الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية لمن القرار للكاتبة سهام صادق

انت في الصفحة 45 من 191 صفحات

موقع أيام نيوز

بيه واقف بعربيته قدام المطعم يا هانم 
تحجرت عينيها وهي تنظر إليهما بعدما التقطت اذنيها أحاديث الموظفين عن عودت رئيسهم وعروسه وكيف تبدو السعادة على وجهه 
مش تقوليلنا مبروك يا ملك 
هتفت بها جيهان
التي نهضت عن سطح المكتب بعدما كانت تجلس أمام جسار تداعب ازرار قميصه بأناملها 
جسار أنت اتجوزت 
تنحنح جسار حرجا ونهض عن مقعده دون أن يجعل عيناه تلتقي بعينيها 
سألت عنك أول ما وصلت قالولي إنك عند المحاميفي حاجه في الشركة ولا إيه 
كنت عايزة أنسحب من المجموعه يا جسار وابيع الأسهم 
تجمدت عينين جسار عليها يردد عبارتها 
تبيعي الأسهم 
أطرقت عينيها تخفي دموعها التي لا تعرف سببها 
ايوة يا جسارأنا هسيب اسكندريه وارجع القاهره هفتح مشروع هناك 
والصدمات كانت تتوالى عليه..انصرفت من أمامه وقد تحررت دموعها أخيرالقد ظنت أن الصور التي بعثتها إليها جيهان مجرد علاقة عبارة كي تكيدها ولكن الحقيقه قد اتضحت.. جسار تزوج جيهان وهي لا مكانه لها بعد اليوم 
تحركت بصعوبة نحو الخارج تحت نظرات البعضفهتف المحامي بها 
أنا جهزت الأوراق يا مدام ملكومن بكره نرفع القضيه هي قضية حضانتك للأولاد صعبه لكن
معدش ليها لازمه يا استاذ شوكت 
تركته مذهولا يقطب حاجبيه من هيئتها وحديثها .. وشئ واحد كانت تردده 
حتى جسار ضاع يا ملك 
...
تعلقت عينيها بتلك الفاتنة التي دلفت مطعمهافتحرك أحمس نحوها مرحبا يسألها عما تريد وقد ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه واسعه 
افندم يا هانم 
تلاشته المرأة واقتربت من فتون التي وقفت مبهورة من أناقتها وجمالها 
سمعت عن أكلك إنه يجنن
اجابتها فتون سريعا بعدما أزالت عنها مريول المطبخ 
اتفضلي يا فندممحتاجه إيه تجهيز لعيد ميلاد ولا أكل منزلي 
ابتسمت المرأة ومدت يدها نحو خصلاتها ترتبهما 
لا عيد ميلاد إيهأنا محتجاكي في حفله كبيره...
واردفت بعدما لم تجد إجابه 
قدها ولا أشوف غيرك 
لا ياهانم إحنا قدها طبعا 
لفظ أحمس عبارته سريعا وقد تعلقت عينيه نحو فتون يومئ لها برأسه بالموافقه
شكلنا كده هنتقفها يا فتون 
شعور اسحتوذ قلبها شعور خوف لا تعرف سببه ولكن الشعور قد تلاشي وهي تري المبلغ الذي قدمته المرأة كعربون لهم 
غادرت المرأة المطعم بعدما أدت مهمتها وقد تم الإتفاق على كل شئ.. صعدت سيارتها ورفعت هاتفها تنظر نحو واجهة المطعم تتمتم للطرف الأخر 
كل حاجه تمت يا هانم
الفصل الثلاثون
_ بقلم سهام صادق
تعلقت عينيه بعينين المحامي بعدما القى عليه عبارتهمرت ثواني وهو لا يستوعب ما سمعه.. فأمس كانت تطالبه بحصتها واليوم تتنازل له 
إتنزلتلي عن الأسهم
أماء له المحامي وهو يناوله أوراق التنازل
مدام ملك اتنزلت عن الخمسة في المية من الأسم اللي كتبتهم ليها السيدة فاطمة الله يرحمها
التقط منه جسار الأوراق ينظر إليهما.. الصدمه مازالت مرتسمة فوق ملامحهيتسأل داخله لما فعلت هذا ولما أرادت الرحيل عنه
انصرف المحامي بعد أن أنهى حديثه.. فتجمدت عينيه نحو الأوراق القابعة بين يديه.. التقط هاتفه حتى يهاتفها ولكن الإجابه التي كان يتلقاها أن الهاتف مغلق
لطم سطح مكتبه حانقا من تصرفها
غبيه يا ملك.. هتفضلي طول عمرك غبيه
..
وقفت بأقدام متخشبة أمام البناية المتهالكة تنظر إلى تفاصيلها بأعين زائغة.. أصوات الضجيج تعلو حولها ولكنها كانت في عالم أخر.. عالم تتخيل فيه الماضي .
هيئتها جعلت المارة ينظرون إليها بترقب يتهامسون جوارها بصوت مسموع.. انتبهت على وقفتها أخيرا بعدما ابتلعت تلك الغصة التي استحكمت حلقها
لم تعبأ بتلك النظرات ولم تهتم بمطالعة شئ حولها.. صعدت الدرجات المتهالكة تتخيل حياة والدتها هناتتخيل حياة إمرأه لم تلقاها من قبل.. إمرأة هزمتها الطيبة والفقر 
مدام ناهد اتنازلتلك عن حقها في الورث.. أنتي الوريثة الوحيدة للسيد عبدالله .. بعد مۏت مها الله يرحمها.. لكن يا بنتي مدام ناهد نفسها تشوفك
تلك الرسالة التي تجاهلتها منذ عام ولكن أمس لم تعرف كيف تتجاهلها بعدما عاد المحامي يهاتفها مجددا
مدام ناهد نفسها تشوفك.. يمكن أخر طلب ليها يا بنتي 
وقفت أمام الشقتين في ذلك الطابق الذي تشققت جدرانه شقة كانت تعيش فيها والدتها قبل أن تتزوج جارها الطموح وشقة والدها الذي أعماه طموحه وحبه ليتزوج من أبنة العائلة الراقية
حكاية ماضي

لم يكشفه إلا الزمن لم يكشفه إلا صراع الحب على رجلا 
ورغما عنها كانت السخرية ترتسم فوق شفتيهرسلان هو هذا الرجل الذي سبب لهم كل تلك الفوضى. 
تيبث جسدها خوفا تستمع إلى تلك الصرخات من تلك الشقة المقابلة للشقة التي أعطاها المحامي مفتاحها 
اه يا بنتبقى بتردي عليا يا بت والله لأربيكي 
حرام عليك يا فتحيسيب أختك
أبعد يا راجل يا خرفان أنت 
أنفتح باب الشقة وخرجت فتاة تهرول منها تخفي وجهها بيديها وعندما علقت عينيها بها وقفت خلفها تتحامي بها من بطش شقيقها 
لا تعرف كيف ومتى حدث هذا وكيف أصبحت في المنتصف بينهم تحمي الفتاة بذراعيها والأخر يسبها بأبعش الألفاظ 
ابعد عنها يا راجل أنت بدل ما أبلغ عنك الشرطة
تراجع فتحي للخلف يرمقها بنظرة فاحصة
والأمورة فكراني هخاف من الشرطة لا يا حلوة ده أنا فتحي القطلا حكومة بتخوفني ولا.
وقبل أن يكمل باقي عبارته كان يصعد رجلا يهتف به
فتحي سيادة المعاون عايزك في القسم.. يلا قدامي
انفض الأمر بعدما انصرف فتحي بأدب وقد ظهر الخۏف في عينيه.. تعلقت عينين ملك بالسكان الذين هبطوا من شققهم ليطالعوا الوضع الذي اعتادوا عليه يهتفون بضجر 
ربنا يخلصنا من العماره الزباله ديه
هي مين الست الحلوة ديه يا ختي 
وتحت نظرات الفضول التي كانت تحاوطها كانت تسمع اسمها من تلك الفتاة صاحبة الوجه المكدوم 
أنتي ملك
.
تناولت كأس الماء ترتشف منه تنظر نحو أرجاء الشقة التي دلفت إليها للتو 
عبدالله ديما كان خيره علينا يا بنتي.. والايام القليله اللي قضاها هنا مكنش على لسانه غير سيرتك 
ودمعت عينين الرجل 
و امك الله يرحمها كانت طيبه.. الله يرحمك يا امل 
نسيت ذهولها وتخبطها والصدمة التي كانت فيها منذ قليل.. لتتعلق عينيها بذلك الرجل 
أنت تعرف ماما 
طالع إبنته بعدما مسحت وجهها من الډماء التي سببتها لها صڤعات شقيقها 
روحي يا بسمة هاتي ألبوم الصور القديم يا بنتي 
هرولت الفتاة للداخل وعادت تحمل ألبوم قديم تضمه إليها بفرحة قد أنستها مرارة حياتها وألامها 
فتحت بسمة الصور تشير نحو والدتها وصديقتها 
ماما ومامتك كانوا صحاب أويبابا ديما كان بيحكيلي عن ذكرياتهم وهما صغيرين
تعلقت عينين الرجل بها واغمض عينيه بحنين 
كنا ولاد حته واحدهكنا مع بعض على الحلوة والمرة 
فهتفت بسمة والتي يبدو عليها تعرف الكثير من الذكريات التي كان يقصها عليها والدها منذ الصغر 
أنتي اتولدتي على أيد ماما ..
أصلها كانت ممرضه 
و دمعت عينين بسمة تنظر نحو صورة والدتها
ماما ماټت وهي بتولدني 
وفي موطن الذكريات كانت الحكايات تفتح دفاترها 
علمت أدق التفاصيل عن حياة والدها عبدالله و والدتها أمل ابنه الحارة الطيبة 
عبدالله وهو بېموت مكنش بيردد غير اسمك واسم أمل.. روحه كانت متعلقه بيكم 
....
كل حاجة نضيفة متقلقيشأنا علطول بنضف الشقة.. لكن النور للأسف مقطوع بقاله فترة.. الشقه عليها نور ومياة 
هتفت بسمة بتلك العبارات وهي تقف أمامها في منتصف الشقة 
شكرا يا بسمة 
اقتربت منها بسمة ټحتضنها بقوة وتهتف ببساطة 
أنا فرحانه أوي إنك هتعيشي هنا وهيكون عندي صاحبة زيك.. هو أنتي ممكن تكوني صاحبتي يا ابله ملك 
وقبل أن تجيبها ملك.. كانت تبتعد عنها بخجل واطرقت عينيها 
معلش أنا بتعود على الناس بسرعه.. أنا أكيد مش هكون قد المقام 
لم تعطي ملك لحظة للرد واندفعت للخارج تغلق باب الشقة خلفها.. حدقت ملك ب باب الشقة الذي غلق للتو بعد رحيل بسمة فزفرت أنفاسها متنهده واقتربت من اقرب مقعد وتهاوت عليه بجسدها تزيل عن رأسها حجابها 
رفعت الصورة التي أخذتها من ألبوم الصور القديم .. تتأمل ملامح والدتها و والدها في صباهم وقد يضحكون ويرتشفون من أكواب الشربات وإمرأة عجوز تجلس جوارهم سعيده بعقد قرانهم ولم تكن تلك المرأة إلا جدتها من والدها 
ظلمتها وظلمتني يا باباأمي كانت ست بسيطه واحلامها بسيطه.. ليه حبيت ناهد بنت العيلة الكبيرة و سبتني طول عمري فكراها أمي وهي شيفاني بنت بتعطف عليها.. بنت لقيطة 
انسابت دموعها على خديها وضمت الصوره لقلبها تزفر أنفاسها بتنهيدة قوية 
غفت فوق المقعد دون شعورلتفتح عينيها على صوت تلك الطرقات الخافته.. المكان حولها كان مظلم فعلى يا يبدو أن الليل قد أتى وكما أخبرتها بسمة أن الشقة مقطوع عنها الكهرباء والماء 
تحركت بصعوبة وقد نفعها ذلك الضوء الخاڤت الذي أنار الردهة من النافذة التي تطل على الحارة 
افتحي يا ابله ملك أنا بسمةجيبالك العشا 
فتحت الباب بعدما اطمئنت وطالعت بسمة التي هتفت مذعورة 
أنتي قاعده على الضلمة.. يقطعني يا ابلة ملك نسيت أجيبلك شمع وكبريت 
ناولتها صنية الطعام واسرعت نحو شقتها تجلب لها الشمع.. عادت إليها ومازالت ملك واقفة في مكانها
دلفت بسمة الشقه أمامها تنير لها المكان 
بكرة نروح ندفع الإصالات المتأخرةهكلم البت فاتن تاخدلي اجازة ساعتين من المصنع واروح معاكي 
وحدقت بوقفة ملك فشعرت بالخجل من ثرثرتهاوقبل أن تندفع للخارج كما فعلت هتفت بها ملك مبتسمة 
أنتي لطيفة اوي يا بسمةبس كفايه ابله ديه.. أنا مش كبيره اوي يعني.. انتي زي أختي 
توردت وجنتين بسمة خجلا من مدحها وسقطت دموعها 
أنتي جميله وطيبه أوي يا ابلة ملك 
تاني ابله ديه 
ضحكت ملك فضحكت هي الأخري.. طالعت بسمة أطباق الطعام البسيطة فعاد الخجل إليها 
أنا عارفه إن الأكل مش اد كده.. 
قاطعته ملك وهي تضع الطعام فوق الطاوله الصغيرة 
الأكل ما شاء الله جميل ويفتح النفسأنا مكنتش فاكره أني جعانه أوي كده غير
لما شوفت الأكل 
انبسطت ملامح بسمة بسعادة وهي ترى نظرات ملك إليها وإلى الطعام 
هروح اعملك كوباية شاي لحد ما تخلصي أكل 
لا يا بسمه تعالي كلي معايا واحكيلي عن
وابتعلت غصتها وقد انطفأت ملامحها.. فاسرعت بسمه نحوها 
كان بيحبك أوي..كان نفسه يعيش عشان يعوضك..
دمعت عينين ملك فاحتوت بسمه كفيها بطيبة 
قالي إنك طيبه وحنينه اويقالي هتكوني محظوظة لو قبلتيها واتعرفتي عليها 
واردفت وقد دمعت عينيها هي الأخرى 
عمي عبدالله كان ديما بيجي يزورنا ويساعد بابا.. من ساعة الحاډثه وأيده اتقطعت قعد في البيت ومحدش بقى راضي يشغله..و بعد مۏت عمي عبدالله حياتنا اتدهورت ومعرفتش ادخل الجامعه
وابتلعت غصتها وهي تتذكر طيبة ذلك الرجل
كان وعدني إني هكمل تعليميبس منه لله فتحي مخلنيش أكمل بعد الثانوية وخلاني أنزل اشتغل عشان اصرف على البيت وعلى الكيف
44  45  46 

انت في الصفحة 45 من 191 صفحات