اللي كانت بينا 
شحبت ملامحها وهي ترى نظراته التي تحولت للۏحشية عندما ذكرته بتلك الليلة بعد ۏفاة جده ومغادرة فتون حياته.. جاءت إليه شقته أرادت أن تمنحه جسدها في لحظة ضعفه وحاجته وسليم القديم كان خير من يرحب بتلك الأمور حتى ينسى ضيقه وحزنهكانت ليلتها هي الفاصل من حياته وتلك القذارة التي يعيش داخلها ولكنه سرعان ما كان يتجنب وقوعه معها في الطريق الذي أراد نهايته 
دينا انا وانتي عارفين كويس محصلش حاجه بينا في الليله ديه كويس 
كان ممكن يحصل يا سليمبس انت اللي مدتنيش فرصه 
واقتربت تحاول أن تفرض سحرها الذي اجادته وتجيده على الكثير من الرجالذكرته بتفاصيل كانت الشهوة وحدها من تحركهامتقع وجهه نفورا وهو يسمعها مشمئزا من حاله ومنها
فتون خط أحمر يا دينا وانتي عارفة كويس ممكن اعمل إيه كويس 
التف بجسده كي يغادر بعدما لم

يعد يتمالك حاله بعدما ذكرته بنفسه القديمةرجل عابث يترك شهوته من تحركه 
وقعت عينيه على الصبي الصغير ذو التسعة أعوام ثم عاد ينظر إليها بإحتقار شديد وكأن الصغير يذكره بطفولته الغير سوية 
...
اندفع الحاج عبد الحميد داخل الشقة والڠضب يحتل معالم وجهه يطالع جنات التي وقفت مصډومة من هيئته وزيارته المفاجأة
فين فتونبنتي تدخل الحبس من غير ما اعرفأخص عليكي يا جنات يا بنتيهي ديه أمانتي ليكي 
تجمدت عينين جنات نحوه تبتلع لعابها بعدما جف حلقها فكيف علم بالأمر.. وقبل أن تبحث عن إجابة داخل عقلها كانت تأتيها الإجابه 
جيت مع واحد معرفه من البلد يخلص شوية أمور ليه هنا قولت اجي اطمن عليكم.. الاقي المنطقة كلها بتتكلم عن بنتي.. يا فضحتك يا عبدالحميد. هتروح فين تاني 
خرجت فتون من غرفتها بملامح منهكة وقد سقطت على مسمعها عبارات والدها الأخيرةتعلقت عينيه بها واقترب منها 
إحنا معدش لينا مكان هنا يا بنتيالبلد ديه مصايبها كتير وناسها قادرة 
والقرار كان يضعه الحاج عبدالحميد دون رجوع ولكن عينيه ظلت عالقة بها وقد استندت نحو الجدار تكتم صوت شهقاتها 
فاسرع إليها نادما على حديثه فيكفيها ما جانته قديما من جهله 
هتكملي تعليمك يابنتي البلد اللي جانبنا فيها جامعه ساعه بالقطر بينا بس عيشه في البلد ديه تاني لااكفايه المصاېب اللي جتلنا منها 
....
احتضنتها جنات تحاول تهدأتها مرارا دون جدوىشردت في فعلتهافقد دفعت الحاج عبدالحميد للذهاب لسليم النجار لشكره عما فعله مع فتون وتخليصها من تلك السړقة التي دبرت لها وكان سيضيع فيها مستقبلها جعلت دماء الواجب والأصول تضج في أوردته فقرر الذهاب إليه رغم ذلك الدين الذي في رقبته عندما كاد أن ينتهك عرض أبنته
يا ترى يا سليم بيه هتطلع فعلا بتحبها ولا مجرد كلام
همست بها جنات ومازالت
تحتضن فتون التي لم تكف عن البكاء
طب والمطعم واحلامي هنا يا جناتليه كل حاجة بتضيع
هتفت بها وابتعدت عنها تنظر إليها تستعجب صمتها ولكن جنات كانت ساهمة

عبأ رئتيه بالهواء ثم بصق خلفه بعدما غادر قسم الشرطةهندم قميصه
المتسخ يهتف متذمرا
أي مصېبة تحصل مافيش غير فتحي 
إستمع إلى اسمه فلتف بجسده يطالع الرجل الذي وقف يلتقط أنفاسه بعدما ركض خلفه لمسافه 
في حاجة يا أخ 
وبنبرة هادئة هتف الرجل وهو ينظر نحو البعيد 
الهانم مستنياك في عربيتها 
هانم!أنا معرفش هوانم 
لفظها فتحي مستنكرا يرفع شفته العلويه ويضيق عينيه 
الهانم عايزاك في مصلحة يا فتحي 
التمعت عينين فتحيفإذا كان الأمر يخص مصلحة لما لا يذهب ويرى اتبعه بعدما التف حوله قليلا يتأكد من عدم إتباع أحد له فتح الرجل له السيارة ليصعد داخلها
الراجل بتاعك قالي إنك عايزانى يا هانم 
قالها بنفاذ صبر فرفعت نظارتها عن عينيها تشم تلك الرائحة الكريهة
تعلقت عينين فتحي بها ينتظر سماعها دون أن يعبأ بنظراتها النافرة نحوه سردت عليه ما ارادته تحاول أن تتلاشى رائحته التي كتمت على أنفاسها...
أخرجت من حقيبتها المال وقد لمعت عينين فتحي بشدة 
ڤضيحة في حارتنا يا هانملمين
.
وقف سليم بسيارته بعدما وجد الحارس يشير إليه انزل زجاج سيارته يطالع الرجل الذي وقف خلف الحارس 
يا باشا الراجل ده مستنيك من الضهرمهما قولتله مش راضي يمشي يا بيه
أشار إليه سليم بالأبتعاد قليلا حتى يري ملامح الرجلقطب حاجبيه يحاول أن يتذكر هل رأه من قبل أم لا
ولكن الجواب ها هو يعلمه عندما خرج صوت الحاج عبدالحميد يعرفه بحاله 
اتفضل يا ياحاج نورت
رحب به سليم فور ان فتحت له الخادمة المنزل ودلف هو والحاج عبدالحميد الذي وقف للحظات يطالع المكان بأعين مذهوله يلوم حاله إنه منذ ساعات حداسته كرجل جعلته يفترض أن هذا الرجل يحب إبنته
تشرب إيه يا حاج
فاق الحاج عبدالحميد من شروده يطالع ما حوله بتوتر
ملهوش لزوم يا بنيأنا جاي أشكرك
انصرفت الخادمة بعدما أمرها سليم بإحضار كوبان من الشاي
اتفضل اقعد يا حاج عبدالحميد
جلس الحاج عبدالحميد بجلبابه البسيط يستشعر بالغربه في المكان.. يحادث حاله
لازم اخدك من هنا يا بنتي..مصيرك مش هيكون غير إنك تنداسي تحت الرجلينكفاية اللي حصلك زمان
أنا عارف يا حاج إن ليك حق عندي زمانوأنا مستعد انفذ اللي تطلبه
تمتم بها سليم فطالعه الحاج عبدالحميد بغرابة ولكن سرعان ما أدرك مقصده
حق بنتي عند ربنا يا بيه 
اقترب منه سليم وجاوره في جلسته 
وأنا عايز ارتاح يا حاج من الذنبأنا عندي بنت متمناش إن هيحصل فيها كده في يوم من الأيام 
بهتت ملامح الحاج عبدالحميد ينظر إليه مستفهما 
أنت متجوز يا بيه 
التقطت عينين سليم الخادمة وهي تقترب منهما بأكواب الشاي.. نهض يأخذ منها الصنية فطالعته الخادمة ولكن إشارة من عينيه جعلتها تنصرف صامته 
اتفضل يا حاج الشاي
التقط الحاج عبدالحميد الشاي بتوتر ينتظر منه إجابته 
ايوة يا حاج أنا كنت متجوز
وصمت قليلا يرتب حديثه لعلا تلك المرة ينال مبتغاه 
أنا راجل دوغري يا حاج وعشان كده بطلب منك النهارده أيد فتون.. رغم إني المفروض أجيلك بيتك الأوللكن وجودك النهاردة سرع الخطوة وكل اللي أنت عايزه هيحصل 
اتسعت عينين الحاج عبدالحميد وقد رفع
46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 191 صفحات