حكاية اسلام
تقف أمام غرفتها وتنظر اليهما بدهشة وتحاول جاهدا كتم ضحكاتها
وقامت بأخذ حقيبتها من أمامه والخروج وهى تهتف بكلمة
_ ساڤل !
تابعتها هالة بالخطى وراءها ليرتفع صوتها تدريجيا بالضحك الصاخب وهى تقول
_ ساڤل قالتها وهى تسرع لتقف أمام ياسمين وتقوم بالغمز لها التى كانت وجنتيها ملتهبة بالحمرة
_ أنت هنا من أمتى
_ لما قولتى أنت بتحب لبني هاهاهاها الحمد لله لحقت الموقف من البداية هههه
بس إيه !! طلعتى شقية صدمتيني
قالت ياسمين مقاطعة
_ لو علقتى على أي حاجة لانت صحبتي ولا أعرفك وهاروح أقول لنادر أنك بتحبيه
مضت ياسمين وهالة الى شقتهم التى فى حى الجامعة وقامت بإخراج حاجاتها وترتيبها داخل خزانتها الجديدة وبدأت تشعر بالضيق والندم من فعلتها فقالت فى نفسها بصوت ظاهر
_ يعني هو مش مفروض يفرح ويطلب منى نتجوز ! زى ماكان بيقول ولا هو غير رأيه أفف ياريتني ماعملت كدا
_ انا كمان أستنانيت يعبرك بحاجة هاها هتلاقيه مش مصدق ياعيني
تنصت الى كلامها بعيون جاحظة وتهتفت بها
_ هو أنا كدا على طول مفضوحة قدامك
_ هو يعني أنا حد غريب إحمدي ربنا أن محدش
شافك غيري
شردت ياسمين بتوتر وهى تتخيل إن رأها عمها أو أى شخص أخر كانت لټموت من الإحراج
كانت تجرى الأيام على قلبها بصعوبة إنتظرت أن يتحدث معها لكن لم تراه منذ تلك الواقعة
تذهب الى عمها متحججة بالإشتياق إليه ولا تراه فى المنزل بل لا يوجد لديه أثر
اصبحت حياتها عبارة عن الجامعة والمكوث فى غرفتها لا شئ جديد حتى إقترب موعد إمتحان الفصل الدراسي الأول لأول مرة تجد رامي يأتى الى الجامعة فى أخر يوم
إقترب منها بعض الطلاب يتساءلون عن حل مسألة معينة
فطلبت منهم أن يجلس بقربها ولأن ياسمين دائما ما كان الدكتور المعلم يطلب منها أن تقوم بتحضير بعض الدروس وتقوم بشرحها فى المحاضرة أمام زملائها كاختبار لها فلم تجد أى صعوبة فى حل المسألة تحت أنظار زميلها المتفوق الذي يجلس دائما بجانبها ويتابع الأسئلة الذكية والأجوبة التى تعطيها للمعيدين
_ إيه رأيك ياسمين نفتح سنتر ونعلم الدفعة اللى أصغر مننا أنا شايف أنك متفوقة جدا ولو تعاونا مع بعض هنعمل فريق جامد
كم شعرت بالحماس بهذا الكلام وخاصة انها تعشق كافة المواد الهندسية وتجد السعادة عند الإطلاع عليها فوافقته على كلامه فورا
وبالفعل كانت الدفعة الأصغر منها سنا تتهاتف على ياسمين وزميلها وأصبح لديهما عملا بدخل كبير
ولم تكتفى بذلك قامت بفتح قناة على التواصل الإجتماعى تقوم فيه بشرح المواد الخاصة بفرقتها
كل ذلك لأجل رامي حتى وإن كانت تتجنبه إلا أن بډخلها أنه صديقا عزيزا عليها تريد أن تقدم له يد المساعدة وإن كانت بطريقة غير مباشرة
تردد إسم ياسمين فى الجامعة بأنها الطالبة النبيه الجميلة التى تساعد الجميع بشرح المسائل الصعبة
وبقي الدكاترة المعلمين يطلبون منها أن تذهب وتعمل معهم فى مكتبهم الهندسي بسبب دخلوها الى القسم المدنى
الذي
كان يغلب فيه عدد الرجال عن النساء بكثير
توالت الايام فى المرور بتحقيق حلمها والتذوق منه
لكن هناك شئ كبيرا ناقصا فى حياتها فلا يمر يوما الا والحزن يملأ جوفها بسبب الإشتياق وقلبها يلح برؤيته
ومهما تذهب الى منزل عمها لا تراه
لا تملك رقمه الجوال وتخشي من الذهاب اليه والتحدث
معه والخجل يدور داخل عيناها يخبرها أنها لن تتمكن من النظر اليه
_ ياسمين أنا مش فاهم ايه اللى مش عاجبك فيا على طول تيجي تعدي فى مكتبي وتجبيلي سندوتشات واجى أقولك بحبك تهربي طب ايه السبب وحتى لما اروح لعمك يقولى لسة ياسمين مردتش عليا
_ أنت أخويا الكبير ياسيف اللى بيشجعني دايما وبيساعدني وبعدين ياعم أنت أى واحده تتمناك عندك بنات زي القمر فى الجامعة شوفلك واحدة فيهم ولا اقولك شوفت البنت الحلوة اللى هناك دي كل لما أجيلك ألقيها بتبصلك
_ لا لا وبعدين ياسمين أنت غيرهم كلهم
أنت زهرتي الحلوة
_ كدا هزعل ومعتش هجيلك تانى والله
_ خلاص خلينا إخوات ياستى على الأقل عشان أشوفك ويمكن تغيري رأيك فى يوم من الأيام
_ صحيح ياسيف رامي عمل إيه
_ مش هتصدقى نجح أخيرا بعد سقوط خمس سنين وبابا مش مصدق وعمله أحتفاليه كبيرة
_ انت بتتكلم بجد
أقبل سيف يتحدث عن رامي وعن تغيره الكامل وعدم ذهابه الى النوادي ورؤية الفتيات كما الماضي
حتى أصبح أباه يخشي أنه حدث شئ له
إبتسمت ياسمين وشعرت بالسعادة لأجله فكثيرا ماكانت تحمل همه وهم كره والده له لكن إطمئنت عندما