رواية ست البنات بقلم نهي مجدي كاملة
ابن عم داليا وانتى عارفه مين هيا داليا
اعوذ بالله دا اكيد تعبان زيها
الله اعلم علشان منظلموش
طيب انا مش هتدخل فى الموضوع علشان ميعرفش
انى من طرفك وهخلى سمر تكلمه وتعرف منه القصه كلها
تمام وبلغينى بكل جديد
اغلقت الهاتف مع همسه وانا اعلم جيدا ان سمر ستعلم منه كل شئ فلديها قدره على استخراج المعلمات من الاخرين تفوق اجهزه كشف الكذب المخابراتيه بالإضافه لتجاربها السيئه مع من حاولوا التقرب منها واكتشفت كذبهم جعلتها قادره على التفريق بين الكاذب والصادق بل وجعلهم يتعلقون بها بسهوله لترد لهم الصاع صاعين حملت تميم وذهبت للأعلى لأرى عمر فلدى الان معركتان لن انهزم فيهم ولن ادع مجالا للشك حتى ان اتخذت قرارى لن اعود فيه يوما ميراس الهادئه الطيبه اصبحت اكثر دهاء الأن وتستطيع أخذ حقها بحرفيه
صعدت لشقتى فوجدت عمر نائما بحثت عن هاتفه فوجدته بجواره حاولت فتحه فلم استطع فأنا اعلم جيدا ان عمر لن يتركه مفتوحا دون إنشاء رقم سرى له ولكن اذا كانت داليا بدهاء القطط فأنا أدهى منها بكثير ومن يوقد الڼار يتحمل حرقها أوقظته بهدوء وطلبت منه فتح هاتفه لأحادث أمى فهاتفى مغلق وبالطبع نزعت بطاريته ليراه مغلقا إذا حاول فتحه فاستيقظ وفتح الهاتف امسكت بسماعات اذنى ووضعتها فى الهاتف وجلست اتحدث بجواره قليلا ثم نهضت متصنعه إعداد كوب من الشاى وعيناه تراقبانى فأمسكت الهاتف بسرعه ودخلت على الضبط وطلبت إعداد كلمه سر بديله وأدخلت كلمه السر خاصتى فأصبح الهاتف يفتح بكلمتى سر وليست واحده وتلك الخدعه تعلمتها من صفى ابن خالتى ومن المؤكد الا يعلم عمر شئ عنها فهوا ليس مطلعا على تلك الامور انهيت حديثى مع امى وانا جالسه بجوار عمر بعدما نفذت خطتى واعطيته الهاتف الان اصبح هاتفه بين يدى وسأعلم منه كل شئ وقتما أريد فلتصبح الخيوط كلها بين يدى لأعلم كل ما يحدث خلف ظهرى ولأضع حدا للجميع واعلم جيدا ان الايام المقبله ستكشف الكثير
سار يومى بشكل طبيعى لا جديد فيه لم إبدى اى تغيير فى تعاملى مع عمر ووفاء كنت ارى الترقب فى وجه وفاء والخۏف فى وجه عمر فكأنما اصبح يخشانى العالم فجأه عندما قررت ان اصبح أصلب وأقوى وبالفعل سمعت من قبل ان العالم يرضخ لقوانيننا نحن فعندما نقرر ان نصبح ضعفاء تتكالب الهموم فوق رؤوسنا وما إن قررنا
انا وعدتك من فتره انى اجيبلك الدليل اللى يثبت ان حسين مبيحبكيش وكمان يثبت ان داليا هيا اللى مسلطاه عليكى والقصه كلها من تأليفها وحبكتها
جزبتنى من يدى ودخلنا غرفتها واغلقت الباب خلفها وجلست امامى تتحدث بترقب شديد وأنفاس متقطعه
أخرجت هاتفى وأدرت مشغل الصوت وأسمعتها ما يحويه
انا بحبك ياسمر وعمرى ماحبيت غيرك ونفسى اتقدملك النهارده قبل بكره بس للاسف ظروفى دلوقتى مش سامحه
ظروف ايه يا حسين انا اعرف ان اللى يحب واحده بجد يتمنى يتجوزها
وانا والله اتمنى اتجوزك النهارده قبل بكره
وايه اللى مانعك
بنت عمى الله يسامحها
مالها بنت عمك
فيه شويه ظروف كدا مش هقدر اقولهالك هيا مخليانى مش قادر اتقدملك دلوقتى بسببها
يبقى انت مبتحبنيش لو بتحبنى بجد وواثق فيا كنت قولتلى
طيب انا هقولك بس اوعدينى محدش يعرف حاجه عن الموضوع دى فيها خړاب بيوت
عيب عليك يا حبيبى بقى انا هتمنالك الأذيه
بنت عمى اتطلقت من جوزها وعلشان ترجع له اتفقت معايا امثل على اخته انى بحبها علشان ترجعها لاخوها ولما ترجعها انفض لها
طيب مش حرام البنت اللى قلبها هيتكسر دى
ياشيخه كبرى دماغك دى بنت واقعه مخدتش فى ايدى يوم وكانت مقابلانى
ولو كنت طلبت منها نتجوز عرفى يمكن كانت وافقت مش زيك انتى يا حبيبتى بنت ناس ومش راضيه لحد دلوقتى تخلينى اشوفك ولا اسمع صوتك الا لما اتقدم لك
ماهو علشان انت ياحبيبى ابن ناس لازم تقع فى بنت ناس بردو
أهدى ياوفاء متعمليش فى نفسك كدا
تحدث بصوت متقطع بين نحيب لا ينتهى
للدرجه دى هوا شايفنى رخيصه كدا
متقوليش كدا واوعى مره تانيه تقللى من نفسك علشان خاطر حد انتى زيك زى اى بنت بتحب بجد ويمكن بتحب لأول مره بتبقى مستعده تضحى بكل حاجه فى سبيل حبها لكن فيه راجل يفهم ويقدر وراجل قليل الاصل يشوفها بعين مبترحمش وانت اختارتى غلط
والله ياميراس انا ماعملت حاجه غلط انا وافقت اقابله واكلمه من ورا اخويا علشان قالى انه بيحبنى وعاوز يتجوزنى بس محتاج نعرف بعض اكتر ونقرب من بعض
وانتى صدقتيه ياوفاء ودى غلطتك اللى هتمنعك من الغلط مره تانيه ومتزعليش نفسك علشان اللى بتكلمه دى اكتر واحده پتكره الرجاله وهتطلع عليه كل اللى عمله فيكى واكتر كمان
انا مش عارفه اشكرك ازاى ياميراس
تشكرينى بأنك تقولى لعمر كل حاجه
نهضت من مقعدها تمسح دموعها وهيا تشيح بوجهها عنى
ايه ياوفاء مش دا اتفاقنا !
حطى نفسك مكانى يا ميراس ازاى هقدر اقول لاخويا انى كنت بكلم واحد من وراه وكمان بقابله من غير ما يعرف مش هعرف ارفع وشى فيه بعد كدا وهيفقد الثقه فيا
بس دا كان اتفاقنا وانتى وافقتى
لما فكرت لقيتنى مش هقدر سامحينى يا ميراس والله جميلك دا عمرى ما هنساه ابدا ولا هنسى وقفتك جمبى وانك رحمتينى من انتظار طويل من غير فايده وكمان رحميتنى انى اقع تحت ايد البنى ادمه اللى اسمها داليا دى
طيب يا وفاء بس على الاقل متعرفيش داليا
انك عرفتى حاجه وكلميها عادى جدا واسئليها على ابن عمها زى ماكنتى بتعملى واوعديها انك هترجعيها لعمر وبلغينى كل حاجه بتقولهالك
حاضر
نهضت لاخرج وانا افكر فى خيط اخر بعد ضياع فرصتى الاولى مع وفاء وحزنى الشديد على تلك الخطوه الفائته فنادتنى وفاء من خلفى
ميراس
الټفت لها وعلامات الحزن واضحه على وجهى
نعم يا وفاء
عمر بيحبك ومن حقك تدافعى عن بيتك وخلى بالك داليا مش سهله وسامحينى
ابتسمت لها ولم أعقب وانصرفت آخذه تميم وصعدت للأعلى ارسلت رساله لهمسه ان مهتنا
نجحت وعلى سمر الأنسحاب الان لترد له نفس مافعله مع وفاء صعدت للأعلى ووضعت تميم فى فراشه وذهبت لعمر الذى كان يغط فى نوم ثقيل نظرت له نظره هيام لا استطيع تخبئتها او انكارها فكم اعشق ذلك الرجل الذى يغمض عينيه وكأن شيئا لا يحدث مضت دقائق حتى شعر بوجودى وفتح عينيه ينظر لى بابتسامه بادلته ابتسامته وحثثته على النهوض وك ازحت يده بهدوء وابتسامه واتجهت ناحيه نافذتى الصغيره انظر منها على عالم غريب اكاد لا ادرت وجهى لمقابلته وتلاقت عينانا العاشقه فى لحظات صمت قطعه هوا بكلماته
انا بحبك اوى
وانا اكتر للأسف
وليه للأسف
لأن اللى بيحب أكتر هوا اللى بيتوجع أكتر
انا مقدرش اوجعك يا ميراس لو اتوجعتى اموت انا سعادتى مبتكملش الا بيكى
فيه ناس سعادتنا بتكمل بوجود اللى بتحبهم وناس تانيه مبتعرفش معنى السعاده فى غيابهم وانا من النوع التانى ىاعمر مفيش معنى لحياتى من غيرك مبعرفش اعيش وانت بعيد
انا عمرى ما هبعد عنك يا حبيبتى
اتمنى
طيب ايه رأيك نسافر انا وانتى بس ونقضى شهر عسل من جديد
بجد يا عمر
طبعا بجد انا هكلم واحد صاحبى يحجزلى فى اى مكان حلو نقضى فيه يومين
شعرت بسعاده عارمه حتى كدا اطير فرحا وطربا أتمنى لو تتوقف عقارب الساعات عن الدوارن لأهنأ بأطول وقت ممكن معه ولا يشوب شعادتنا شئ ولكنى اعلم جيدا ان الحياه لا تسير على وتيره واحده فكما تسعدنا تشقينا وعلينا ان نتحمل الاثنين معا فإذا أتت السعاده عشناها وإذا أتى الحزن قاومناه حتى استعدنا سعادتنا او سرقناها سرقا والكثير ممن حولنا أذا رؤوا سعادتنا اسكثروها علينا وتمنوا زوالها بل بذلوا جهدهم ليزيلوها بأنفسهم واعلم ان داليا بالرغم من الجيد الذى بداخلها الا ان مرضها بعقلها الذى لا يكف عن التفكير والتدبير تملك من الذكاء الكثير ولكنها تحوله دائما لدهاء كدهاء الثعالب و مكر الثعابين ولكنى على ثقه كبيره ان الامور ستصبح جيده يوما ما حتى وان طال انتظارها لم يتاونى عمر حتى أكد الحجز ولملمنا حاجياتنا وتركنا تميم مع جدته وانصرفنا لنجدد اوقاتنا السعيده التى كاد الغبار ان يمحوها ما إن وصلنا حتى وجدنا كل شئ بانتظارنا والمكان على قدر كبير من الجمال والهدوء فى إحدى القري السياحيه المطله على البحر الاحمر حجز لنا غرفه مقابله للبحر فكان هوائه المنعش يدخل من النافذه مع نسمات الليل البارده وكأنما يجلى قلوبنا من احزانها ويترك روحا من الهيام والانسجام جعلتنى انسى امر هاتف
عمر واكف عن البحث