الحسناء و الميكانيكي
عليها
ضحكت بخجل و اخفضت عينيه عنه و توارت عنه و تصنعت انشغالها بالزهور و لم تستطع الوقوف امامه هكذا فا قالت تحذره برقه هانزل
رفع يديه لاعلي و قال عابثآ هو انا جيت جمبك
وجهت رأسها الناحيه الاخري و
عضت علي شفتيها السفلي باضطراب من جوده في محيطها.
مسك يديها فجاءه و تحرك بها لمكان بالسطح لم تصل اليه من قبل تابعت عينيها يده و جانب وجهه الرجولي و ذلك الشعور بالتملك اتجاها يصل إليها بقوه و كأنها انثاه و تخصه وحده طريقته بالتعبير بالحديث او حتي بعينيه
في الحقيقة كان يعرف انها ستسعد بها و لكنه لم يتوقع ابدا ردة الفعل تلك و لم يتوقع ظهور تلك النظرة الطفوليه بعينيها و لم يتوقع ايضا انها ستنسي حتي ان تشكره.
ضحكت بخفوت و خجل متذكرا انها للان لم تشكره علي صنعه لها فقالت حسنا شكرا طبعا بس دي بتاعتي لوحدي صح
اومأ لها برأسه و هتف عشان كده عملتها في حته مداريه شويه
بامتنان واضح قالت له حسنا
فرحت بيها اوي تعبت نفسك يا علي
ارتسمت بسمه ناعمه و عينيها تلمع كالنجوم في ليله صافيه
هل هذا هو الشعور الذي شعرت به هدي لعمها الشعور الذي يجعلها تترك العالم لاجله ان تدخل حرب فقط لتفوز به في النهايه تشعر انها قريبه جدا من ذلك الشعور ان تترك العالم لاجله ان تحاربه هو لتصبح بجانبه عن رضا منه بعد ما يعرف سبب قدومها و حقيقتها.
اجابته برقه معاك يا علي
و كانها ليست مجرد كلمه علي كلاهما هي معني و تاكيد و قرار
ضمت حسنا شفتيها و قالت طنط قالتلي ما اتأخرش
عقد حاجبيه فجاءه و قال طنط مين
ضحكت بخفوت و اجابه
طنط مامتك يا علي
حك طرف انفه بأصبعه بتذكير وقال امي اه صح
ابتسم علي اثرها و عينيه مثبته فقد علي الباب متمتآ و ياليتها قد سمعت
انتي هديتي يا حسنا
جالسا علي مقعد الاداره با الشركه الام لشركات الحسيني يطرق بالقلم علي المكتب و عقله شارد في مكان آخر مكان ما تتواجد ابنته حسنا.
زفر احمد و استقام متجهآ للصور الموضوعه علي الحائط واحده تحوي صورة العائله قبل وفاه شقيقه و الاخري لصورة اخيه بمفرده نظر اليه بحنين ملئ عينيه سنوات و سنوات مرت يلوم نفسه يوم بعد يوم رغم انه كان الاصغر من اخيه بسنوات قليله الا ان صلاح كان بمثابة والده الثاني كان يملك من الحنان و العاطفه جعلته دائما يحكم قلبه معللا ان القلب دائم ما يري الحقائق.
كان عنده بصيره و حلم با الاقل منه لذلك حزن علي فراقه الجميع.
يعاتب نفسه احيانا لخنوعه لوالده بعد ۏفاة اخيه لاخذه للصغير رغم رفضه لقسوته و ظلمه لم يستطع الوقوف امامه ربما لصغر سنه او لصعوبة الفاجعة التي حلت عليه.
لا ينكر ابدا فرحته لعثوره علي ابن اخيه اخيرآ يشتاق لرؤيته و احتضانه لعله يشم ريح اخيه به لكن من ناحيه اخري ابنته لا يستطيع تجاهل ذلك القلق في كل مره يعرف انها ذاهبه لهناك حتي رغم رؤيته لسعادتها و حكاويها الطيبه عنهم