حكاية اسلام
على الفرامل الخاص بالسيارة ليقودها مسرعا بعصبية
إلتقطت أنفاسها بصعوبة وهى تتأوه حاولت أن تحرك
رأسها قليلا وعينيها مضيقة بتعب لترى انها بداخل السيارة وبجانب رامى
صاد الصمت لدقائق فعقلها مايزال تائها لا يتذكر أى شئ
وفجأة وقفت السيارة نظرت حولها يميا ويسارا
خرجت كلمات بصعوبة من ثغرها وهى تتذكر أخر شئ أنها تناولت العصير
_ رامى أنت عملت ايه وليه
_ كنت عوزانى أسيبك تتجوزى اخويا وترميني وأنا اللى وقفت جنبك كتير
ليه بتصعبيها عليا وأنت عارفه أنى بحبك
قال جملته الاخيرة وهو مقربا منها ويضع يده على كتفيها وضي عيناه يزداد بلمعة الدموع
أنزلت يده بهدوء وقالت
_ انا مابحبش سيف يارامي
جحظت عيناه وقد عاد اليها بريق الأمل وهو يقول
_ طب ليه رفضتيني
_ أنت صديق يارامي وقلبي مش شايفك
لم يعلق على كلمتها بسبب الألم الذي سببته كلماتها داخله فاستمر يقود السيارة مسرعا
مرت دقائق حتى توقفت السيارة أمام هذا المنزل الذي تعرفه جيدا فشعرت بالأمان
_ أسبوع واحد أديني فرصة أخليك تحبيني
مالت ياسمين رأسها يمينا ويسارا بالنفى تريد أن تخبره أن قلبها لم يعد يراه ليحبه لكن تخشي على مشاعره من الټحطم أكثر
فأردف
أنت قلبي فى حد يأذي قلبه
أستسلمت ياسمين لأمرها فهو لن يصمت حتى توافق ولأن هذا الطريق يصل اليه فى خمس ساعات ومن الصعب الرجوع اليوم الى منزلها
دخلت الى البيت معه لينظر اليها الجد بعجب فقال الجد لرامي وهو يقوم بسحبه الى جانب أخر
_ دى مش مجرد بنت ياجدي دى حياتي
تابعه الجد وهو ينظر الى عيناه الحزينة التى لم يراها من قبل
فأمال رأسه بايجاب وهو يربط عليه
جلست ياسمين مع توفى فى غرفتها تتفقد محتوياتها الرقيقة والجذابة فقالت لها توفى
_ أنت اسلام صح
_ عرفتي إزاى !!
نظرت اليها ياسمين متعجبة فأردفت توفى
_ بصراحة
لما شوفتك أول مرة وأنت لابسة زى الولاد أفتكرتك بنت ورامي خلاكي تتنكرى كدا عشان معرفش أنا ولا جدي بس أنا قولت لجد ولرامي وهو أكد أنك ولد فأنا اټصدمت
وبعدين كنت خاېفة على أخويا لانه بيبصلك زي ماتكونى حبيبته وأنت ولد فا دلوقتى
مفهمتيش حاجه أنا عارفه بس أنا كدا أرتحت
قالتها توفى وهى تريح جسدها على الفراش
طوال الليل لم تنم تتقلب على الفراش وعقلها يذكرها بأدم وعمها شيئا داخلها يخبرها أن تصمت ولا تخبرهم عن مكانها
فأحبت تلك الفكرة
وصل عقرب الساعة الى الثانية عشر ليلا يهيم فى أنحاء المشفى وأنحاء المدينة و فى الشوارع الضيقة ولا يجد لها أثرا قلبه ينبض پخوف قاټل وعقله يخبره بأنها هربت منه
_ زعلان على ايه ما أنت السبب بتقرفها ليه هى واحده مش عوزاك ليه بتغصب عليها أهى هربت وسبتلك البيت
يهتف بها والده أمامه وهو يراه جالسا فى غرفتها على الارض يبكي
لا يعلم أن كلماته كالسکين الحاد يمر على قلبه العاشق حتى ينذف دما اشتياقا وخوفا
كان يريد فقط أن يجعلها بين يديه دائما يستنشق انفاسها وعطرها صباحا ومساءا لم يتوقع أبدا أن تهرب منه بسبب اظهار مشاعره لها
أنهمرت عيناه بالدموع وهو يرى السلسة ملقاه على الارض فأمسكها واقبل ينظر اليها بحزن
وكأن الدنيا أخذت من حياته الكثير ولم يعد بها شئ سوي فراغ قاټل
_ مش هسيبك ياسمين تضيعي مني ابدا ياحبيبتي
وفى الصباح الباكر
أخبرها رامي أن تتصل بعائلتها وتخبرهم انها فى رحلة مع إحدي صديقاتها لكنها رفضت تماما
لا تعلم لما رفضت لكن أرادت أن لا يعلم أدم عن مكانها
فوافق رامي على كلامها واخذها الى طريق البحر
لم تسقط عيناه عنها طول الطريق فى جبعته كثير من الكلمات والمشاعر لو بقي طوال عمره يحكي لها كم يحبها لن يكون فى العمر مايكفى فواصل التحدث لها بعيناه التى تصرخ بحبها
_ ياسمين !!
تعرفي أمنيتى إيه
إن أنا وأنت نعيش هنا بعيد عن الناس كلها مع توفى
وجده ومحدش يعرف عننا أى حاجه
طول ما إنت معايا مش هعوز من الدنيا أى حاجة
أنا بحبك جدا
تلك المشاعر لم تصل الى أذناها التى كانت شاردة فى كلمات أدم لها ولمساته مع صوت البحر
مر اسبوع كاملا بالليال الصاخبة الثقيلة التى جعلتها تشتاق الى كلماته التى تمر داخل أذناها برعدها حتى جعلت قلبها يلين الى رائحته ونبضاته
لأول مرة تشعر بهذا الشعور الغامر وهى ترى قلبها يفتح لها طريقا خصبا بعيدا عن
الطريق الوعر الذي كانت تخطو فيه طوال حياتها
قلبها أصبح ينبض فقط مټألما بذكرياته ألما لذيذ المذاق ينعش كيانها
علمت أن هذا الاسبوع داوى چراحها وجعلها تتعرف على مايريده حقا
وقفت ياسمين أمام رامي عند ذلك البيت المجاور بأرضيته المليئة بالعشب الباهت الذي تدهور بسبب عوامل الجو وأمام الأرجوحة الخشبية التى تحمل ذكرياتهما