عشق العرب للكاتبة سعاد محمد
صديقة همس وتركتها تسير وحدهاسارت همس على جانب الطريقبدأت السماء تمطر فى البدايه كان شبه قطرات ندى الصباح او رذاذكانت تمشى مستمتعه بتلك النقاط على وجهها لكن فجأه إزداد هطول الأمطار وأصبحت غزيرة للغايهكما ان الماره بالطريق أصبحوا قلائل هنالك من يقفون أسفل البنايات إحتمائا من هذا المطروأخرون يتسارعون بالطرق حتى يذهبوا لمنازلهمإبتلت ملابس همس عليهاشاورت لأحد التاكسيات فى الطريقسرعان ما توقف لها
رد السائقوالله كنت رايح أجرچ التاكسىالجو كده شكله مينبأش بخيربس ممكن اوصلك لو المكان اللى رايحه له على طريقى
أملت له همس العنوان
تبسم قائلاإركبى يا أستاذه إنتى على سكتى اهو أسترزق بدل ما أروح ببلاش
تبسمت همس وصعدت الى السياره
تحدث لها السائق قائلاأيه اللى مخليكى طالعه فى الشتا ده
تحدث السائقخير
قال السائق هذا ومد يده بعلبة مناديل ورقيه قائلا
خدى نشفى وشك من المطر
ردت همس برفضشكرا ليك معايا فى شنطتى مناديلتسلم
عاد السائق علبة
المناديلبينما فتحت همس حقيبتها كى تخرج علبة مناديلتوقف السائق فجآه
إنتبهت همس لذالك وقالت بخضهفى أيه وقفت العربيه ليه
بعد قليل دخل التاكسى الى أحد الاماكن تبدوا مثل مخزن قديم نزل السائق من السياره فتح الباب الخلفى ومد يده لها قائلا وصلنا يا عروسه يلا إنزلى
أخرج أحدهم مبلغ مالى كبير وأعطاه للسائق قائلا
حدث الى ان بدأ يزول مفعول ذالك المخدر عن عقلها وبدأت تشعر بجسدها مره أخرى شعرت بآلم قاټل لها ليس جسديا فقط بل روحيا تحاملت على ذالك الآلم لا تعلم كيف ذهبت الى أحد المواقف العامه وركبت إحدى السيارات وعادت الى بلدتها منها الى منزل العراب
دخلت الى المنزل تشعر بتوعك جسدى بالكاد تستطيع السير ربما من سوء حظها أنها كل من بالمنزل منشغل بشئ صعدت الى شقة والداها منها الى غرفتها إرتمت بجسدها على الفراش كادت تصرخ لكن وضعت يديها على فمها تكتم شهقات بكائها المرير لا تعلم متى سحبها النوم إستيقظت على يد نهله التى أفاقتها قائله پتعنيف
بالفعل نشفت نهله شعر همس بمنشفه أخرىثم اعطتها الأدوية ولكن فى ذالك الوقت آتت إحدى الخادمات بالمنزل تطلب منها أن تنزل للانتهاء من بعض اعمال المنزلبالفعل تركت نهله همس لكن قبلها قالت لها
غيرى الروب ده والبسى الهدوم اللى عالسرير وخدى العلاج واشربى الليسونهنزل وهرجعلك تانى بسرعهامائت همس لها براسها
وضعت همس مجموعة الادويه بفمها وشربت بعض قطرات الماء من ثم إرتمت بجسدها لم تدرى بحالها الأ فى صباح اليوم التالى على إيقاظ هدى لهاكانت تحسنت قليلالكن أصبح لديها رهبه جديده عليهاأصبحت بعدها تميل للوحده والإنعزال وإبتعدت حتى عن أختيهاوحين كانتا تسألنها كانت تتحجج لهن أنها تريد أن تذاكر لقرب الإمتحاناتالى أن شكت بحالها أنها حاملوتأكدت بذالك الأختبار
هنا توقفت همس عن الحديثلدقائق
قطعت همس حديث الطبيبه وقالت بحدهلأ كانوا لابسين قناع على وشوشهمزى ايس كاب كده بس كان ملفوف حوالين رقابيهم يخفى وشهمحتى أصواتهم مقدرتش أفسرها
ردت الطبيبه بسؤال
طب والسواق تقدرى تعرفي عليه
ردت همسبرضوا لأ لانه كان زيهم كده لابس زى كوفيه مغطيه ملامح وشه كان الجو برد وقتها
قالت همس هذا ونهضت جالسه تشعر بمراره كآنها تعيش نفس الآلم مره أخرىتبكى بدموع تسيل تحفر مكانها لهب على وجنتيها مدت الطبيبه يدها
بعلبة محارم ورقيه
نظرت همس ليد الطبيبهتذكرت نفس فعلة ذالك الوغد سائق التاكسينهضت واقفه ترتجف
شعرت الطبيبه بذالك ونهضت هى الأخرى قائلهأنا بقول كفايه كلام لحد كده النهارده والجالسه الجايه نكمل
أمائت همس لها بموافقه
تبسمت الطبيبه قائلههكتبلك على علاج مهدى وده مالوش أى تآثير جانبىبالعكس هيحسسك براحه
أمائت همس رأسها بموافقهوأخذت من الطبيبه تلك الروشته وذهبت نحو باب الغرفه وفتحته وخرجت من الغرفه الى بهو العيادهتفاجئت بوجود كارم الذى نهض واقفا يبتسم حين رأى همس تخرج من الغرفه
بتلقائيه من همس رغم انها تخفى وجهها لكن تبسمت لا تعرف سبب لتلك الراحه التى شعرت بها حين رأت كارم بالعياده تبسمت حين أقتربت منه قائله
عرفت منين مكان العياده وأنى هنا
تبسم كارم يقولعندى الحاسه السادسه زى سلسبيل كده
تبسمت همس وقالتفعلا سلسبيل عندها الحاسه السادسه بس دى پتكره تقول على حاجه بتشوفها الحاجه الوحيده اللى قالت عليها لما بشرت جدتى برجوع قماح من اليونانبعد كده كانت بتشوف حاجات وتخاف تقول عليها لا تحصلبس لما كانت تحصل كنا بنحس أنها زى ما تكون كانت عارفه أنها هتحصل أو شافتها قبل كدهكانت بس بتذكر الحاجات الحلوهزى نجاحنا كده
تبسم كارم ومد يده يشير لهمس قائلاخلينا نمشى من العياده عازمك عالغدا فى الكافيه بتاعنا
بتاعنا تلك الكلمه نغزت قلب همسكارم قالها بتلقائيه دون قصد شئلكن دخلت لقلب
همس شعرت أن هناك شئ يجمعهماربما لن يكون هنالك غيرهحقا وافق كارم على طلب عمها له أن يتزوج من
همس ويتشارك معها الحياهلكن ربما وافق كارم وقتها إحتراما لطلب والدهوربما كانا زهوة أنه عرف ان همس مازالت تعيشلكن حتى إن وافق وتم ذالك الزواجكيف ستكون حياتهمهمس لديها رهاب أن يتقرب منها أحد اصبح لديها عدم ثقه بأى أحدمن الأفضل لهما أن يظل كل ما يجمع بينهم هو شراكتهما بهذا الكافيه
بأسفل بناية الطبيبه فتح كارم لهمس باب السيارهصعدتوتوجه هو الى المقودوقاد السياره
كان حديث جانبى عن أشياء عاديه الى أن وصلا الى الكافيه ودخلا أليه جلس الإثنان على إحدى الطاولات تعجبت همس من خلو المكانوقالت
فين الزباين من اولها كده هيطفشوا الكافيه ده كان قبل كده بيشغى زباين
ضحك كارم وقاللأ مټخافيش هو بس النهارده قولت للعمال من بعد الضهر يحطوا يافطه على باب الكافيه يقولواا للزباين إن الكافيه مقفول لشوية تصليحات
تعجبت همس وقالت غريبه مخدتش بالى من اليافطه وإحنا داخلين بس ليه عملت كده أكيد فى سبب
تبسم كارم وقال هقولك السبب بعد ما نتغدا سوا
بالفعل ما هى الا ثوانى
وضعت أمامها احدى الفتيات التى تعمل بالكافيه الطعام ثم توجهت الى داخل الكافيه
تعجبت همس قائله ملاحظه كمان إن البنات بس هما اللى فى الكافيه
تبسم كارم يقولعلشان تشيلى النقاب من على وشك يا همس
قال كارم هذا ونهض من مكانهوازال ذالك النقاب عن وجههاوقالبلاش مش عاوزك تخفى وشك عنى يا همس بتوحشنى بسمتك
إرتبكت همس وللحظه تشنج جسدها من قرب كارم لكن آتت إحدى الفتيات تضع لهما مياه تبسمت لهمس ثم غادرت
شعرت همس بنظرات كارم لها التى ليست أول مره ينظر لها بهذا الشكل تناولا الأثنان الطعام بهدوء وسط حديث بسيط الى ان إنتهيا من الطعام وأخذت النادلات بقايا الأطباق
نظر كارم لهمس وقال همس كان في طلب قبل كده أنا طلبته ولسه مأخدتش رأيك فيه
تعجبت همس قائله طلب أيه ده فكرني انا كان عندى فقدان ذاكره جزئى
غص قلب كارم لكن فضل عدم وجود أى شى ينغص عليه اليوم وقال
طلبت نتجوز وانتى مردتيش عليا بالقبول أو الرفض
إرتبكت همس حتى انها سعلت لكذا مره أعطاها كارم كوب المياه إحتست منه كثيرا
نظر لها كارم نظره يريد معرفة ردها
ردت همس بس مفتكرش أنك طلبت الطلب ده قبل كده ده كان طلب عمى علشان يوافق إننا نتشارك فى الكافيه
رد كارم بس انا وقتها قولت موافق وعمك يبقى والداى وهو بكده طلبك ليا قوليلى رأيك
تنهدت همس بدمعه وقالت بعد تفكير أنا بقول كفايه علينا شركة الكافيه يا كارم
سآم وجه كارم وقبل ان يتحدث نهضت همس قائله أنا حاسه بشوية صداع لازم أرجع للشقه بلاش تقفل الكافيه بقية اليوم يلا سلام
قالت همس وأعادت النقاب على وجهها ونهضت واقفه وكادت تسير
لكن كارم نهض سريعا وجذبها
من يدها
إرتعشت
همس وسحبت يدها وقالت پعنف وڠضب
إنت إتجننت إبعد عنى يا كارم
أزال كارم يده عن همس قائلا ليه بترفضى يا همس إننا نتجوز
ردت بدموع حاولت كبتها لكن خانتها وسالت من عينيها
أنا منفعش للجواز يا كارم انا الحيه المېته
قالت همس هذا ولم تنتظر رد كارم فرت سريعا كأنها بمارثون تود أن تلحق السبق
بينما كارم شعر پضياع لكن سرعان ما قال بتصميم
مش هيأس يا همس وهترجعى من تانى همس بنت عمى حبيبتى اللى ضحكتها كانت بتجلجل وتخلى قبلى يتنفض جوايا
بالعوده لمنزل العراب
بإجاده مثلت زهرت المړض والوهن وهى تدخل برفقة عطيات التى تسندها مثلت هى الآخرى الحزن الكاذب رأتهما قدريه إقتربت منهن قائله
خير يا عمه عطيات مالها زهرت
ردت عطيات بتمثيل الدموع
زهرت سجطت يا مرت أخوى بجالها كم يوم كانت عيانه ومغص جوى والصبح جالتلى تعالى معايا ياماما للدكتوره وروحنا لها بس كان فات الآوان ڼزفت وإحنا لسه يادوب طالعين فى العربيه وعلى ما وصلنا الدكتوره لما شافت
الڼزف كشفت عليهاوجالت لها ربنا يعوض عليكى من وجتها وهى مش مبطله بكى والدكتوره كانت جعدتنا شويه بالعياده على ما زهرت قدرت تصلب طولها مت تانى حتى كنا هنتصل على رباح بس زهرت مرضيتش خاڤت على رباح يعرف قبل ما ترجع للبيت ينخض عليها
تحدثت زهرت بدخوع خادعه أنا مش
قادره اقف على رجلى
إنتبهت عطيات قائله معليشى يا مرت أخوى خلينى آخد زهرت لشجتها
ردت قدريه آه معليشى ربنا يعوض عليكي يا زهرت إنتى لسه صبيه
ردت عطيات نفس اللى جولته لها بس تجولى إيه زعلانه جوى عشان رباح هيزعل إنها سجطت
ردت قدريه هى حاچه تزعل بس ده قدر ربنا عاد هنعترض إطلعوا لفوج عشان زهرت تستريح
بالفعل صعدن عطيات وزهرت اللتان مثلتا دورهن الكاذب بإجاده
دخلت زهرت الى الشقه وتركت عطيات التى تغلق خلفها الباب قائله
عمتى قدريه عامله زى محقق النيابه
ردت