رواية لمن القرار للكاتبة سهام صادق
ان العالم كله وردي يملئه أبطال الحكايات
تعلقت عيناها بالمال الذي أخذه منه حسن متظاهرا بالاستحياء
خيرك سابق ياسليم بيه يكفي مجيك لينا والله.. ده انا قولت لفتون سليم بيه حقاني وعمره مايرضي بالظلم
شعر سليم بالخجل من نفسه ورغم مابه من خصال ليست حميدة إلا أنه لا يحب الظلم
خد ياحسن الفلوس واعتبرها اعتذار مني على اللي حصل
ودار بعينيه ينظر للأرجاء حوله
لو فتون حابه ترجع شغلها تقدر تيجي من بكره
كانت تقف تترصد خطواته وحركاته من ثقب الباب..
ابتعدت عن الباب پذعر بعدما غادر الشقه وصوت حسن يعلو خلفه بالمديح فيه الي ان غلق الباب وطالع المال بسعاده
اعملي حسابك بكره هترجعي شغلك عند البيه
وغادر بعدها المنزل يخرج المال بجشع ويمني نفسه بسهرة ترفع من مزاجه
بقى يجي من وراكي فلوس يافتون
....
تلاشت ابتسامتها وهي تستمع لحديث والدتها وشقيقتها.. منذ دقائق كان يحادثها ويخبرها ان لديه عمل بالمشفى ولن يستطيع القدوم معها هي وميادة للسينما.. وهاهي والدتها تختار مع مها ملابسها حتى تذهب لمنزل خالتها
الفستان جميل ياحببتي.. يلا حطي مكياجك عشان تلحقي رسلان خالتك قالتلي انه موجود ومعندهوش عمليات ولا عيادة النهارده
ملك انتي نازله ياحببتي
اماءت ملك برأسها تطالع شقيقتها وهي تتجمل أمام المرآة
خارجه انا وميادةمها ممكن توصليني في طريقك
هتفت ناهد متعللة وهي لا تحيد عيناها عن مها
وقد كانت مها على وشك ان تخبرها بأن تنتظرها
توصلك ايه ياملك ما انتي شايفه اختك مستعجلهاتصلي بميادة تعدي عليكي ياحببتي
خرجت من الغرفة تخفي دموعها فأمس كانت تطير معه فوق السحاب واليوم تسقط أرضا.. وسؤال واحد كان يدور بخلدها لما حياتها في الحب تعيسه هكذا
هبطت من سيارة الآجرة فوجدت ميادة تنتظرها أمام السينما .. لاحت لها ميادة بيدها وأسرعت بأرسال رساله لشقيقها قبل أن تقترب منها ملك
طالع رسلان الرسالة بأبتسامة واسعة متذكرا صوتها الحزين بعدما رفض دعوتها بلباقةاقترب من مرآته يهندم قميصه وينثر عطره.. اتسعت ابتسامته شيئا فشئ وهو يرسم في خياله كيف ستكون صډمتها بوجوده ولكن سرعان ماتلاشت بسمته وهو يرى مها تقف في الردهة الفسيحة للفيلا ووالدته تستقبلها بعدما انصرفت الخادمة
حببتي ايه الجمال ده كله كل يوم بتزيدي حلاوة يامها
اطرب الحديث مها وانحنت تعانق خالتها التي اجادت رسم اللقاء وكأنها لا تعلم بمجيئها
رسلان انت خارج
تعلقت عيني كاميليا به هي الأخرى
انت مش قولتلي انك مش خارج النهارده ياحبيبي وهتقعد معايا
اصرف عيناه عن مها وقد صدقت حداسة شقيقته عندما أخبرته ان خالته تؤثر على والدتهم بخطة زيجته من مها
معلش ياست الكل تتعوض.. مضطر امشي صديق ليا عزيز محتاجني
ولم يترك لوالدته فرصة لاستفسارها وأسرع في خطاه للخارج دون قول المزيد
اسرعت مها خلفه تتبعه
رسلان
اغمض عيناه زافرا أنفاسه بقوة ينفض شعوره نحوها
خير يامها
انت لسا زعلان مني على اللي حصل.. انا بعمل اللي حساه ديما يارسلان وانا
والتقطت كفه على حين غرة تضعه فوق قلبها تنظر اليه بهيام
رسلان انا
وقبل ان تنطقها كان يسحب كفه عنها ينفض عقله من ذهوله
مها انتي عندي زي ميادة..زي ميادة يامها
...
اندمجت بكل مشاعرها مع تراديجية الفيلم.. والتمعت عيناها بتأثر ترثي حالها مع كل مشهد يبعثر مشاعرها.. شعرت بحاجتها لتناول المقرمشات التي وضعتها هي وميادة بينهما.. مدت يدها نحو غرضها فسرت الرعشة في اوصالها انها رائحته التي تعبئ روحها وحواسها كلما التقته
ليه الفيلم اللي كله مآسي ده ياملك
تعلقت عيناها به لا تستعب وجوده تبحث عن ميادة حولهمحدقت بميادة التي جلست في الجهة الأخرى تنظر
لهم بغمزة عين فأتسعت عيناها ذهولا تتسأل
انت هنا من امتى
اتسعت ابتسامته يتشرب من تفاصيلها وخلجاتها
من ساعه ما خان حبيبته
والصدمه كانت من نصيبها.. انه يجاورها منذ خمسة عشر دقيقة وهي كانت غارقة في عالمها
بقى اسيبلك اختيار الفيلم تصدميني من اختيارك
انت اللي رفضت الدعوه
ابتسم وهو يرى عبوسها الذي زادها فتنة في عينيه
اظاهر ان في ناس بتزعل لما نقولها لاا.. ده انتي يامفتريه كل حاجه بقولك عليها تقولي لاء.. اصل عندي جمعيه عندي حصه مش فاضيه
حدقت به تقطب مابين حاجبيها تستمع له وهو يقلدها
يعني ده عقابك يارسلان
وليه منسمهاش اني كنت عاملك مفاجأة
طالت نظرتهم وكل منهم يعيش اللحظه بتفاصيلها..
اطرقت عيناها نحو كيس المقرمشات لتدرك حقيقة واحدة انها تنسى نفسها والزمن معه وهاهي يدها التي مازالت بالكيس تجاور يده
ازاحت يدها من الكيس ببطئ تهرب من عيناه وقد توردت وجنتاها بحمرة الخجل
مها
راحتلك يارسلان
مها عندي زي مياده ياملك.. وخلينا نتفرج على الفيلم الكارثي
واردف وهو يرمقها بعدما اشاحت عيناها بعيدا عنه
فكريني اني مسبش ليكي اي اختيار بعد كده
...
أنبعثت البهجة فوق ملامحها وهي سارحة في تفاصيل ما عاشته الليله.. دلفت للشقة وقد تلاشي كل شئ تسمع صړاخ والدها بوالدتها
أنتي السبب ياهانم علقتي بنتك برسلان واه في الاخر بنتك مڼهاره في اوضتها
اقتربت منهم بخطوات مثقلة بعدما كانت لا تشعر بخف ساقيها من شدة سعادتها.. ابتلعت ريقها تنظر إليهم
أنتي جيتي ياملك.. اتأخرتي كده ليه
هتفت بها ناهد هاربة من عراكها مع عبدالله الذي طالع ملك بنظرات تخبرها انه يعرف كل شيء
اخفضت عيناها عنه تداري خجلها منه.. فدوما كانت قريبه منه لا تخفي عنه شيئا
انصرف عبدالله نحو غرفته يحذر زوجتها للمره التي لا تحصى
بلاش تورطي بنتك ياناهد ف أحلامك
رمقته ناهد بأستياء تهمهم بإصرار بأن ما تريده سيحدث وعادت تسلط عيناها نحو ملك
ادخلي شوفي اختك واطمني عليها
ارادت ان تتحدث ولكن الحديث وقف على طرف شفتيها
انا ليا كلام مع كاميليا
وسلطت عيناها نحو غرفة مها
انا بنتي مليون حد يتمناها
انحدرت دمعتها ترى والدتها كيف التقطت هاتفها پغضب وتحادث خالتها عما بدر من رسلان الليله
سعادتها لم تلاحظها وۏجعها لم تلاحظه يوما وهي تقف تائهه.. والدتها تبتعد عنها يوما بعد يوم بحنانها انها تشتاق لحضنها وثرثرتهم التي كانت لا تنتهي ولكن كل شئ ضاع منذ تلك الحاډثة التي نجت منها مها بأعجوبة
...
دلفت للمبطخ بخطوات بطيئة وقد اشتد ۏجع ساقها.. وضعت أغراض التنظيف جانبا تقف مرتبكة تنظر نحو السيدة ألفت التي لم تحادثها اليوم إلا ببضعة كلمات مقتضبة
في حاجه تانيه اعملها يامدام ألفت
انشغلت ألفت في تقليب الطعام تهرب من
الحديث الذي يقف في حلقها.. إنها تريد الأعتذار منها ولكنها لا تقوى على فعله.. طبيعتها هكذا وهي تعلم بهذا ولكنها أخطأت بحقها
تركت معلقة التقليب والټفت إليها تخرج الكلمات دفعة واحده من بين شفتيها
انا اسفه يافتون على ظلمي ليكي.. المفروض كنت صدقتك.. كل حاجه كانت باينة انك مسرقتيش .. لكن انا وانتي كنا موضوعين في كفة الإتهام
ورمقت فتون التي وقفت تطالعها علي إستحياء
انا مبعرفش اعتذر ولا اذوق الكلام يافتون.. فاتمني تكوني سامحتني
اعملك قهوه زي ما علمتيني اعملها ولا اساعدك في الأكل
ابتسمت السيدة ألفت على جوابها البسيط فأقتربت منها تعانقها بدفئ
أنتي طيبه في زمن مينفعش فيه الطيبه يافتون
انقضت الساعات وكانت كشعلة من الطاقةحضن السيدة ألفت شفي اوجاعها ولم تعد تشعر بآلم الحړق فيبدو ان آلمها الحقيقي كان يستوطن قلبها
طالعتها السيدة ألفت بسعاده وهي تتذوق مذاق الفطائر التي صنعتها
طعمها يجنن يافتون.. بس معتقدش البيه هيحبها
تلاشت ابتسامتها الواسعه فتعلقت عيني السيدة ألفت بها
بس ميمنعش اننا نحطها قدامه وليه قرار الأختيار
ابتهجت ملامحها مجددا تطالع السيدة ألفت بنظرات ممتنة
انا مكترتش السمنه فيها زي ما قولتيلي
التقطت السيدة ألفت قطعة أخرى تلتهمها بتلذذ
المقادير بالمظبوط
وسعادتها اليوم كانت في حضڼ وكلمة وقلبها لم يكن يريد الا هما
سرحت بخيالها تتسأل هل ستعجب رب عملها الفطائر
مضت الساعه المتبقية على وصوله وكالمعتاد كانت تتبع أوامر السيدة ألفت وهي تحضر المائدة وتنظر نحو الأطباق برضى وخاصة ما اعدته له
خفق قلبها وهي ترى نظراته نحو طبق الفطائر خاصتها فرمقها بنظرة متعجبه متسائلا
ايه ده!
ارتبكت وهي تنظر اليه تخشي غضبه.. التقطت الطبق پخوف من أمامه تتراجع به
ديه فطاير محشية
واردفت بتعلثم تخفض عيناها نحو الفطائر
مدام ألفت قالتلي مش هتعجب البيه بس انا مسمعتش كلامها
اختلج قلبه بشعور لا يعرف ماهيته.. والرحمه التي نساها
مع الزمن كانت تدب في قلبه تخبره انه مازال حيا تخبره بأنه مازال ذلك المراهق الذي لا ينظر للناس بطبقية
انبسطت ملامحه وتلاشي جموده وبسط راحة كفه لها يلتقط منها الطبق برفق
هاتي يافتون شكله يفتح النفس.. لكن لو معدتي تعبت انتي هتكوني السبب
لا يابيه هتعجبك صدقني
رمقها سليم وهو يلتهم القطعة وقد ترك طعامه الصحي جانبا
فعلا طعمها حلو
واخرى وراء أخرى كان يلتهمها تحت نظراتها اللامعه مسح شفتيه أخيرا بعدما أنهى القطعه الثالثة ينظر للطبق ولها
تسلم ايدك يافتون
خفق قلبها وهي تتأمله انه بطل حكايتها المغوار والبطل يظل بطلا في الحكاية
الفصل التاسع
_ بقلم سهام صادق
وقفت تفرغ اطباق الطعام طبق يلي الأخر وهي هائمة في نظرته الحانيه اليها .. سرحت في عالم ليس لها ولكن القسۏة هي من جعلتها تهيم في عالم خلقه قلبها بأحلامه الصغيره.. رب عملها يأكل من فطائرها ويشكرها بلطف يالها من سعادة خاصها بها وحدها.. اتسعت عيناها شيئا فشئ وهي تشرد في الدقائق الماضية بأدق تفاصيلها ومرات ومرات كانت تعيد المقطع في عقلها وابتسامتها تزداد اتساعا
رغما عنها كاد الطبق يسقط منها ولكن سرعان ما تمالكت الأمر تنظر نحو السيدة ألفت المنشغلة في تدوين أغراض الأسبوع
ضمت الطبق لصدرها تطمئنه انه لم يسقط ولن توبخها السيدة ألفت ولن تضيع سعاده اليوم
مدام ألفت ممكن قهوتي
ازداد تشبثها بالطبق وهي تستمع لصوته وقد تعالت ضربات قلبها
نهضت السيدة ألفت من فوق مقعدها ترمق فتون وتنظر نحو خطواته متمتمه
حاضر ياسليم بيه
وسلطت عيناها نحو فتون التي مازالت واقفه كما تركتها منذ دقائق تنظف الأطباق التي لم تنتهي منها
فتون انا مش قولتلك اعملي قهوة سليم بيه ووديها ليه
رفرفت اهدابها عدة مرات تستعب ما تهتف به السيدة ألفت الي ان اتسعت حدقتيها صدمة من تناسيها الأمرألتفت