السبت 23 نوفمبر 2024

رواية لمن القرار للكاتبة سهام صادق

انت في الصفحة 12 من 191 صفحات

موقع أيام نيوز

أنفاسه بقوه.. حدقت به ميادة بعدما انعطفت سيارة الأجرة نحو الطريق الاخر
متسمعش كلامها يارسلان واطلب ايدها من عمي عبدالله.. ملك هابله هتفضل سعادة مها على سعادتها.. ومها ولا خالتي عمرهم ماهيحسوا بيها
واردفت تمقت أفعال خالتها
انا مش عارفه خالتو بتفرق بينهم كده ليه.. مش معقول حاډثه مها عملتلها هوسما الحمدلله بقت كويسه ومافيش حاجه حصلتلها
مسح فوق وجهه المرهق يطالعها.. يتذكر الحقيقه التي عرفها منذ سنوات من والدته 
ملك مش بنت خالتك.. ملك بنت من الشارع خالتك وعمك عبدالله ربوها وعطفوا عليها 
لم يقتنع يومها بما تخبره به والدته.. فالجميع يعامل ملك بحب ولكن ما اكتشفه مع السنين انهم يعملوها بعطف وإحسان لا أكثر وهاهي الايام تريه.. والدته تسعي لابنة شقيقتها رغم اقتناعها التام بأن ملك فتاه يحلم بها الكثير وخالته تحبها ولكن ابنتها هي الأهم 
رسلان انت معايا 
تحرك بسيارته دون حديث وقد احترمت شقيقته صمته وصوتها الراجي مازال يتردد في أذنيه 
بلاش يارسلان اوعدني اننا هنستني شويه لحدولم تكن لديها كلمه أخرى تضيفها وماكان عليه إلا أنه احترم رغبتها لبعض الوقت لا أكثر
..
وضعت سماعه الهاتف مصډومة تنظر إلى مها الجالسه أمامها تنفخ اصابعها حتى يجف طلاء الأظافر 
مش معقول ملك تكدب عليا.. اومال سافرت مع مين 
رفعت مها عيناها وقد انتبهت أخيرا لهذيان والدتها 
مالها ملك ياماما 
تعلقت عين ناهد بها ومازالت الصدمه جالية فوق ملامحها
رئيسة الجمعيه اتصلت تبلغها انهم عندهم ندوة بكره الصبح 
مقولتيش ليها لي أن ملك مسافره يومين 
ما تفوقي يامها.. اختك المفروض طالعه الرحله ديه تبع الجمعيه 
تعالت شهقت مها تنظر لوالدتها متفاجأه 
ملك.. لا لا مصدقش ان ملك تكدب علينا 
ما انا
عشان كده هتجنن.. ملك عمرها ماكدبت 
ونهضت ناهد تدور حول نفسها تحادث حالها إلا أن استمعت لصوت الخادمه 
ست ملك حمدلله على السلامه.. البيت من غيرك مكنش ليه حس 
أندفعت ناهد صوبها ومها خلفها 
كنتي فين
ارتفعت وتيرة أنفاسها وسقطت حقيبتها أرضا كما تلاشت سعادتها وهي ترى نظرات والدتها ومها فشحب وجهها وهي تدرك ان كل شئ قد انكشف 
جذبتها ناهد من مرفقها نحو غرفتها تدفعها داخلها 
ردي عليا.. كنتي فين ومع مين.. بتكدبي علينا ياملك.. اه كذبتك انكشفت 
ياماما براحه بس خلينا نفهم منها
اقتربت مها منها تقف بينها وبين والدتهم
ملك.. رئيسة الجمعيه اتصلت تبلغك ان في ندوة بكره الصبح 
ابتلعت لعابها ودارت بعينيها بينهمفماذا ستخبرهم ومن اين سيكون الخلاص 
ابعدي يامها من قدامياختك العاقلة المحترمه شكلها بتوهمنا ومقضياها من ورانا.. ردي عليا كنتي مع مين وفين 
وقفت ساكنة الجسد تذرف دموعها فهزتها ناهد پقسوه وقد نهش القلق قلبها 
مين اللي كنتي معاه .. انطقي
الفصل العاشر
_ بقلم سهام صادق
كل شئ أمامها كان يغلفه الحسړة والآلم .. آلم تعرف انها وحدها من اختارت الطريق اليه لقد وهبتها الحياه فرصة طالما تمنتها وحلمت بها وهاهو الحبيب قد احبها وصار عاشق لها وبعد ان كان ليس لديها رفاهية الحلم به أصبح هو من يخبرها انها صارت في أحلامه تورق مضجعه
انطقي.. ردي عليا
يئست ناهد من صمتها وأصبحت ساقيها كالهلام فأنهارت فوق الفراش تلتقط أنفاسها تتمتم لحالها بعبارات كانت تصل لقلبها كنغز السکين 
والدتها تشك بها تظنها عاهرة ترافق الرجالوالسخريه كانت ترتسم فوق شفتيها فما الفرق انها كانت ترافقه تسرق من الزمن لحظات خدرت مبادئها من أجل عيشها معه 
صراع كانت تحياه وناهد تلتقط أنفاسها بصعوبه ومها جوارها تمسد فوق ذراعها تطمئنها 
اهدي ازاي يامها.. اهدي ازاي قوليلي 
وتعلقت عيناها بها.. والشك يزداد بقلبها 
أنتي شايفه منظرها عامل ازاي ولا حتى راضيه ترد عليا وتطمني 
ردي علينا ياملك كنتي فين.. يعني لو كنتي مع واحد قولي احنا كده هيكون عندنا حق نشك فيكي 
مها
صړخ بها عبدالله ينظر لابنته يزجرها 
ازاي تظني في اختك كده وتتكلمي معاها بالطريقه ديه.. وانتي ياناهد ازاي تشكي في بنتك وفي تربيتك 
وضغط على عبارته الاخيره ينظر اليها بمعنى قد فهمته
انت مش شايفها عامله ازاي.. ولا حتى راضيه ترد علينا...
واردفت تفسر له الامر الذي أخبرته به الخادمه حزنا على سيدتها الطيبه 
مديره الجمعيه اتصلت بيها.. والهانم كانت مفهمانا انها.. 
ولم تكد ناهد تكمل حديثها
وانتي تعرفي بنتك فكام جميعيه خيريهقوليلي بقيتي تعرفي ايه عنها 
اطرقت ناهد عيناها وانسحبت من أمامهم خشية من القادم .. تعلم انه محق ولكن ان نعلم شئ وان نفعله شيئا آخر 
انسحبت مها هي الأخرى بعدما وجدت ان وجودها لم يعد يهم 
رفعت ملك عيناها نحو والدها بخزي.. فهى تستحق كل ما حدث 
نكست رأسها تهرب من تلك النظره التي لم تتمنى يوما ان تراها في عينيه
....
تعلقت عيناها بخطواته انبهارا.. وابتسامتها تتسع شيئا فشئ لا تعرف لها سبب.. تناست بؤسها وبكائها ليله امس بل تناست كل عالمها الموحش.. ويالها من سعاده حظي بها قلبها اليوم وهو يهتف لها بتحية الصباح
صباح الخير 
تراجعت بضعة خطوات تخفض عيناها أرضا وكأنها أدركت للتو انها اطالت النظر اليه 
صباح الخير يابيه 
انتظرت ان ينتبه لشكل المائدة والطبق الجديد الذي اقترحته علي السيدة ألفت بأن يضيفوه في وجبة فطوره كنوع من التغير 
ولكنه كان مشغول في تصفح هاتفه وتناول طعامه بشوكته دون أن يحيد عيناه على شيئا اخر 
وعندما وجدته يرفع جسده حتى يلتقط احد الأطباق ويقربه منه.. بادرت هي بالأمر وألتقطت الطبق تضعه أمامه 
شكرا يافتونتقدري تروحي تشوفي شغلك 
اصابتها الخيبه فأماءت برأسها ولكن سرعان ما أشرقت ملامحها ثانية 
بعد نص ساعه هتيلي قهوتي على المكتب 
والنصف ساعه قد مرت وهاهي تقترب من غرفه مكتبه تنظر لفنجان القهوه بسعاده 
دلفت لغرفه المكتب تتقدم منه وعيناها عالقه بما يفعله انه يتحامل على يده حتى يدون بعض المعلومات المرسله اليه أسرعت في وضع القهوة أمامه تنظر إلى ما يفعله بتردد 
انا ممكن اساعدك ياسليم بيه 
رمقها لثواني يفكر في الأمر 
تمام 
ناولها القلم والملف الذي كان يدون به المعلومات ينظر الي ملامحها السعيده وكيف
تتراقص عيناها فرحا وتجول بعينيها بينه وبين القلم انهت مهمتها التي تشعرها بحلمها الضائع فتناول منها الملف بسعاده 
خساره انك مكملتيش تعليمك يافتون 
اطرقت عيناها في حسرة تتلاعب بقماش ثوبها بين أناملها 
محتاج مني حاجه تانيه ياسليم بيه 
طالعها بعدما دقق الملف الذي انهته في نظره سريعة 
شكرا يافتون..
وباقي عبارته وقفت على طرفي شفتيه وهو يلمح
چرح شفتيها
دقق النظر فيها ومن نظراته فهمت أين تتوقف عيناه.. رفعت كفها تخفي چرح شفتيها والاجابه كانت واضحه دون سؤال 
انصرفت من أمامه فتنهد زافرا أنفاسه وهو لا يصدق ان تلك الأفعال تخرج من سائقه 
...
تعلقت عيناها بالباب بعدما اغلقته مها خلفها.. سقطت دموعها وهي تعيد على مسمعها ما اخبرتها به 
انتي السبب ياملك في خصام بابا وماما...عجبك كل اللي حصل في البيت 
وفي النهايه هي أصبحت وحدها الملامه.. نظرت نحو هاتفها الذي يهتز فوق فراشها وحدقت به وبرقمه ټصارع تلك الفوضي التي تعيشها وتلومه عليها
نظرت للهاتف الذي انغلقت شاشته وقذفته بعيدا وأخذت تدور حول نفسها كالتائه الذي ضل طريقه 
وأخيرا عرفت طريقها قاصده غرفه والدتها..فهي أضعف من ان تتحمل ذلك الخصام وان يحدث شجار بين والديها بسببها 
اطرقت باب الغرفه ودلفت بعدها تنظر نحو ناهد التي اشاحت وجهها بعيدا عنها 
انا اسفه ياماما 
طالعتها ناهد في صمت.. الي ان اقتربت منها تجثي على ركبتيها أمامها 
انا معملتش حاجه غلط.. صدقيني عمري ما خنت ثقتك 
ولكن داخلها كانت تعلم انها خانت تلك الثقه ورغما عنها اضطرت للكذب حتى لا تحيا سعادتها المرفوضه 
رمقتها ناهد للحظات فألتقطت يدها تقبلها 
سامحيني ارجوكي.. واوعدك عمري ماهخون ثقتكم تاني 
وقرار واحد كان تقرره انها لن ترى رسلان ثانيه ولن تحادثه.. ستحكم على قلبها بالمۏت 
وقف عبدالله علي أعتاب الحجره ينظر للمشهد وقلبه يألمه على كسرتهاتلاقت عيناه بعين ناهد يهز لها رأسه آسفا.. يخبرها بنطراته انها أصبحت قاسيه ولم تعد ترى إلا ابنتها 
خلاص ياملك امسحى دموعك.. بس

اتمنى ثقتنا ليكي متخنيهاشمش عايزه في يوم ...
بترت عبارتها بعدما زجرها عبدالله بعينيه فمازال واقفا يتابع المشهد 
الټفت بجسدها تنظر نحو باب الغرفه.. لتجد والدها هو الاخر واقفا فأسرعت اليه تحتضنه 
كان يشعر بها ولكن لا سبيل لديه إلا الصمت.. فلو انكشفت الحقيقه لأنهدم سلام تلك الأسرة 
انا مستعده اضحي بأي حاجه في حياتي إلا أني اضحي بيكم 
...
ارتدي معطفه الطبي ينظر لهاتفه للمرة الأخيره علي امل ان تحادثه ولكن أمله كان يتلاشى مع الوقت حتى انعدم 
زفر أنفاسه بأرهاق.. لأول مره يعترف لنفسه ان الحب رغم لذته حينا تتعلق عيناك بمن تحب او ان يجمعكما مكان واحد فتنسي العالم كله.. إلا أنه يصبح مرهقا بشدة وانت ترى نفسك في دائرة محكمة الغلق تظل تدور بها دون أن تعرف لك نهايه 
حبك متعب ياملك لكن بحبك 
نطق عبارته وهو يغلق باب غرفته في المشفى خلفه فعمله يقتضي منه التركيز وفصل حياته الشخصيه ومهما كان الأرهاق الذي يحاوط عقله وقلبه فلابد ان يتحكم في مشاعره والآن هو الطبيب وليس الحبيب العاشق 
....
لم يعد الأمر يروق للسيدة ألفت...سعادتها التي تعود بها كلما ذهبت الي مكتبه بفنجان القهوة لهفتها في صنع اي شئ يخصه واخيرا ذلك الكتاب الذي جاءت به اليوم تخبرها ان رب عملها أعطاه لها كهدية منه وهكذا أصبحت عيناها تلتقط كل شئ في الأيام الماضيه وماكان عليها إلا المراقبة في صمت حتى تتضح لها الرؤيه.. وما خشته قد حدث الخادمه الصغيره وقعت في فتنة سيدها الوسيم العازب
اليوم كانت سعادتها لا توصف في السيد سليم أعطاها كتاب تقرأة عندما أخبرته انها تهوى القراءةدلفت للمطبخ تلحن بعض النغمات بشفتيها ولكن كل شئ تلاشي وهي ترى نظرات السيدة ألفت نحوها وكأنها تدرس ملامحها للمره الاخيره قبل أن تتيقن ان ما يجول بعقلها ليس مجرد شكوك 
تعالي يافتون اقعدي عايزه اتكلم معاكي
جالت عيناها بين السيدة ألفت وذلك المقعد الذي أشارت اليه وابتلعت لعابها مقتربه من المقعد تجلس عليه 
هو انا عملت حاجه يامدام ألفت 
رمقتها السيدة ألفت في صمت لدقائق مما زاد حيرتها 
تفتكري يافتون انا ممكن اتكلم معاكي في ايه 
ازدادت ربكتها خوفا تنظر اليها بترقب جلست السيدة ألفت هي الأخرى فوق المقعد الاخر وقد استرخت ملامحها مما أعاد اليها الطمئنينه وتلاشي خۏفها قليلا
انا متأكده انك اتظلمتي في حياتك يافتون غير
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 191 صفحات